Page 20 - حكومة ولاية الفقيه من نظر السيد الشهيد محمد باقر الصدر_Neat.
P. 20

‫ٌلتزم‪ ،‬وهذا ٌإ ِدّي ـ مع الولت والتملّبات ـ إلى تنازل فً مستوى التزامه‬
    ‫بالمبادئ الّتً ٌعتمد بها‪ ،‬تحت ضؽط الحٌاة الٌومٌَة ومتطلّباتها‪ ،‬وبذلن‬

  ‫ٌتح َول الإنسان من حالة مبدئٌّة معٌَنة إلى ما ٌضادّها‪ ،‬ولا سٌَما إذا لسنا‬
‫المسؤلة إلى أجٌال متعدّدة‪ ،‬ولٌس ضمن الجٌل الواحد‪ .‬لد ٌمكن اعتبار هذا‬
‫دلٌلب إضافًٌّا على ضرورة الحكومة الإسلبمٌَة‪ ،‬بمج ّرد أن نتحدَث عن بناء‬

         ‫لٌمً فول ًّ لا بدَ من أن ٌحكم حٌاة الفرد‪ ،‬وبالتّالً حٌاة المجتمع‪.‬‬

   ‫من خلبل النَظر إلى أفراده‪ .‬وهذا الوجود الاجتماع ًّ‪ ،‬إذا ص ّح التّعبٌر‪،‬‬
  ‫ٌفرض على الفمٌه ملبحظته فً إدارة عملٌّة الاستنباط‪ ،‬من أجل التوافك‬
  ‫بٌن نتائجها والحفاظ على لواعد حركة المجتمع‪ ،‬بما ٌحفظ لهذا المجتمع‬
   ‫توازنه واستمراره‪ ،‬واستمراره فً تعزٌز المٌم الّتً تلتزم بها الجماعة‪،‬‬

           ‫وفً تحمٌك الأهداؾ الّتً تسعى إلٌها والمبادئ الّتً تلتزم بها‪.‬‬

 ‫ذلن كلُّه ٌطرح أمام الفمه نفسه إشكالٌَة المنهج فً مماربة فمه الدَولة‪ ،‬أو‬
  ‫فمه الالتصاد‪ ،‬أو فمه الإدارة السٌاسٌَة‪ ،‬وؼٌر ذلن من الأمور ذات البعد‬

‫الاجتماع ًّ‪ ،‬ضمن منهج الفمه المما َرس لاستنباط الأحكام ال ّشرعٌَة المتعلّمة‬
                                ‫بسلون الفرد المسلم العباد ّي والمعامل ًّ‪.‬‬

 ‫حتّى ٌتَضح ما نرمً إلٌه هنا‪ ،‬نطرح ما ورد فً كلبم الس ٌِّد ال َشهٌد(ره)‬
 ‫فً كتابه "الإسلبم ٌمود الحٌاة"‪ٌ ،‬ف ِّرق فٌه بٌن ثلبثة أنواع من الأحكام أو‬

                                                        ‫الموضوعات‪:‬‬

‫الأ َول‪" :‬أحكام ال َشرٌعة الثّابتة بوضوح فمه ًّ مطلك"‪ ،‬فهذه تعتبر "ـ بمدر‬
      ‫صلتها بالحٌاة الاجتماعٌَة ـ جزءا ثابتا فً الدستور‪ ،‬سواء ن َص علٌه‬
                                      ‫صرٌحا فً وثٌمة الدّستور أم لا"‪.‬‬

     ‫الثّانً‪ :‬ما "ٌحتوي على أكثر من اجتهاد"‪ ،‬وهذا النّوع "ٌعتبر نطاق‬
‫البدائل المتعدّد من الاجتهاد المشروع دستورًٌّا"‪ ،‬على أن ٌت َم اختٌار البدٌل‬
‫المعٌَن من هذه البدائل من لبل "ال ّسلطة التشرٌعٌَة الّتً تمارسها الأ َمة على‬

                                              ‫ضوء المصلحة العا َمة"‪.‬‬

                                                      ‫‪ٔ9‬‬
   15   16   17   18   19   20   21   22   23   24   25