Page 180 - merit 52
P. 180

‫العـدد ‪52‬‬                              ‫‪178‬‬

                                ‫أبريل ‪٢٠٢3‬‬                       ‫الماضي‪ -‬فنان ديني ولد في‬
                                                                  ‫عالم خفتت فيه الميتافيزيقا‬
     ‫الثقافية‪ ،‬يبتهج سيميك‬       ‫الإلهية التي تقع في مواجهة‬        ‫والأفكار الجمالية» (‪.)37‬‬
‫بمحاكاة الروائع الثرية لعالم‬     ‫متجر بويري عن الجنازات‬
 ‫كورنيل الخيالي الذي يجنح‬         ‫والزفاف من خلال لافتات‬               ‫مثل الأشياء والصور‬
                                ‫مكتوبة بخط اليد‪ .‬في الزاوية‬       ‫الحرفية في قصائد سيميك‬
     ‫إلى التملص من التفريق‬      ‫مخزن جيش الإنقاذ‪ ،‬ومتجر‬         ‫«إذا قلت فئران في حفاضات‪،‬‬
     ‫بين الماضي والحاضر‪،‬‬                                          ‫فيجب تلقيها حرفيا» (غير‬
                                    ‫خردة‪ .‬أمريكا هي المكان‬
        ‫والحقيقي والزائف‪،‬‬        ‫الذي غرقت فيه سفن العالم‬           ‫مؤكد ‪ )78‬تأتي إطارات‬
   ‫والأصيل والحقيقي «ع َّدل‬      ‫القديم‪ .‬تغطي أسواق السلع‬       ‫كورنيل الكولاجية بدون أية‬
                                  ‫المستعملة وموقف المبيعات‬
    ‫كورنيل إطاراته ليجعلها‬                                         ‫قيمة استعارية أو رمزية‪،‬‬
  ‫تتشقق‪ ،‬وتبدو قديمة‪ ،‬وقد‬          ‫الأرض‪ .‬هنا كل ما يحمله‬           ‫ناهيك عن كونها مفتا ًحا‬
‫أشار سيميك إلى أن (مزيفي‬              ‫المهاجرون في حقائبهم‬          ‫لبعض الحقائق المتعالية‪.‬‬
 ‫الآثار) يستخدمون الطريقة‬
                                ‫و ُصررهم على هذه الضفاف‪،‬‬                ‫إنها «أجزاء من الكل‬
      ‫ذاتها» (‪ .)16‬من نوا ٍح‬      ‫ونسلهم رموا إلى القمامة‪:‬‬        ‫المفقود» (‪ ،)72‬منتزعة من‬
‫عديدة يع ُّد تقليد أو استخدام‬                                    ‫سياقها الأصلي‪ ،‬وقيمتها في‬
‫سيميك لتقنية كولاج كورنيل‬       ‫كومة من السجلات اليونانية‬        ‫الاستخدام‪ ،‬ثم أعيد إدخالها‬
                                       ‫‪ ،78‬مع أغنية لماريكا‬      ‫أو إدراجها لاح ًقا في السرد‬
     ‫رم ًزا للتجاور بين المواد‬                                   ‫التخييلي الجديد الذي أنتجه‬
 ‫القديمة والحديثة‪ ،‬والمقدسة‬     ‫باباجيكا‪ ،‬وجه دمية مطاطية‬
                                    ‫غير معروفة الأصل‪ ،‬بها‬           ‫إطار الكولاج‪ .‬في (عارية‬
     ‫والمدنسة‪ ،‬والأسطورية‬           ‫آثار أسنان طفل أو كلب‬             ‫في أركاديا) على سبيل‬
       ‫والتافهة (يطلق عليها‬
      ‫كورنيل ‪Medici Slot‬‬        ‫صغير‪ ،‬بطاقات بريدية داكنة‬         ‫المثال تعتبر أشياء كورنيل‬
                                     ‫اللون غير معروفة‪ ،‬بها‬        ‫طرو ًسا متبقية من ما بعد‬
    ‫‪ ،)Machine‬حيث ميزت‬                                            ‫الثقافة الأمريكية‪ .‬وفي هذه‬
   ‫قصائده بداية من الخداع‬          ‫آثار بصمات دهنية‪ ،‬علبة‬       ‫القصيدة ‪-‬كما في العديد من‬
 ‫الأيقوني في ديوانه العالم لا‬       ‫مجوهرات فارغة‪ ،‬مبطنة‬         ‫القصائد الأخرى‪ -‬لا يمكن‬
                                  ‫بمخمل أسود‪ ،‬قائمة طعام‬        ‫للمرء إلا أن يربط بين افتنان‬
                    ‫ينتهي‪:‬‬        ‫من فندق في باليرمو يقدم‬           ‫سيميك بالأشياء المقتلعة‬
  ‫«يتح َّول ستاليجر إلى ميت‬        ‫الأخطبوط‪ ،‬كتاب فرنسي‬           ‫بتجربته الخاصة بالإزاحة‬
 ‫شاحب عند رؤية الجرجير‪.‬‬         ‫قديم عن علم الفلك مع أغلفة‬       ‫الجسدية والعقلية واللغوية‬
    ‫توتشو براهي عالم الفلك‬         ‫وصفحة العنوان مفقودة‪،‬‬        ‫بوصفه مهاج ًرا إلى الولايات‬
  ‫يفقد وعيه عند رؤية ثعلب‪،‬‬         ‫صورة لطفل صيني ميّت‬             ‫المتحدة وشاع ًرا ومترج ًما‬
   ‫ماري دي ميديشي تشعر‬
                                                     ‫(‪.)17‬‬          ‫في محاولته لفهم تقارب‬
     ‫بالدوار فو ًرا عند رؤية‬     ‫في هذا الوجود الديمقراطي‬                 ‫وتناقض التاريخ‪:‬‬
   ‫وردة‪ ،‬حتى في اللوحة‪ .‬في‬
                                    ‫المتساوي للأشياء‪ ،‬يفقد‬          ‫كان العالم الجديد قدي ًما‬
     ‫أثناء ذلك يأكل أجدادي‬           ‫التاريخ جز ًءا كبي ًرا من‬       ‫بالنسبة لبو‪ .‬الفردوس‬
      ‫الملفوف‪ ،‬يستمرون في‬        ‫سلطته الثقافية‪ ،‬ويختزل ما‬           ‫المفقود فقد مرة أخرى‪.‬‬
  ‫تحريك القدر بحثًا عن قدم‬      ‫أسماه جريام هوج في تعليقه‬          ‫في شارع به لافتات باهتة‬
‫خنزير غير موجودة‪ .‬السماء‬         ‫على انتقائية الشعر الحديث‬        ‫للمحلات‪ ،‬برنيس أين هي؟‬
      ‫زرقاء‪ .‬يغني العندليب‬       ‫«مخزن الخردة اللامحدودة‬             ‫تعلن كنيسة الميتافيزيقا‬
  ‫سونيتة من عصر النهضة‪،‬‬         ‫للماضي» (‪ .)316‬وبعي ًدا عن‬
 ‫وينام فو ًرا بألم في أسنانه»‬   ‫استنكار زوال وانتهاء الأطر‬
                                  ‫القديمة المستقرة للمرجعية‬
                ‫(العالم ‪.)4‬‬
   ‫كما تظهر بعض القصائد‬
   175   176   177   178   179   180   181   182   183   184   185