Page 29 - حكومة ولاية الفقيه من نظر السيد الشهيد محمد باقر الصدر_Neat.
P. 29
عصرنا وحسب ،بل هو واجب ،ما دام تؽٌٌر المجتمع وتعبٌده لله ومجابهة
الكفر المن َظم متولّفا علٌه"(ٖٕ) ،وهذه هً طرٌمة العملبء فً إدارة أمور
حٌاتهم الاجتماعٌَة والسٌاسٌَة وؼٌرها ،وهً الّتً استم ّر علٌها الفكر
المإ َسس ًّ ،حٌث إ َن النظام المائم على توزٌع الأدوار بٌن الأفراد هو
الوسٌلة الّتً من خلبلها ٌستطٌع المجتمع أن ٌح ِمّك الأهداؾ الكبرى بسرعة
لٌاسٌّة ،فً حٌن أنّه من ؼٌر الممكن تحمٌك هذه الأهداؾ من لبل أ ّي فرد،
مهما بلػ شؤنه ،فً المرحلة العمرٌّة التً ٌعٌش فٌها.
النّمطة ال ّرابعة :الأ َمة ودورها فً بناء الدَولة
ٌفرد السٌّد ال ّشهٌد(ره) فً تنظٌره لبناء الدولة الإسلبمٌّة مساحة مه ّمة
للؤ ّمة ،ولا ٌجعل دورها ممتصرا على الانفعال ،بما ٌنزل إلٌها من الأطر
العلٌا فمط ،بل لها الدَور نفسه المنوط بالمرجع فً كونه الخلٌفة ،بل إ َن
المرجع نفسه هو جزء من الأ َمة ،وٌملن درجة متمدّمة علٌها ،انطلبلا من
خصوصٌَة ما ٌملن من علم وكفاءة متم ِدّمة علٌها.
ٌنطلك الس ٌِّد ال ّشهٌد(ره) فً بٌان دور الأ َمة من فكرة التراتبٌّة فً
ال ّسلطات ،بدءا من الله الَذي له الأمر والحكم كلّه ،ث ّم بما ثبت بالنَ ّص
والتّشخٌص ،كما فً ولاٌة النب ًِّ(ص) أو ولاٌة أئ َمة أهل البٌت(ع) .أ َما
عندما ٌؽٌب المعٌّن ،فإ ّن الحكم ٌرجع إلى الأ ّمة ،باعتبارها صاحبة الح ّك
فً ممارسة ال ّسلطتٌن التّشرٌعٌّة والتّنفٌذٌّة الّتً ٌع ٌِّنها الدّستور ،استنادا إلى
استخلبؾ الله تعالى لها ،ربّما لما ورد فً المرآن الكرٌم فً آٌة
الاستخلبؾَ { :وإِ ْذ لَا َل َربُّ َن ِل ْل َملبَ ِئ َك ِة إِنًِّ َجا ِعل فًِ الأَ ْر ِض َخ ِلٌ َفة}(ٕٗ)،
حٌث ٌمول ال َشهٌد ال َصدر(ره)" :الخلبفة الّتً تتحدَث عنها الآٌات ال َشرٌفة
المذكورةٖٔ ،لٌست استخلبفا لشخص آدم(ع) ،بل للجنس البشري كلّه،
لأ َن من ٌفسد فً الأرض وٌسفن الدّماء ـ وفما لمخاوؾ الملبئكة ـ لٌس آدم
بالذّات ،بل الآدمٌَة والإنسانٌَة على امتدادها التارٌخً .فالخلبفة إذا ،لد
أعطٌت للئنسانٌَة على وجه الأرض"(ٕ٘)
ٕ8