Page 181 - merit 52
P. 181

‫‪179‬‬  ‫الملف الثقـافي‬

  ‫القول المشهور لسيميك في‬           ‫فيه شخص‪ ،‬ووجهه إلى‬                  ‫الأكثر نجا ًحا التي ت َّم‬
   ‫كون («الشائع معجزة إذا‬           ‫الحائط‪ ،‬وفي رأسه هناك‬           ‫التوقف عندها فيما سبق‪،‬‬
  ‫تمت رؤيته وإدراكه بشكل‬         ‫المزيد من الغرف‪ .‬في واحدة‬       ‫هناك في منمنمات سيميك‪ ،‬ما‬
‫صحيح)» (‪ .)18‬وهو اعتقاد‬           ‫منها تهت ُّز الستائر المعدنية‬  ‫هو أكثر من تذوق المعارضة‬
                                   ‫باقتراب عاصفة الصيف‪.‬‬          ‫المتمردة والكوميديا الساخرة‬
      ‫يشكل القاسم المشترك‬           ‫بين لحظة وأخرى يظهر‬              ‫والهزلية للأخطاء‪ .‬تشبه‬
 ‫لإطارات كورنيل‪ ،‬بالإضافة‬          ‫شيء على الطاولة يصبح‬             ‫المناظر الحلمية والخيالية‬
                                   ‫مرئيًّا‪ :‬بوصلة مكسورة‪،‬‬
   ‫إلى كونه فرضية منهجية‬        ‫حصاة بلون منتصف الليل‪،‬‬                 ‫لسيميك ‪-‬مثل إطارات‬
 ‫لقصائد نثر سيميك‪ .‬بودلير‬            ‫صورة مدرسية مكبرة‬              ‫كورنيل‪ -‬أحلام الطفولة‪،‬‬
                                 ‫ذات وجه من الخلف محاط‬               ‫حيث يتم («إعادة تسمية‬
    ‫‪-‬بحسب والتر بنيامين‪-‬‬           ‫بدائرة‪ ،‬عقرب ساعة‪ ،‬كل‬             ‫الأشياء‪ ،‬واستثمارها في‬
     ‫الذي بدأ النشر في زمن‬         ‫عنصر من هذه العناصر‬            ‫حياة خيالية» (‪ .)44‬قصائد‬
   ‫أصبح مناخ القصيدة غير‬           ‫طوطم للذات» (‪ .)62‬مثل‬           ‫النثر في (العالم لا ينتهي)‪،‬‬
  ‫مرحب به على نحو متزايد‬           ‫الصبي الوحيد في (طابع‬             ‫و(كيمياء متجر) تذكرنا‬
   ‫(‪ )109‬كان أول من أدرك‬                                           ‫بتعريف جاستون باشلار‬
  ‫ضرورة خلق شكل شعري‬                  ‫بريد مع هرم)‪« ،‬حيث‬           ‫للمنمنمات بوصفها أسلو ًبا‬
                                   ‫يشاهد راك ًعا على الأرض‬          ‫للتكامل النفسي‪ ،‬ووسيلة‬
       ‫جديد‪ ،‬لإضفاء الطابع‬        ‫بين سريري والديه‪ ،‬يدفع‬
 ‫الدرامي على الجوانب الأكثر‬       ‫علبة أعواد ثقاب‪ ،‬ويتخيل‬                ‫لمنح «الأشياء المزيفة‬
  ‫تعقي ًدا في تجربتنا اليومية‪.‬‬    ‫نفسه بداخلها» (‪ )37‬فإن‬            ‫موضوعية نفسية حقيقة»‬
                                                                   ‫(‪ .)140‬بشكل عام‪ ،‬تهدف‬
     ‫في كيمياء متجر‪ ،‬يتحول‬           ‫شخصيات سيميك هي‬             ‫إلى إقامة علاقات ذات مغزى‬
    ‫سيميك إلى قصيدة النثر‪،‬‬            ‫(«شخصيات مسافرة‬              ‫عاطفيًّا وفكر ًّيا بين عناصر‬
    ‫ليس بسبب ما توفره في‬         ‫تستكشف وحدتها» (‪.)73‬‬             ‫قائمة بذاتها‪ ،‬بهدف التوفيق‬
  ‫إضفاء الطابع الشعري على‬              ‫ومن هنا تأتي أهمية‬        ‫بين الذات والعالم الخارجي‪:‬‬
‫النثر‪ ،‬ولكن ‪-‬فوق ما سبق‪-‬‬          ‫الفراغات أو الصمت الذي‬             ‫«داخل كل شخص غرف‬
  ‫لتجسير الفجوة بين الثقافة‬     ‫يؤطر قصائد سيميك النثرية‬
‫العالية والمنخفضة‪ ،‬والخطابين‬      ‫القصيرة‪ .‬ومن ذلك أي ًضا‬             ‫سرية‪ .‬تتزاحم والأنوار‬
  ‫الغنائي والنقدي‪ ،‬وبين الفن‬                                     ‫مطفأة‪ .‬هناك سرير يستلقي‬

           ‫والحياة في النهاية‬
   176   177   178   179   180   181   182   183   184   185   186