Page 23 - حكومة ولاية الفقيه من نظر السيد الشهيد محمد باقر الصدر_Neat.
P. 23

‫الرابع‪ :‬لد ٌمكن افتراض ح ّل المشكلة بال ّرجوع إلى العناوٌن الثانوٌّة الّتً‬
‫تج ّمد الأحكام الأ ّولٌّة لصالح الظروؾ الموضوعٌّة التً تمتضً حكما على‬

                                                              ‫خلبفها‪.‬‬

      ‫ولك َن هذا الأمر لا ٌح ّل المشكلة من النّاحٌة النظرٌّة الشرعٌّة‪ ،‬لأ َن‬
  ‫الأحكام الثانوٌّة إنّما هً أحكام استثنائٌَة ٌلجؤ إلٌها للخروج من ال ّظروؾ‬

     ‫ال ّضاؼطة تبعا لمواعد التزاحم‪ ،‬ونحن نتحدَث هنا عن لانون عا ّم ٌم ِثّل‬
‫الأحكام الأ ّولٌَة التً ستكتسب دٌمومة معٌَنة‪ ،‬والدَولة هً الّتً تضع لواعد‬
‫الحركة داخلًٌّا ـ على الأل ّل ـ إضافة إلى أ َن الظروؾ ال ّضاؼطة لٌست على‬
‫نحو واحد بالنّسبة إلى ك ّل أفراد المجتمع‪ ،‬فإذا كان الحكم ثانوًٌّا بالنّسبة إلى‬

                      ‫أفراد‪ ،‬فمد لا ٌكون كذلن بالنّسبة إلى أفراد آخرٌن‪.‬‬

   ‫بل إنّنا نفترض هنا‪ ،‬أ َن الاستثناء عندما ٌُراد له أن ٌتح َول إلى لاعدة‪،‬‬
   ‫ٌفمد شرعٌَته‪ ،‬وٌصبح لازما على المجتمع أن ٌؽٌّر ذلن الوالع ال ّضاؼط‬
‫ضمن آلٌّات الأمر بالمعروؾ والنَهً عن المنكر‪ ،‬وهو ما ٌحتاج إلى بحث‬

                                                ‫مف َصل لٌس هنا ممامه‪.‬‬
       ‫وإن أبٌنا ذلن‪ ،‬فٌكفً اللّجوء إلى الأحكام الثانوٌّة‪ ،‬وتثبٌتها كماعدة‬
   ‫للتّشرٌع‪ ،‬دلٌلب على ص َحة ما نفترضه من الاختلبؾ بٌن فمه الفرد وفمه‬
   ‫المجتمع‪ ،‬لأ َن الحكم الثانو ّي هنا لٌس فً طول الرأي‪ ،‬وإنّما فً عرض‬

                                          ‫ال ّرأي الواجب اتّباعه؛ فتؤ ّمل‪.‬‬

 ‫ما نرٌد تؤكٌده فً نهاٌة المطاؾ‪ ،‬هو أ َن تلن الخلفٌّة فً التّفرٌك بٌن فمه‬
    ‫الفرد وفمه الدّولة والمجتمع بوصفهما الاجتماعً‪ ،‬هً الَتً تب ّرر للسٌّد‬

  ‫ال ّشهٌد ما ذهب إلٌه من الماعدة التً ٌستند إلٌها صوغ الموانٌن فً الدّولة‬
‫الإسلبمٌّة‪ ،‬وهذا ٌعنً أنَنا أمام نوعٌن من الموضوعات ٌفرضان مماربتٌن‬
‫مختلفتٌن؛ المكلَؾ الفرد‪ ،‬والكٌان الاجتماعً أو السٌاسً أو الالتصاد أو ما‬

     ‫إلى ذلن‪ ،‬وهو ما ٌفتح بابا من ال ّضرور ّي البناء علٌه ومماربته بروح‬
                                               ‫علمٌّة نمدٌّة موضوعٌّة‪.‬‬

                                                       ‫ٕٕ‬
   18   19   20   21   22   23   24   25   26   27   28