Page 53 - merit 52
P. 53
51 إبداع ومبدعون
رؤى نقدية
الجزيره بقيادة السلطان
العمدة هو المالك القانوني
والشعبي صاحب الحق .ثم
استنطقت المسرحية ظهور
تعاليم الإسلام بشكله
التقليدي من خلال ظهور
المنادي وبصحبته اثنان
على نسق الغناء الديني في
السودان (المدائح)(.)25
واضح من خلال إشارات
حامد جمعة لمسرحية (مهر
حنينة) اعتناء المسرحية
بمفهوم التنوع الثقافي
بحسبان أن المسرحية
انطلقت بنيتها الدرامية
نايرة اسماعيل وليد الالفي يوسف عيدابي من موروث ثقافي يعكس
طبيعة الحياة الاجتماعية في
حاتم محمد علي ،و”الصدى المكتوم” وليد عبدالله، مناطق الشمال.
و”المفتش العام”“ ،وطن أو لا وطن” ربيع يوسف،
نجد على مستوى الفرقة المسرحية اهتما ًما بال ًغا
“تحت الثلج” عمر عقال ،و”سفر البن” هدى بمسألة التنوع الثقافي ،مثل جماعة مسرح كوتو
مأمون ،ومسرحية “تجنيد إجباري” للراحل ياسر
عبد اللطيف .قدم خطاب هذه المسرحيات والنظام الأهلي التي اعتنت في أهدافها بالعودة إلى الذات
الشمولي على حافة هاوية من سقوطه .استنطقت تلك
المسرحيات قضايا التنوع الثقافي في دعوة جامعة والمحافظة على الثقافة الشعبية ،ووظفت في عروضها
للمطالبة بتحول ديمقراطي .وفي أثناء الثورة قدمت
العديد من المسرحيات منها “كراسة حساب” لوليد لغات السودان :دينكا ،شلك ،نوير لاتوكا ،باري،
الألفي ،التي َدعت إلى فتح حساب لمنتهكي ومرتكبي
زاندي ،بالإضافة إلى عربي جوبا ،والعربية البسيطة
الجرائم من بداية الثورة وحتى لحظات فض
الاعتصام. التي تشكل القاسم المشترك الأعظم في خطابها،
فجر الحراك الجماهيري الحديث ثورة ظافرة، وتسعى في مشروعها لاستخدام كل لغات النازحين
والحراك نفسه أبان انصهار التنوع الثقافي ومطالبته
بوطن يسع الجميع .بحسبان أن الحراك الجماهيري أو أكثريتها باعتبارهم المستهدف الأساس للجماعة،
أنتج عد ًدا من الأهازيج الشعبية والشعر والشعارات
مع ملاحظة أن الجماعة تقدم عروضها لغير
ذات الجذور الثقافية ،مثل شعار (الحل في البل).
وفي الفنون التشكيلية ،تركت هذه الثورة أث ًرا كبي ًرا النازحين وبنفس هذه اللغات(.)26
في العملية الإبداعية ،بحيث أنها ضمت إثنيات ثقافية
ظهرت العديد من الفرق المسرحية مستنطقة
مختلفة؛ ومن الطبيعي أن تنتج فنو ًنا مسرحية
متنوعة الثقافات ،على سبيل المثال لا الحصر صور التنوع الثقافي منها :جماعة شوق المسرحية
والسديم ،جماعة مسرح السودان الواحد وغيرها
من الفرق المسرحية الداعية إلى مسرحة الموروث
الثقافي بحسبانه ُبع ًدا معرفيًّا يشكل قضايا الجماعات
الثقافية في السودان.
انفتح في فترة ما قبل الثورة أو على مشارفها خطاب
المسرح بصورة واضحة لفضح وتعرية النظام
الشمولي ،نذكر على سبيل المثال لا الحصر :مسرحية
“الناس العملو قروش” تهاني الباشا ،و”كتمت”