Page 21 - حكومة ولاية الفقيه من نظر السيد الشهيد محمد باقر الصدر_Neat.
P. 21

‫الثّالث‪ :‬منطمة الفراغ‪ ،‬وهً تشم ّل "ك َل الحالات الّتً تركت ال ّشرٌعة فٌها‬
   ‫للمكلَؾ اختٌار اتّخاذ المولؾ"‪ ،‬وذلن عندما لا ٌكون لدٌنا "مولؾ حاسم‬
  ‫لل َشرٌعة من تحرٌم أو إٌجاب"‪ ،‬وهنا "ٌكون لل ّسلطة التّشرٌعٌّة الّتً تمثّل‬
       ‫الأ َمة‪ ،‬أن تس ّن من الموانٌن ما تراه صالحا على أن لا ٌتعارض مع‬
                                                            ‫الدستور"‪.‬‬

 ‫ولنا أن نلبحظ هنا‪ ،‬أ َن السٌّد الشهٌد نف َسه‪ ،‬كما جملة من العلماء‪ٌ ،‬تبنّون‬
  ‫فكرة وجوب تملٌد الأعلم‪ ،‬الأمر الّذي ٌعنً عدم ح ّجٌّة فتوى ؼٌر الأعلم‬
  ‫فً أ ّيِ أمر ٌتعلّك بؤفعال المكلَفٌن‪ ،‬والتً منها أٌضا الموانٌن التً ستو َجه‬
    ‫بشكل مباشر أو ؼٌر مباشر إلٌهم‪ ،‬إضافة إلى ذلن‪ ،‬لد ٌمال بعدم جواز‬
 ‫التَخٌٌر بٌن فتاوى الأعلم الذي له أكثر من فرد فً الخارج‪ ،‬فهل نحن هنا‬
  ‫أمام تنالض عندما تسمح نظرٌَة ال َشهٌد ال َصدر‪ ،‬باعتبار آراء المجتهدٌن‬
    ‫بدائل ٌمكن الأخذ بؤ ّي منها‪ ،‬طبما للمصلحة التً تمتضٌها حركة الحكم‬
  ‫وس ّن الموانٌن فً الدّولة الإسلبمٌَة؟ وإذا كانت ال َشرٌعة‪ ،‬الّتً منها الحكم‬
   ‫بوجوب الرجوع إلى الأعلم‪ ،‬هً ما ٌحكم لانون الدّولة‪ ،‬فهل ٌكون ذلن‬
                                               ‫حكما بؽٌر ما أنزل الله؟‬

   ‫بال َطبع لٌس الأمر كذلن‪ ،‬ولكنَنا نفترض هنا‪ ،‬أ َن الدولة بوصفها إطارا‬
   ‫سٌاسٌَا ٌحتضن حركة مجتمع‪ ،‬تمثّل موضوعا تختلؾ مماربته عن الفمه‬
   ‫الفرد ّي‪ ،‬وعند هذا البُعد الاجتماع ًّ للدّولة‪ ،‬تصبح آراء المجتهدٌن تراثا‬
‫لانونًٌّا فً جعبة البدائل الممكنة؛ لكونه ناتجا من اجتهاد صحٌح‪ ،‬وبالإمكان‬

     ‫اعتماده عند تركٌب المانون الَذي ٌنبؽً أن ٌلبحظ الوالع بك ِّل تعمٌداته‬
                                                            ‫وتشعّباته‪.‬‬

   ‫لد ٌمول لائل إنّنا نوفِّك بٌن الأمرٌن الآنفٌن‪ ،‬بؤن نلزم الدّولة بال ّرجوع‬
     ‫إلى الأعلم‪ ،‬فلب نمع فً التّنالض‪ ،‬ولا سٌَما أنّه أصبح جزءا من مسار‬
    ‫التّملٌد عموما‪ ،‬بؤنّه حٌث ٌتوفّى المرجع‪ٌ ،‬لزم المرجع الجدٌد‪ ،‬أو ٌجٌز‬
       ‫البماء على تملٌد المٌت‪ ،‬وٌرجع فً المستجدّات إلى المرجع الجدٌد‪.‬‬

           ‫ولك َن الأمر فً عالم الدّولة لٌس بهذه البساطة‪ ،‬وذلن لأمور‪:‬‬

                                                       ‫ٕٓ‬
   16   17   18   19   20   21   22   23   24   25   26