Page 179 - merit 52
P. 179

‫‪177‬‬  ‫الملف الثقـافي‬

‫مايكل ديفيل‬                     ‫ماكس إرنست‬                        ‫الأساس بالثراء البصري‪،‬‬
                                                                  ‫والترف الأيقوني للمشهد‬
 ‫الإمكانية أو الصدفة‪ ،‬أصبح‬           ‫ينشطها خيالنا» (‪.)26‬‬       ‫المديني أو الحضري‪ .‬فبعي ًدا‬
‫دور الفنان ‪-‬الذي تح َّول إلى‬     ‫يسلِّط المقطع السابق الضوء‬     ‫عن الشخصية الباهتة وغير‬
                                  ‫على رؤية سيميك لكورنيل‬          ‫المجسدة للبشر في الأرض‬
   ‫جامع للأشكال وللأطوار‬
‫العديدة من الغرائب‪ -‬يرتبط‬            ‫الخاصة بالحياة المدنية‪،‬‬        ‫الخراب لإليوت‪ ،‬يخبرنا‬
                                 ‫ورؤية بودلير‪ ،‬حيث يص ِّور‬           ‫كتاب سيميك عن قدرة‬
  ‫باكتشاف بذور الأسطورة‬           ‫هو أي ًضا الفن بوصفه ق ّوة‬    ‫المدينة في استحضار مواقف‬
  ‫الجديدة في المدينة الحديثة‪:‬‬                                   ‫غريبة وشخصيات كوميدية‬
 ‫«الساعة الثالثة صبا ًحا‪ .‬آلة‬       ‫خلاقة قادرة على تحويل‬          ‫مثل بطل كورنيل العظيم‬
 ‫العلكة على المنصة المهجورة‬       ‫المبتذل المديني إلى شعري‪.‬‬      ‫جيرار دي نيرفال المعروف‬
   ‫بمرآتها الممسوحة‪ ،‬أيقونة‬      ‫ومع ذلك فإن غير الشعري‬          ‫«بتجوله في شوارع باريس‬
                                 ‫أو المضاد للشعري بالنسبة‬       ‫مع جراد البحر الحي المقيَّد»‬
    ‫جديدة وعجيبة للعذراء»‬          ‫لسيميك يجعل من المدينة‬         ‫(‪ .)7‬يتأمل سيميك واح ًدا‬
                     ‫(‪.)27‬‬      ‫«المنتج والمح ِّول الأعلى لصور‬    ‫من أشهر إطارات الكولاج‬
                                  ‫الشعرية الخاصة‪ :‬آلة شق‬         ‫لدى كورنيل ‪Medici Slot‬‬
   ‫ومع ذلك فإن فن كورنيل‬           ‫الوحدة‪ .‬رأس مال الخيال‬
     ‫يخلو تما ًما من الباطني‬        ‫والحلم والشعر‪ ،‬العاطفة‬                ‫‪ Machine‬قائ ًل‪:‬‬
                                                                  ‫«ناحية الأحذية ذات اللون‬
‫الكامن وراء النظرية الرمزية‬          ‫السرية‪ ،‬الجنون الديني‬        ‫الأسود اللامع‪ ،‬يبيع رجل‬
‫للترابطات والتماثلات‪ ،‬حيث‬          ‫تحولها المدينة جميعا قوة‬
 ‫تهدف إلى كشف النقاب عن‬            ‫غير مفسرة أو مقروءة)»‬           ‫أعمى الصحف‪ ،‬والأولاد‬
‫الروابط التناظرية بين العالم‬    ‫(‪ .)28‬بعد الاكتشاف المذهل‬            ‫الصغار الذين يرتدون‬
                                ‫بأن الشعر يمكن أن يأتي من‬
   ‫الروحي والعالم الواقعي‪.‬‬        ‫عمليات الارتباط القائم على‬     ‫الجينز يمسكون أيديهم‪ .‬في‬
 ‫فكورنيل في الحقيقة ‪-‬الذي‬                                        ‫كل مكان توجد آلات للبيع‪،‬‬
‫تح َّول إلى العلوم المسيحية في‬
‫أواخر العشرينيات من القرن‬                                          ‫وكلها ذات مرايا‪ ،‬تتحرك‬
                                                                  ‫المرأة المجنونة وتخربشها‬
                                                                    ‫بأحمر الشفاه‪ .‬آلة البيع‬

                                                                         ‫عروس موشومة‪.‬‬
                                                                       ‫يحلم الصبي وعيناه‬
                                                                 ‫مفتوحتان‪ .‬صورة ملائكية‬
                                                                     ‫في عتمة النفق‪ ،‬مثل أي‬
                                                                    ‫أسطورة‪ ،‬لها أجزاء غير‬
                                                                   ‫متجانسة‪ .‬يجب أن تكون‬
                                                                  ‫عجلات مسننة‪ ،‬وتروس‪،‬‬
                                                                ‫وأدوات ذكية أخرى متصلة‬
                                                                ‫بال َك َر ْنك‪ .‬مهما كان يجب أن‬
                                                                ‫تكون عبقرية‪ .‬نظراتنا المحبة‬
                                                                ‫يمكن تشغيلها‪ .‬آلة الإمساك‬
                                                                ‫بالشعر تفوز بجائزة كبرى‬
                                                                ‫من معان غير قابلة للقياس‪،‬‬
   174   175   176   177   178   179   180   181   182   183   184