Page 43 - merit 52
P. 43
41 إبداع ومبدعون
رؤى نقدية
أخرى يشهدها الشرط
الاجتماعي ،وفي هذا
الصدد يبين لوكاتش
بأنه إذا كانت اليونان قد
عاشت حضارة محكومة
بالعقل والدين في آن،
فقد انعكس ذلك مباشرة
في إنتاجها الأدبي الذي
توزع على الملاحم
والدراما والفلسفة
والبطل التراجيدي.
أما أوروبا القرون
الوسطى فقد أصبحت
فيها الرواية الشكل
غاستون باشلار عبد الله شابو جوليوس نيريري الأدبي الأكثر حضو ًرا
عندما أصبحت الحياة
بالغة التعقيد .أما الرواية
التاريخي ،وهذا ما راهن على إبرازه في كتابيه: في القرن العشرين فقد انمازت بالأساس بحضور
[أعمال رابليه والثقافة الشعبية في العصور
الوسطى وعصر النهضة ]١٩٦٥و[شعرية البطل الرافض للعالم (اللامنتمي ،مصطفى
دستويفسكي .]١٩٦٣
سعيد) ،وفي ذلك توضيح لحقيقة هذا العالم.
أما لوسيان غولدمان ١٩٧٠ -١٩١٣الذي يعتبر
نفسه تلمي ًذا لكل من كارل ماركس وجورج لم ينته جورج لوكاتش عند هذا الحد في التدليل
لوكاتش ،فتخصص دراسيًّا في الاقتصاد
على العلاقات القوية بين العمل الأدبي والظرف
السياسي ،قبل أن يلتحق بالمركز الوطني للبحث
العلمي بباريس ،ويعد رسالة دكتوراه في الاجتماعي ،بل سيؤكد ذلك بوضوح في كتابه
[الرواية التاريخية ،]١٩٣٧راب ًطا هذه المرة بين
الأدب تحت عنوان [الإله الخفي– دراسة للرؤيا
المأساوية لأفكار باسكال ومسرح راسين في التطور الاقتصادي والاجتماعي ،والنوع الأدبي
]١٩٥٦مثي ًرا بعمله هذا الكثير من النقاشات حول الذي ينتج في ظله .وهو ما دفع البعض إلى
النقد الأدبي ،ليستمر في التخصص علميًّا في
اعتباره مؤس ًسا مجد ًدا للتحليل المادي الماركسي
سوسيولوجيا الأدب ،مع تعيينه مدي ًرا لهذا القسم للأدب.
بجامعة بركسيل الحرة سنة ،١٩٦٤متو ًجا هذا
وعلى درب اكتشاف طبيعة المشارب والمسارات
الانشغال المهني والعلمي بكتاب مرجعي وهو [من
أجل سوسيولوجيا الرواية]. الخاصة بسوسيولوجيا الأدب ،نجد عل ًما بار ًزا
هو ميخائيل باختين ١٩٧٥ -١٨٩٥الذي ساهم
ومن أجل تفهم العمل الأدبي وموضعته في شرطه
الاجتماعي يقترح لوسيان غولدمان في [المنهجية بدوره في إرساء قواعد سوسيولوجيا الأدب
في سوسيولوجيا الأدب براديغمات أولية لدراسة
الأدب] ،أن يفهم انطلا ًقا من المجتمع ،وأن هذا الماركسية ،فقد انشغل بتطبيق قواعد التحليل
الماركسي ،على النصوص الأدبية ومن داخلها
تحدي ًدا .وهذا ما يفترض إعمال المنهج الاجتماعي
لدراسة النص الأدبي بالمراوحة الدائمة بين
الجدلين العام والخاص ،اعتبا ًرا لكون العبارة
الإنسانية ،نتا ًجا للتفاعل بين اللغة المنطوقة
وسياق النطق .أي بين الكلمة الفردية وسياقها