Page 39 - merit 52
P. 39

‫‪37‬‬  ‫إبداع ومبدعون‬

    ‫رؤى نقدية‬

                            ‫القبائل تحت قدميه!‬
     ‫الأسئلة والهموم التي ظلت تراوح مكانها ما‬
  ‫بين الستينيات والتسعينيات‪ ،‬نجدها مع الجيل‬
     ‫التسعيني تطورت‪ ،‬فقد تغير السودان كثي ًرا‬
 ‫من الستينيات إلى التسعينيات‪ ،‬تمايزت الطبقات‬
‫وأنهارت الطبقة الوسطى {انهيار بيارة السوكي‪،‬‬
    ‫بتعبير المفكر الراحل الخاتم عدلان} وسمقت‬
     ‫العمارات وانهارت توازنات الإقليم والعالم‪،‬‬
‫واجتاحت العولمة آخر (تكل) في ود حامد بعد أن‬
   ‫هدمت الدومة جوار البابور‪ ،‬والنخلة التي على‬

        ‫الجدول فأوقدت ببقاياها نيران الأحزان!‬
       ‫برزت فلسفة العلوم التطبيقية على أنقاض‬
   ‫الفلسفة النظرية كتصورات ذهنية وتجريدات‬
 ‫محضة‪ ،‬وألقى عصر ما بعد الحداثة بظلاله على‬
     ‫السرد‪ ،‬وكذا على السرد بصمت آثار التطور‬
     ‫المفزع في أدوات البث المباشر‪ ،‬ووسائط نقل‬
‫المعارف والآداب والفنون والعلوم‪ ،‬مهشمة حدود‬
   ‫الدول‪ ،‬دون حاجة لفيزا‪ ،‬في عبورها التاريخي‬
  ‫عبر القارات! وكذلك انتشرت وسائل التواصل‬
‫الاجتماعي التي جعلت من الكون كله مجرد غرفة‬
  ‫صغيرة أو جهاز كمبيوتر داخل هذه الغرفة أو‬

                          ‫هات ًفا ذكيًّا في الجيب!‬
         ‫لا شك أن كل ذلك قد رفد تجربة الجيل‬
      ‫التسعيني‪ ،‬وصقلها‪ ،‬وعمقها‪ ،‬إذ مع الكتاب‬
   ‫الإليكتروني والطباعة والنشر الذاتيين‪ ،‬لم يعد‬
   ‫ثمة عائق‪ ،‬لقراءة أي كتاب جديد صدر في أي‬
   ‫من قبل الأرض الأربعة! ولم يعد ثمة ناقد من‬
   ‫ورثة الكهنة القدامى‪ ،‬بقادر على تحديد مصير‬
 ‫نص قاص أو شاعر! وعلى عكس تجربة الأجيال‬
  ‫السابقة‪ ،‬مكن ذلك الجيل التسعيني من المواكبة‬
   ‫والتجديد في السرد‪ ،‬ومعرفة التقنيات الجديدة‬

                ‫والاستفادة منها في أسروداتهم‪.‬‬

             ‫‪:٧ –٤‬‬                                  ‫الإله أباداماك‬

‫وهنا تجدر الإشارة إلى أن الرواية السودانية‪،‬‬
‫في بداياتها الجنينية تأثرت بالرواية المصرية‪،‬‬
‫وانتقلت إلى الأجيال اللاحقة تجارب مهمة من‬
   34   35   36   37   38   39   40   41   42   43   44