Page 41 - merit 52
P. 41
39 إبداع ومبدعون
رؤى نقدية
ومع النادي أصبحت رعاية
المواهب والنشر لأجيال
القصاصين الجدد ممكنة
عبر سلسلة كتاب {دروب
جديدة} ،وعبر مجلته
{سرديات} ،وصحيفته
{القصة} ،وكل ذلك
بفضل الجهد الذاتي
لرموز أعطت بلا م ٍّن ولا
أذى ،جديرة بالتكريم
كالأساتذة المبدعين
المؤسسين للنادي :محمد
خير عبد الله ،صديق
الحلو ،حاتم عوض
الكريم ،أحمد الجعلي أبو
مختار عجوبة مارتن لوثر كينج لوسيان غولدمان حازم ،منصور الصويم،
عمر الصايم ومعاوية
في السنوات الأخيرة لأسباب عدة ،يتعلق بعضها محمد الحسن ،وآخرون كثر غيرهم!
بسياسة بعض الناشرين ،الذين لا يختلفون عن
ومع ذلك فإن المشهد الثقافي في السودان في
سماسرة (الملجة) في تحديد العرض والطلب،
كأنهم يتاجرون في العجور والطماطم والشمام! تفاصيله ليس مثاليًّا لهذه الدرجة ،فالشيطان
ويتعلق بعضها الآخر بالذائقة العامة ،إلى الحد يكمن في التفاصيل ،إذ تسربت مع ذلك كثير من
الذي جعل من هذا العصر أن لا يزال (عصرا النصوص الضعيفة المخلة والمختلة ،والمنتهكة
للرواية)( )13بلا جدال ،بعد أن تراجع نفوذ الشعر
وسيادته لعقو ٍد طويلة! ويتعلق بعضها الآخر ،في لمعايير القراء العامة ولمعايير المتخصصين! بل
كون الرواية تكاد تخلو من الضوابط الصارمة –وللمفارقة– هذه الأعمال الكارثية التي تستسهل
التي تحكم القصة القصيرة ،والتي تحتاج من الكتابة وجدت ح ًّظا واف ًرا من الاحتفاء والشهرة،
سواء باستغلال سلطة العلاقات الاجتماعية ،أو
الكاتب إلى حرفية عالية!
ولذلك هرب الكثيرون من حقل القصة القصيرة شبكات الشلليات {مجموعات المصالح الثقافية
إلى بحر الرواية الواسع! الذي نأمل أن يتعلموا
إجادة السباحة فيه ،قبل أن يتورطوا في أعماقه وتبادل الخدمات} المتنفذة في المشهد الثقافي،
أكثر فتغرقهم موجات السرد الهادرة ،التي ليس
بإمكان أي (فلك) إنقاذهم من براثنها! ليغنوا في والمرتبطة ببقايا الكائنات الحزبية وديناصورات
الرمق الأخير مع الكحلاوي« :لقيتك إنت فوق السياسة ،والفساد! ولكن في النهاية يذهب الغثاء
(البر) أشد غرق من الغرقان!».
ويبقى السرد الجميل!
:٧ –٧
:٧ –٦
خلال متابعتي لسنوات –وكما ذكرت في الجزء
لا شك أن تاريخ السرد في السودان ،أقدم
وأعرق مما حدثنا به التاريخ .فالقصة قبل أن
تخرج إلى فضاء السرد ،عاشت في الحكايات
والاحاجي والمسادير –فنحن بلد حديث عهد
بالتدوين والنشر– ورغم تراجع القصة القصيرة