Page 284 - merit 52
P. 284

‫العـدد ‪52‬‬                          ‫‪282‬‬

                                   ‫أبريل ‪٢٠٢3‬‬

     ‫المقطع الثاني الذي جاء أكثر‬         ‫بالقارىء داخل العمل‪ ،‬فيما‬         ‫مخيلتي) بالنقط‪ ،‬باعتبار أن‬
  ‫فنية تبدت فيه المشهدية‪ ،‬وتأكد‬       ‫يكتنف العمل التمازج والتقابل‬        ‫المخيلة رافد من روافد الروح‪،‬‬
 ‫حضور وتمازج الروحاني مقابل‬                                                ‫ووجه الولدة مكون فيزيقي‪،‬‬
   ‫الفيزيقي عندما يصور الكاتب‬           ‫بين الروحاني والفيزيقي‪ ،‬إذ‬      ‫فيتحقق التقابل لا شعور ًّيا بين‬
    ‫خلال الحادث أشخا ًصا ماتوا‬          ‫يمثل الفيزيفي في (الخرابة‪-‬‬
  ‫بكل مكوناتهم الفيزيقية‪ ،‬مقابل‬        ‫بناء المدرسة‪ -‬الحمار) مقابل‬          ‫الروحاني والفيزيقي بشكل‬
                                         ‫الروحاني المتمثل في وحدة‬                             ‫شفاف‪.‬‬
     ‫الأرواح التي انسلخت عنهم‬
‫كمكون روحاني‪ ،‬المرأة التي تلطم‬             ‫شخص القصة «حنقوقة»‬           ‫يظل وجه الأم المكون الفيزيقي‪،‬‬
                                     ‫والعفاريت التي تسكن الخرابة‪.‬‬        ‫ولكونها ماتت منذ ثلاثين عا ًما‬
     ‫خديها بمشاعرها الروحانية‬         ‫وفي قصة «قالت له» المهداة إلى‬     ‫مكو ًنا روحانيًّا حاض ًرا في سرد‬
   ‫مقابل الحاجر الإسمنتي المفعم‬      ‫الشاعر حسن طلب‪ ،‬يتمثل فيها‬         ‫أحداث القصة‪ .‬الأم أورثت ابنها‬
‫بلطشات دم كأنها لوحة سيريالية‬        ‫الفيزيقي وهو المبدع داخل هذه‬      ‫«أيمن» مكانها الفيزيقي في نفس‬
 ‫كمكون فيزيقى‪« :‬ولم يلحظ أحد‬                                            ‫المؤسسة مقابل رحيلها كمكون‬
   ‫منهم‪ ..‬أثر بقعة الدماء الهابطة‬      ‫القصة وأحرف قصيدته‪ ،‬فهو‬          ‫روحاني‪ ،‬هذا إلى جانب الانتقال‬
‫من الحاجز الإسمنتي كأنها لوحة‬            ‫‪-‬أي الشاعر‪ -‬يتمتع شعره‬        ‫المباغت للسرد من ضمير المتكلم‬
‫تشكيلية لرسام مجنون» ص‪.128‬‬              ‫بخصوصية اللعب بالأحرف‬           ‫لرواي القصة إلى ضمير المتكلم‬
 ‫«هذا مقعدك» مجموعة قصصية‬                                                ‫لشخصية الابن «أيمن»‪ .‬وجاء‬
                                   ‫وإيقاعها داخل القصيدة‪ ،‬في مقابل‬      ‫مرض الصديق‪ /‬الابن باعتباره‬
       ‫حفية بالقراءة‪ ،‬تتعدد معها‬    ‫الروحاني وهي المشاعر المتفجرة‬     ‫ملبو ًسا وتغافل حقيقة أنه مريض‬
      ‫مستويات القراءة‪ ،‬لا يركن‬                                        ‫بالصرع مكو ًنا روحانيًّا وفيزيقيًّا‬
‫الكاتب إلى صياغة بعينها‪ ،‬فهو ما‬                     ‫بين الشخوص‪.‬‬
   ‫يلبث أن يزيحها ليخوض غمار‬        ‫وجاءت قصة «هناك لا تنتظرني‬                        ‫في الوقت نفسه‪.‬‬
  ‫صياغات جديدة‪ ،‬صياغات أكثر‬                                           ‫وعلى نحو آخر جاءت قصة «نهيق‬
       ‫فنية محفزة لمخيلة القارئ‬        ‫وحدك» بفنيات وطريقة سرد‬
                                         ‫مختلفة مكونة من مقطعين‪:‬‬          ‫متقطع لحمار حزين» بطريقة‬
                                                                       ‫حكي غير تقليدية‪ ،‬جاءت مشوقة‬
                                   ‫(امرأة تنتظر‪ -‬كانوا م ًعا)‪ ،‬يتبدى‬
                                     ‫فيها حضور وتشابك الروحاني‬             ‫وجذابة‪ ،‬يحتفظ فيها الكاتب‬
                                     ‫والفيزيقي بشكل شفاف مبهم‪،‬‬

                                         ‫فيما يكون أكثر وضو ًحا في‬
   279   280   281   282   283   284   285   286   287   288   289