Page 26 - حكومة ولاية الفقيه من نظر السيد الشهيد محمد باقر الصدر_Neat.
P. 26

‫خلبل تن ّوع الفئات ؼٌر المنضوٌة تحت أ ّي منصب رسمً‪ ،‬أو من خلبل‬
      ‫الانتخاب المباشر من الناس إذا ما أرٌد اختٌار مرجع بٌن متعدّدٌن‪.‬‬

‫ومن المه ّم الإشارة إلى أ َن المرجعٌّة فً تارٌخها العمل ًّ لٌست بعٌدة عن‬
         ‫النظام‪ ،‬ولكنّه النظام المنسجم مع وجود دولة تتح ّرن خارج الفلن‬

   ‫الإسلبمً‪ ،‬سواء بالانتماء أو التطبٌك‪ ،‬وحفظ الإسلبم حٌنئذ ٌتطلّب هذا‬
 ‫النّوع من النظام الموازي لعمل المرجعٌّة‪ .‬ولك َن الأمر ٌستح ّك التؤ ّمل بعد‬

     ‫تح ّول المرجعٌّة من حالة المعارضة للوالع ال ّسٌاس ًّ المائم‪ ،‬إلى حالة‬
 ‫انسجامها ـ ولو بالجملة ـ مع المبادئ التً تلتزمها الدّولة‪ ،‬وامتلبكها لدرة‬
  ‫التؤثٌر المباشر فً صوغ النّظام ال ّسٌاس ًّ‪ ،‬أو فً حركة العملٌّة السٌاسٌّة‬

     ‫بخ ّطها العا ّم والكلًّ‪ .‬وعندئذ‪ ،‬لا بدَ من التفكٌر الجدّي فً إعادة إنتاج‬
    ‫التّنظٌم بما ٌكفل تحمٌك أمرٌن‪ :‬استفادة المرجعٌَة من عمل الدّولة عبر‬
   ‫مإ َسساتها المتن ّوعة‪ ،‬لتؤكٌد المبادئ التً تدعو إلٌها المرجعٌة‪ ،‬وضمان‬
 ‫المولع الإشراف ًّ والرلاب ًّ للمرجعٌّة على حسن سٌر الدّولة‪ ،‬وعدم جعلها‬
‫جزءا من عملٌّة إدارة الدّولة‪ ،‬أو خاضعة لسلطتها السٌاسٌّة كما تخضع أي‬

                                                       ‫مإ ّسسة أخرى‪.‬‬

                                        ‫انتخاب مرجع الدَولة وتعٌٌنه‬
    ‫أ َما بال ِنّسبة إلى آلٌّات تعٌٌن المرجع وانتخابه‪ ،‬فنجد أنّها لا علبلة لها‬
 ‫بالمكلَؾ بصفته الفردٌّة‪ ،‬وإنّما لها علبلة بالمجتمع كك ّل‪ ،‬حٌث ٌرى السٌِّد‬
  ‫ال ّشهٌد(ره) أن ٌت َم ترشٌحه من "أكثرٌّة أعضاء مجلس المرجعٌَة‪ ،‬وٌإٌَد‬
‫الترشٌح من لبل عدد كبٌر من العاملٌن فً الحمول الدٌنٌة ـ ٌحدّد دستورًٌّا‬
 ‫ـ كعلماء وطلبة فً الحوزة وعلماء وكلبء وأئ َمة مساجد وخطباء ومإلّفٌن‬

      ‫ومف ّكرٌن إسلبمٌٌّن"‪ ،‬أ ّما إذا تعدَدت "المرجعٌّات المتكافئة من ناحٌة‬
 ‫الشروط"‪ ،‬فهنا ٌُرجع السٌّد الشهٌد(ره) "إلى الأ َمة أمر التعٌٌن‪ ،‬من خلبل‬

                                             ‫استفتاء شعب ًّ عا ّم"‪)ٕٔ(.‬‬

                                                      ‫ٕ٘‬
   21   22   23   24   25   26   27   28   29   30   31