Page 32 - حكومة ولاية الفقيه من نظر السيد الشهيد محمد باقر الصدر_Neat.
P. 32
وإذا كانت الآٌات المباركة أو ال ّرواٌات لم تح ِدّد شكلب معٌّنا للحكم
الإسلبم ًّ ،فإ ّن آلٌّة الشورى تفرض أن ٌتح َول الحكم إلى نظام شور ّي،
ولك ّن ال ّشكل ٌبمى أمرا خاضعا لطبٌعة ال ّظروؾ الموضوعٌّة ،لأ ّن الهدؾ
هو تحمٌك مصلحة المجتمع والأ َمة على ضوء المٌم الإسلبمٌّة والإنسانٌّة
المستندة إلى تعالٌم ال َسماء .وعندما نتحدَث عن النظام ال ّشوري ،فنحن
نفترض هنا ،أ َن ال ّشورى لا تمثّل فعلب ساذجا ٌ ّطلع فٌه بعض على رأي
البعض الآخر ،وإنّما هً عملٌّة من ّظمة تدخل فً صلب عمل الدّولة المن ّظم
ضمن مإ َسسات وأطر تتناؼم فٌما بٌنها ،بحٌث تكون المح ّصلة ألرب ما
تكون إلى الوالع والح ّك والعدل.
ولع ّل السٌّد ال َشهٌد(ره) هنا لا ٌتبنّى نظرٌّة ال ّشورى فً ممابل ولاٌة
الفمٌه ،إذ ٌذكر فً كتابه "الفتاوى الواضحة" ،أ َن "المجتهد إذا توفّرت فٌه
سائر الشروط الشرعٌة فً مرجع التملٌد ...جاز للمكلّؾ أن ٌملّده كما تمدّم،
وكانت له الولاٌة ال ّشرعٌَة العا ّمة فً شإون المسلمٌن ،شرٌطة أن ٌكون
كفوءاٌ )ٖٔ(.رى اضافة للعلمٌة والعدالة والكفاءة ٌعنً الخبرة فً الامور
السٌاسٌة وؼٌرها لذلن من الناحٌة الدٌنٌّة والوالعٌّة معا" ،فإ ّن من الواضح
لنا أ َن ذلن لم ٌلػِ اعتبار ال ّشورى كآلٌّة فً إدارة المرجع نفسه لشإون
ولاٌته ،كما تمدَم آنفا ،ونحس ُب ذلن منطلما من وعً طبٌعة ما ٌمتضٌه
النظام المرتبط بحركة الدّولة والمجتمع.
إ َن ولاٌة الفمٌه الّتً تظهر لنا فً كتاب "الإسلبم ٌمود الحٌاة" ،لٌست
مسؤلة فمهٌّة ٌت ّم فٌها إثبات أصل الولاٌة وتنتهً المه َمة عند ذلن ،بل هً
مسؤلة نظامٌَة لا بدَ من أن تجد مكانها الملبئم فً عمل الدَولة ،بحٌث تإدّي
وظٌفتها كضابط عا ّم لإسلبمٌَة الحركة ،وشرعٌّة الإدارة ال ّسٌاسٌّة
والاجتماعٌّة والالتصادٌّة وما إلى ذلن ،بما ٌضمن حسن سٌر الدّولة بك ّل
أجهزتها ،على طبك موادّ الدّستور ،ومراعاتها للنِّظام المم ّر فً كٌفٌّة
التشرٌع والإدارة وتحمٌك مصالح المجتمع والأ َمة.
ٖٔ