Page 283 - merit 52
P. 283

‫‪281‬‬  ‫ثقافات وفنون‬

     ‫كتب‬

                   ‫حسن طلب‬                 ‫العربى عبد الوهاب‬                ‫للرواي في أداء الامتحان العملي‬
                                                                               ‫بمدرسة الصناعات الثانوية‬
  ‫أحلام الطلاب في مقابل الأقنعة‬           ‫وتتميز قصة «أغلبهم مر من‬              ‫بدل الأخ المجند في الجيش‪،‬‬
      ‫ورسومات الطلاب‪ ،‬ولوحة‬             ‫هنا» بتدفق السرد مع ما يطلق‬
     ‫الموناليزا في مقابل أحلام كل‬      ‫عليه إخفاء الكتابة بالكتابة التي‬     ‫الأخ الغائب جسد ًّيا الحاضر في‬
                       ‫شخص‪.‬‬             ‫تشبه صنعة السجاد‪ .‬يتمثل في‬                               ‫الذاكرة‪.‬‬
                                        ‫هذه القصة حضور الروحاني‬
    ‫جاء الملف الثالث في «‪ »7‬سبع‬       ‫مقابل الفيزيقي بشكل شفاف في‬            ‫ويمكن القول إن ملف «شقيق»‬
‫قصص بشكل مختلف على مسوى‬               ‫إصابة راوي القصة بطلق أسفل‬              ‫بقصصه المكثفة المكتنزة‪ ،‬بكل‬
                                      ‫القلب‪ ،‬أو ربما تخيل الراوي ذلك‬        ‫مشهديته رغم أنه كان مشروع‬
      ‫الصياغة والسرد والتشكيل‬         ‫في أحلامه ورؤاه (هي مزيج من‬          ‫متوالية قصصية‪ ،‬إلا أنه في هذه‬
‫والرؤية‪ ،‬تتصدر الملف قصة «لقاء‬          ‫مشاعر تتعلق بأزمنة مختلفة)‪،‬‬          ‫المجموعة بكل فنياته وتألقه في‬
‫متأخر على السلم» متسعة إلى حد‬         ‫وتأتي إصابة الراوي بطلق ناري‬          ‫طرح الروحاني مقابل الفيزيقي‬
 ‫ما في مساحتها السردية‪ ،‬متسعة‬         ‫أو طلق خرطوش في مقابلة رؤى‬          ‫مثَّ َل إضافة حقيقية للمجموعة على‬
                                        ‫وأحلام الراوي‪ ،‬هنا الروحاني‬
     ‫في مساحتها الزمنية‪ ،‬يتعامل‬                                                            ‫كل المستويات‪.‬‬
‫الكاتب بشكل احترافي مع علامات‬                        ‫مقابل الفيزيقي‪.‬‬          ‫ويأتي التقابل بين الروحاني‬
                                     ‫وعلى نحو آخر تأتي قصة «حكاية‬          ‫والفيزيقي في الملف الثاني «قفزة‬
  ‫الترقيم‪ ،‬فهي لا تقتصر على أداء‬                                          ‫وقفزة» بشكل شفاف‪ .‬ربما كانت‬
 ‫دورها الوظيفي فقط‪ ،‬إنما يكرس‬             ‫جديدة عن لوحة الموناليزا»‪،‬‬           ‫المساحة السردية المتسعة في‬
                                       ‫مساحة سرية متسعة في المكان‬           ‫قصص هذا الملف هي التي أدت‬
   ‫لها بع ًدا فنيًّا يضيف إلى فنيات‬                                         ‫إلى خفوت هذه الظاهرة‪ ،‬أو كان‬
  ‫القصة‪« :‬تقاطيع وجهه‪ ،‬تفرض‬              ‫والزمان‪ ،‬تنطوي على فلسفة‪،‬‬          ‫ذلك بسبب طبيعة الحدث وفنية‬
  ‫باستمرار حضور‪ .‬وجه والدته‪.‬‬             ‫ولا تخلو من تقابل الروحاني‬        ‫التناول‪ .‬ثلاثة قصص تمثل نقلة‬
  ‫إلى مخيلتي‪ ،‬كأن رو ًحا معششة‬                                            ‫واضحة في تشكيل هذه المجموعة‬
                                            ‫والمفيزيقي‪ ،‬أحلام مدرس‬
               ‫في المكان» ص‪.86‬‬            ‫التربية الفنية إذا أضفنا إليها‬         ‫القصصية‪ ،‬ويمكن التكهن‬
      ‫نلاحظ أنه يفصل بين كلمة‬                                                  ‫أنها تنتمي إلى مرحلة زمنية‬
    ‫(حضور‪ ،‬ووجه والدته‪ ،‬وإلى‬                                               ‫متقدمة ومن ِن َتاج الكاتب للقصة‬

                                                                                                ‫القصيرة‪.‬‬
                                                                              ‫تأتي قصة «العواد» في صدر‬
                                                                               ‫هذا الملف‪ ،‬يتمثل فيها الحلم‬
                                                                           ‫بالتغيير في مقابل الواقع المتردي‬

                                                                                ‫للمتظاهرين‪ ،‬الحلم كمكون‬
                                                                             ‫روحاني مقابل الواقع كمكون‬

                                                                               ‫فيزيقي‪ ،‬راوي القصة افتقد‬
                                                                                ‫العواد‪ ،‬والعواد افتقد رفيق‬
                                                                            ‫الميدان‪ ،‬قصة حافلة بالعديد من‬
                                                                          ‫الشفرات التي تثير خيال القارئ‪،‬‬
                                                                          ‫رمزية العجلة والطفولة تحيلنا إلى‬
                                                                          ‫قصة الملف الأول «يوم تركته على‬
                                                                           ‫ما سورة العجلة وحي ًدا»‪ ،‬رمزية‬

                                                                                               ‫الأتوبيس‪.‬‬
   278   279   280   281   282   283   284   285   286   287   288