Page 187 - merit 52
P. 187

‫‪185‬‬                                    ‫الملف الثقـافي‬

     ‫تشارلز سيميك شاعر الحرب والحب‬                                    ‫ستبدو الأبراج المائية الصدئة‬        ‫سيميك عن ‪84‬‬
                                                                      ‫الموجودة أعلي مستودع قديم‬        ‫عا ًما في يوم الأحد‬
                                    ‫رحل‬                                                               ‫الموافق ‪ 9‬يناير عام‬
                                                                         ‫جميلة مثل بعض العجائب‬        ‫‪ ،2023‬تلك الموهبة‬
                                                                         ‫المعمارية على طول شاطئ‬       ‫التي تفجرت وسط‬
                                                                       ‫البحيرة»‪ .‬هناك حيث استقر‬        ‫تساقط القنابل على بلجراد في‬
                                                                      ‫سيميك في أوك بارك ضاحية‬
                                                                        ‫شيكاغو حيث نشأ إرنست‬                 ‫الحرب العالمية الثانية‪.‬‬
                                                                      ‫هيمنغواي‪ ،‬هناك عمل سيميك‬         ‫ولد دوسان سيمتش ‪Dusan‬‬
                                                                      ‫على لغته الإنجليزية ووقع في‬     ‫‪ Simic‬والذي غير اسمه لاح ًقا‬
                                                                                                       ‫إلى تشارلز سيميك ‪Charles‬‬
                                                                             ‫حب المكتبات والأدب‪.‬‬
                                                                          ‫وقد كان لاهتمام سيميك‬          ‫‪ Simic‬في ‪ 9‬مايو‪ ،1938‬في‬
                                                                      ‫بالشعر أصول عاطفية‪ ،‬حيث‬          ‫بلجراد يوغسلافيا‪ ،‬لأم معلمة‬
                                                                       ‫قال في جريدة كورتلاند عام‬
                                                                     ‫‪« 1998‬لاحظت في المدرسة أن‬          ‫وأب مهندس‪ ،‬في عام ‪1942‬‬
                                                                     ‫إحدى صديقاتي كانت تجتذب‬            ‫تسلل والده عبر الحدود إلى‬
                                                                           ‫أفضل الفتيات من خلال‬         ‫إيطاليا وكان يأمل أن تلحقه‬
                                                                      ‫كتابة قصائد حب رهيبة لهن‪،‬‬       ‫عائلته ولكنهم لم ينجحوا‪ ،‬وفي‬
                                                                         ‫اكتشفت أنه يمكنني القيام‬     ‫عام ‪ 1954‬هاجر إلى نيويورك‪،‬‬
                                                                                                         ‫وهناك تم لم شمل الأسرة‪،‬‬
                                                                                     ‫بذلك أيضا»‪.‬‬      ‫كتب سيميك عن لحظة وصوله‬
                                                                           ‫بعد تخرجه من المدرسة‬
                                                                          ‫الثانوية انتقل سيميك إلى‬         ‫إلى نيويورك‪« :‬القمامة في‬
                                                                        ‫المدينة وعمل كمدقق لغوي‬        ‫الشوارع‪ ،‬طريقة لبس الناس‪،‬‬
                                                                          ‫في صحيفة شيكاغو صن‬
                                                                     ‫تايمز‪ ،‬بينما كان يواصل كتابة‬         ‫المباني الشاهقة‪ ،‬الأوساخ‪،‬‬
                                                                        ‫الشعر‪ ،‬في عام ‪ ،1959‬وفي‬            ‫الحرارة‪ ،‬سيارات الأجرة‬
                                                                         ‫عمر ‪ 21‬عا ًما نشرت مجلة‬        ‫الصفراء‪ ،‬اللوحات الإعلانية‬
                                                                      ‫شيكاغو ريفيو قصيدتين من‬            ‫واللافتات‪ ،‬كان الأمر قبي ًحا‬
                                                                     ‫قصائده‪ ،‬وكان والده مسرو ًرا‬      ‫للغاية وجمي ًل في الوقت نفسه‪،‬‬
                                                                         ‫بكتاباته‪ ،‬الأدبية على عكس‬        ‫أحببت أمريكا على الفور»‪.‬‬
                                                                     ‫والدته التي قال عنها لصحيفة‬        ‫ثم انتقل سيميك إلى شيكاغو‬
                                                                       ‫بوسطن جلوب عام ‪،2007‬‬               ‫والتي أحبها كثي ًرا‪ ،‬وكتب‬
                                                                      ‫بعد أن أصبح شاع ًرا أمريكيًّا‪:‬‬       ‫مقا ًل نشر في عام ‪1996‬‬
                                                                       ‫«في سنواتها الأربع الأخيرة‬           ‫في واشنطن بوست قال‬
                                                                       ‫كانت في دار لرعاية المسنين‪،‬‬       ‫فيه «أحببت فوضي المدينة‪،‬‬
                                                                         ‫كنت آتي لزيارتها‪ ،‬وكانت‬           ‫كانت هناك أماكن غطس‬
                                                                       ‫تقول (بني هل ما زلت تكتب‬           ‫ومفاصل للتعري على بعد‬
                                                                          ‫الشعر؟) كنت أقول نعم‪،‬‬        ‫بنايات قليلة من معهد الفنون‬
                                                                      ‫وكانت تهز رأسها وتقول‪ :‬لا‬           ‫الضخم والفنادق الفاخرة‪،‬‬
                                                                                                       ‫كانت شيكاغو هي بيع المرآب‬
                                       ‫خير إذن‪ ،‬ستقع في مشكلة»! د‪.‬محمد أحمد البدوي‬
                                                                                                            ‫لجميع التناقضات التي‬
                                                                                                           ‫يمكن أن تحتويها أمريكا‪،‬‬
   182   183   184   185   186   187   188   189   190   191   192