Page 177 - merit 52
P. 177

‫‪175‬‬            ‫الملف الثقـافي‬

‫مارسيل دوشامب‬  ‫مارتن هيدجر‬         ‫خوان ميرو‬                      ‫تشهد بورتريهات جيرترود‬
                                                                     ‫شتاين التي لا تزال حية‬
‫كورنيل ومناصرو اكتشاف‬                 ‫الموضوع» (مدهش ‪:)85‬‬
       ‫الفن وجاهزيته‪ ،‬مثل‬          ‫لابد أن هذا الشيء قد تسلل‬       ‫على التطور المضاد لمحاكاة‬
                                                                  ‫هوراس للقول المأثور‪ ،‬وهو‬
‫مارسيل دوشامب‪ ،‬وكورت‬                   ‫حق الخروج من الجحيم‬       ‫ما يعكس عدم ثقة التعكبيين‬
    ‫شويترز‪ ،‬لم يعد وسيلة‬                       ‫يشبه قدم طائر‬      ‫في قوة أي فن لتقديم تمثيل‬

‫لتمثيل الواقع‪ ،‬وإن كان ذلك‬          ‫تلت ُّف حول عنق آكلي لحوم‬          ‫واحد وشفاف للواقع‪.‬‬
 ‫بطريقة غير مألوفة‪ .‬يتك ّون‬             ‫البشر (مختارات ‪.)34‬‬        ‫الشكل المحدد لقصائد نثر‬
‫بد ًل من ذلك من شيء واحد‬                ‫من الواضح أن اهتمام‬      ‫سيميك المعاصرة الذي يزعم‬
 ‫أو عدة أشياء‪ ،‬عادة ما يت ُّم‬          ‫سيميك بالتشابهات بين‬
‫إنتاجها بكميات كبيرة‪ ،‬ويت ُّم‬           ‫العالم غير الحي المادي‪،‬‬      ‫أنه يحاكيه‪ ،‬ينحرف عن‬
 ‫سحبها من سياقها المعتاد‪،‬‬                                           ‫أساليب وأهداف المحاكاة‬
 ‫وقيمتها الاستعمالية‪ ،‬ومن‬             ‫والعالم المتحرك يشير إلى‬     ‫التقليدية‪ .‬فاهتمام سيميك‬
  ‫ث َّم تمنح مكانة وهد ًفا فنيًّا‬    ‫قصائد موضوعية للشاعر‬
‫بفعل الاختيار والترتيب من‬            ‫الصربي فاسكو بوبا الذي‬            ‫على المستوى السطحي‬
                                                                      ‫بتراكيب كورنيل ثلاثية‬
                   ‫الفنان‪.‬‬              ‫بدأ يترجم أعماله بداية‬       ‫الأبعاد للأشياء اليومية‪،‬‬
‫بالابتعاد عن التمثيل باتجاه‬               ‫من الستينيات‪ .‬تشير‬
                                                                        ‫وإيجاد المواد في إطار‬
   ‫فن العرض يهت ُّم سيميك‬               ‫كلمة (فورك‪ -‬الشوكة)‬            ‫صناديق الصور (كان‬
 ‫بالطرق والأساليب المختلفة‬           ‫إلى إعجابه بتوجه هايدجر‬            ‫كورنيل مول ًعا بشكل‬
‫التي يتعامل بها كورنيل مع‬                                           ‫خاص بالمواد المهملة‪ ،‬مثل‬
 ‫الأشياء الحقيقية المادية من‬            ‫الفينومينولوجي لإعادة‬        ‫أوراق الصحف القديمة‪،‬‬
 ‫أجل إلغاء الفصل بين الفن‬            ‫فحص أبسط الأشياء التي‬            ‫والمطبوعات والقوارير‪،‬‬
‫والحياة (كيمياء متجر ‪.)18‬‬            ‫طال اعتيادها لفترة طويلة‬           ‫ومكعبات الكريستال‪،‬‬
                                   ‫(ماتوز ‪ .)367‬ومع ذلك فإن‬       ‫والأكواب والكرات والريش‪،‬‬
                                       ‫العمل الفني كما تصوره‬          ‫ومختلف بقايا الأشياء)‬
                                                                   ‫بشكل غير مباشر‪ ،‬يذكرنا‬
                                                                      ‫ببداية سيميك الخاصة‬
                                                                       ‫بوصفه كاتبًا لقصائد‬

                                                                         ‫موضوعية‪ .‬قصيدة‬
                                                                     ‫(الشوكة) إحدى قصائد‬

                                                                       ‫سيميك الأكثر تمثي ًل‪.‬‬
                                                                  ‫عبارة عن ملصقة سيريالية‬
                                                                 ‫نموذجية لاهتمامه «بالأحلام‬

                                                                   ‫التي ت َّم فيها إعادة تسمية‬
                                                                     ‫الأشياء‪ ،‬واستثمارها في‬

                                                                  ‫حياة خيالية» (كيمياء متجر‬
                                                                 ‫‪ .)44‬أفضل وصف لمثل هذه‬

                                                                     ‫القصائد جاء من سيميك‬
                                                                       ‫نفسه «فهي هواجس‪..‬‬
                                                                      ‫للاختلاف المطلق حول‬
   172   173   174   175   176   177   178   179   180   181   182