Page 185 - merit 52
P. 185

‫‪183‬‬           ‫الملف الثقـافي‬

‫فرانك أوهارا‬  ‫شارد دينيورد‬      ‫راسل إيدسون‬                          ‫النثري علا ًجا لكل مظاهر‬
                                                                                    ‫التصنع‪.‬‬
    ‫الأنظار إلى حماقة جديته‪.‬‬       ‫الكتابة العازمة على اثبات‬
    ‫وهنا في الولايات المتحدة‪،‬‬    ‫وجود الشعر ما وراء البيت‬         ‫وبعد أن تفكرت مليًّا في هذه‬
‫حيث يتحدث الشعراء بالكثير‬       ‫الشعري وقواعده‪ .‬بل إنه في‬         ‫الكتابات الخاصة بي‪ ،‬أدركت‬

      ‫من الوقار عن التجربة‬         ‫أحيان كثيرة يتمتع بكونه‬            ‫أنها لم تكن دون سابقة‪،‬‬
  ‫الأصيلة‪ ،‬ويكتبون القصائد‬           ‫عاميًّا ومر ًحا‪ ،‬مثله مثل‬      ‫فقد كنت على معرفة جيدة‬
 ‫عن ذهابهم لصيد السمك مع‬
   ‫الوالد عندما كانوا صغا ًرا‪،‬‬  ‫الرسومات الكاريكاتيرية غير‬            ‫بالديوان العالمي الضخم‬
‫فيخبرون القاريء حتى باسم‬        ‫المكتملة التي يتركها صاحبها‬       ‫«القصيدة النثرية»‪ ،‬الذي قام‬

    ‫النهر ونوع السيارة التي‬         ‫على منديل بأحد المقاهي‪.‬‬          ‫بجمعه وتحريره صديقي‬
‫ركبوها في ذلك اليوم‪ ،‬لإضفاء‬       ‫فالشعر النثري يعتمد على‬         ‫الراحل مايكل بينيديكت وتم‬
                                 ‫تصادم نوعين من الدوافع‪،‬‬          ‫إصداره عام ‪ .1976‬ويتعرف‬
   ‫المصداقية على القصة‪ ،‬فإن‬       ‫تلك الخاصة بالشعر وتلك‬
 ‫المرء يتطلع إلى قصائد يطلق‬      ‫الخاصة بالنثر‪ ،‬ولذلك فإنه‬            ‫القارئ‪ ،‬بد ًءا بألويسوس‬
  ‫فيها الجماح للخيال‪ ،‬وحيث‬      ‫قد يتمتع بطابع تأملي هادئ‪،‬‬                ‫بيرتراند ‪Aloysius‬‬
  ‫يسهل خلط الملهاة والمأساة‬        ‫أو يوحي بأنه عرض من‬
‫وكأنهما ينتسبان لذات حزمة‬          ‫عروض السيرك‪ .‬فالشعر‬                  ‫‪ ،Bertrand‬على ‪1969‬‬
                                ‫النثري مدرك لشعر الماضي‪،‬‬         ‫آخرين من ممارسي هذا الفن‬
               ‫أوراق اللعب‪.‬‬        ‫إلا أنه يبدي ازدرا ًء أي ًضا‬
    ‫أما في ديوان عام ‪2009‬‬          ‫تجاه البيت الشعري الذي‬            ‫من كافة أصقاع الأرض‪.‬‬
  ‫بعنوان «مدخل إلى القصيدة‬      ‫يراه عني ًدا ومختا ًل بأهميته‪.‬‬      ‫فبالإضافة إلى أسماء براقة‬
     ‫النثرية» والذي صدر في‬        ‫فيتهكم من الشعر إذ يلفت‬          ‫مثل بودلير‪ ،‬ولوتريامونت‪،‬‬
  ‫الولايات المتحدة‪ ،‬فقد حاول‬                                      ‫وريمبود‪ ،‬وجاكوب‪ ،‬وميشو‪،‬‬
                                                                   ‫وبونج‪ ،‬كان الكتاب يحتوي‬
                                                                   ‫أي ًضا على شعراء أقل شهرة‬

                                                                     ‫مثل كونرت‪ ،‬وكورتازار‪،‬‬
                                                                     ‫وبيورلينج‪ ،‬وكذلك بعض‬
                                                                   ‫الأسماء غير المعروفة بالمرة‬

                                                                        ‫مثل خارمز‪ ،‬وأريولا‪،‬‬
                                                                 ‫وهاجيوارا‪ ،‬وغيرهم الكثيرين‪.‬‬

                                                                      ‫ولم يحاول بينيديكت في‬
                                                                  ‫مقدمته للكتاب أن يبرر لهذه‬
                                                                   ‫الاختلافات‪ ،‬أو حتى يحاول‬

                                                                     ‫وضع تعريف مفصل‪ ،‬بل‬
                                                                   ‫قال بشكل متوقع إن الشعر‬
                                                                   ‫النثري نوع أدبي من أنواع‬

                                                                       ‫الشعر الذي يكتب نث ًرا‪،‬‬
                                                                  ‫ويتصف بالاستخدام المكثف‬
                                                                   ‫لكافة أدوات الشعر‪ ،‬ما عدا‬

                                                                                  ‫نظم البيت‪.‬‬
                                                                 ‫ولعلي كنت لأشدد على الطابع‬

                                                                     ‫الراديكالي للشعر النثري‪،‬‬
                                                                     ‫فبالنسبة لي فإنه نوع من‬
   180   181   182   183   184   185   186   187   188   189   190