Page 30 - حكومة ولاية الفقيه من نظر السيد الشهيد محمد باقر الصدر_Neat.
P. 30
ث ّم ٌمول(ره)" :واستخلبؾ الله تعالى خلٌفة فً الأرض ،لا ٌعنً
استخلبفه على الأرض فحسب ،بل ٌشمل هذا الاستخلبؾ ك ّل ما للمستخ ِلؾ
سبحانه وتعالى من أشٌاء تعود إلٌه ،والله هو ر ّب الأرض وخٌرات
الأرض ،ور ّب الإنسان والحٌوان وك ّل دابّة تنتشر فً أرجاء الكون
الفسٌح ،وهذا ٌعنً أ َن خلٌفة الله فً الأرض مستخ َلؾ على ك ِّل هذه
الأشٌاء" .وٌستنتج السٌّد الشهٌد(ره) من ك ّل ذلن ،أ ّن "الخلبفة فً المرآن
أساس للحكم" ،وأ ّن "الحكم بٌن النّاس متف ّرع على جعل الخلبفة" ،وٌخلص
إلى أ ّن مفهوم الإسلبم الأساس عن الخلبفة هو التّالً" :أ َن الله سبحانه
وتعالى أناب الجماعة البشرٌَة فً الحكم ،ولٌادة الكون وإعماره اجتماعًٌّا
وطبٌعًٌّا ،وعلى هذا الأساس ،تموم نظرٌّة حكم الناس لأنفسهم ،وشرعٌَة
ممارسة الجماعة البشرٌّة حكم نفسها ،بوصفها خلٌفة عن الله".
ولك َن هذا الاستخلبؾ لٌس مطلما ،بحٌث ٌكون خاضعا لأمزجة
"الخلفاء" ،وإنّما ٌموم على لاعدة مرتبطة بالمستخ ِلؾ نف ِسه ،وذلن وفك
التّالً)ٕٙ(:
أ ّولا :رابطة الإٌمان بالله تعالى وحده سٌّدا ومالكا.
ثانٌا :الح ّرٌّة الإنسانٌّة من "عبودٌّة الأسماء الّتً تمثّل ألوان الاستؽلبل
والجهل وال ّطاؼوت".
ثالثا :التّكافإ فً الكرامة الإنسانٌَة والحموق على لاعدة "الأخ ّوة العا َمة
فً ك ّل العلبلات الاجتماعٌّة".
رابعا :الخلبفة استئمان ٌفترض "المسإولٌَة والإحساس بالواجب" ،على
أن تتمٌَد هذه المسإولٌّة بالحكم بالح ّك ،وأن "تإ ِدّي إلى الله تعالى أمانته
بتطبٌك أحكامه على عباده وبلبده".
وبذلنٌ ،ضع السٌِّد ال َشهٌد(ره) خ ًّطا فاصلب تتمٌّز من خلبله "خلبفة
الجماعة بمفهومها المرآن ًّ والإسلبم ًّ ،عن حكم الجماعة فً الأنظمة
الدٌممراطٌّة الؽربٌّة ،فإ َن الجماعة فً هذه الأنظمة هً صاحبة ال ّسٌادة،
ٕ9