Page 22 - حكومة ولاية الفقيه من نظر السيد الشهيد محمد باقر الصدر_Neat.
P. 22
الأ َول :أنّنا نفترض هنا اختلبؾ أنظار أفراد المجتمع فً من ٌرجعون
إلٌه فً التّملٌد ،وبالتالً لٌس بال َضرورة أن ٌكون الأعلم الّذي ترجع إلٌه
الدّولة ،هو الأعلم بنظر لسم من أفراد المجتمع ـ على الأل ّل ـ فبؤ ّيِ مناط
ٌت ّم إلزامهم بما ٌنالض التزاماتهم الفمهٌَة؟!
الثانً :أ َن عمر الدّول أكبر من عمر الأفراد ،وهو ٌماس بؤجٌال متعالبة،
ولا بدَ لك ّل دولة من لانون ٌش ّكل أساسا فً انضباط حركة المجتمع ،بحٌث
ٌتح َول إلى نظام حٌاة ،ومن المعلوم أ َن رحٌل الفمٌه الأعلم ـ حسب تلن
النظرٌّة ـ ومجًء فمٌه آخر هو الأعلم فً الأحٌاء ،سٌجعل الموادَ المانونٌّة
عرضة للتبدّل ،طبما لل ّرأي الجدٌد ،تبعا للنظرٌّة المتبنَاة فً جواز البماء
على تملٌد المٌّت أو وجوبه أو حرمته ،وهذا ٌع ِّرض حٌاة المجتمع والدولة
نفسها للبهتزاز.
إذ إنّه بالنّظر إلى تؤثٌر الموانٌن فً حٌاة الأفراد ،بمعزل عن البعد
الاجتماع ًّ للمسؤلة ،تإ ِّسس لوانٌن الدولة لشبكة من العلبلات التً ٌرتبط
بعضها ببعض ،وتإدّي إلى التزامات لد تتجاوز حٌاة الأفراد ،وهذا ٌعنً
أ َن أ َي تبدّل فً الموانٌن تبعا لتبدّل المرجع ،سٌإ ِدّي إلى اختلبل الحٌاة
الاجتماعٌَة بشكل وبآخر.
الثّالث :لو فرضنا أ َن فتوى البماء على تملٌد المٌت أوجدت الثَبات
للموانٌن ،باعتبار استمرار التَملٌد ال ّسابك ،فماذا نصنع بالأجٌال الّتً ستملّد
المرجع الجدٌد طبما لنظرٌَة عدم جواز تملٌد المٌت ابتداء؟ وماذا سٌكون
حال الدّولة عندما ٌكتشؾ أفراد المجتمع وجوب العدول إلى الح ًّ لكونه
أعلم ،طبما للنظرٌّة التً تمول بذلن؟
ث ّم ماذا لو كان رأي المرجع الأعلم هو عدم شرعٌَة الدَولة الإسلبمٌَة فً
عصر الؽٌبة مثلب ،فهل ٌجعلنا ذلن نختار ؼٌره مع أنّه الأعلم على
الفرض؟ وبؤ ّيِ ملبن نختاره عندئذ؟!
ولو كان المرجع الجدٌد أو الأعلم الحال ًٌّ ،فتً بوجوب دفن أموال
الخمس (ال ّضرائب المالٌّة الشرعٌّة) ،وعدم جواز التص ّرؾ بها فً عصر
الؽٌبة ،فؤ ّي التصاد ٌمكن أن ٌموم للدّولة حٌنئذ؟!
ٕٔ