Page 18 - حكومة ولاية الفقيه من نظر السيد الشهيد محمد باقر الصدر_Neat.
P. 18
الدَولة على ٌد الأنبٌاء ،ولام الأنبٌاء بدورهم فً بناء الدّولة ال َسلٌمة،
ووضع الله تعالى للدَولة أسسها ولواعدها ـ كما لاحظنا ذلن فً الآٌة
الكرٌمةَ { :كا َن النَا ُس أُ َمة َوا ِحدَة فَبَ َع َث اللهُ النَبٌٌِِّ َن ُمبَ ِّش ِرٌ َن َو ُمن ِذ ِرٌ َن َوأَن َز َل
َم َع ُه ُم ا ْل ِكتَا َب بِا ْل َح ِّك ِل ٌَ ْح ُك َم بَ ٌْ َن النَا ِس فٌِ َما ا ْختَلَفُواْ فٌِ ِه}( )ٔ7ـ وظ َل الأنبٌاء
ٌواصلون بشكل وآخر دورهم العظٌم فً بناء الدّولة ال َصالحة بناء رصٌن
وكان اصحاب المرار ٌحكمون واصبحت الحكومة بؤٌدٌهم ،ولد تولّى عدد
كبٌر منهم الإشراؾ المباشر على الدَولة ،كداود وسلٌمان وؼٌرهما،
ولضى بعض الأنبٌاء حٌاته وهو ٌسعى فً هذا ال َسبٌل ،كما فً حالة
موسى(ع) ،واستطاع النبً الخاتم محمد صل الله علٌه واله أن ٌت ِّوج جهود
سلفه ال َطاهر بإلامة ارلى وأنظؾ وأطهر دولة فً التّؤرٌخ ،ش ّكلت بح ّك
منعطفا عظٌما فً تؤرٌخ الإنسان ،وج َسدت مبادئ الدّولة ال ّصالحة تجسٌدا
كاملب ورائِعا".
ولعلّنا نخلص م ّما ذكره السٌّد الشهٌد(ره) إلى ما ٌلً:
أ ّولا :أ َن الواضع لأسس الدَولة اوالحكومة ولواعدها هو الله تعالى ،وهذا
ٌمودنا إلى ضرورة اشتمال الفمه الإسلبم ًّ على فمه الدَولة ،وذلن فً
المواعد العا ّمة الَتً ٌمكن أن تحكم حركة التَشرٌع التّفصٌل ًّ.
وعلى هذا الاساسٌُ ،صبح انشؽال الفمٌه بالفمه ال ّسٌاس ًّ أمرا مرتبطا
بمجال طبٌع ًّ من مجالات الفكر ،ولٌس مسؤلة هامشٌَة لٌاسا بالمواضٌع
الَتً درج علٌها الفمهاء ،والَتً ترتبط بالجانب العباد ّي والمعامل ًّ فً عالم
ال ِتّجارات بجمٌع اصنافها والأحوال ال َشخصٌَة بشكل خا ّص.
وعلى هذا أٌضاٌ ،مكن أن نذهب إلى اعتبار الاستدلال على مسائل
الدَولة أو الولاٌة من خلبل دلٌل الحسبة ،حٌث إ َن مسؤلة الدولة أو الولاٌة
من الأمور الَتً لا ٌرضى ال َشارع باختلبلها أو ضٌاعها؛ لاهتمامه بها،
بحٌث ٌكون الاستدلال فً شكل ؼٌر مباشر ،وهذا لا ٌنسجم مع كون الله
تعالى هو الواضع لأسس الدولة؛ الأمر الذي ٌمتضً أن ٌبٌّن لواعدها فً
شكل مباشر ،وهو ما ٌنبؽً البحث عنه ،لٌؽنٌنا ذلن عن الاستدلال علٌها
من خلبل أدلّة عا ّمة.
ٔ7