Page 19 - حكومة ولاية الفقيه من نظر السيد الشهيد محمد باقر الصدر_Neat.
P. 19

‫نعم‪ ،‬البحث فً تحدٌد تلن الأدلّة أمر آخر لسنا بصدده فً ما نهدؾ إلٌه‬
                                                       ‫فً هذه الورلة‪.‬‬

    ‫ثانٌا‪ :‬بناء على ذلن‪ٌ ،‬إ ِّسس ال َشهٌد ال َصدر(ره) أصل سٌادة ال َشرٌعة‬
    ‫للدَولة‪ ،‬فً دستورها ولوانٌنها‪ ،‬وٌُعتبر حٌنئذ أمرا مفروؼا منه‪ ،‬ولٌس‬

       ‫مثار بحث أو جدل‪ ،‬ولا معنى لفرضٌَة انفصال ال ِدٌّن عن الدولة او‬
    ‫الحكومة ـ ولا سٌَما بمعناه التّشرٌع ًّ والمانون ًّ ـ وكذلن عن ال ّسٌاسة‪.‬‬

   ‫ثالثا‪ :‬أ َن النّب ّوة هً الَتً تمود التَنظٌر والتّؤسٌس للدَولة‪ ،‬ولد ٌتٌ َسر لها‬
   ‫الحكم المباشر‪ ،‬ولد لا ٌتٌ َسر ذلن‪ .‬هل ذلن ٌعنً أ َن النب َوة أو من ٌم ِثّلها‬

     ‫لٌست بال َضرورة هً المما ِرسة للحكم‪ ،‬وبهذا ٌتنافى كلبمه مع نظرٌَة‬
                                                          ‫ولاٌة الفمٌه؟‬

‫لا نعتمد أ َن الأمر كذلن فً ما ٌرتبط بكلبم الس ٌِّد ال َشهٌد هنا‪ ،‬إذ لا ٌظهر‬
   ‫أنّه بصدد التّفكٌن بٌن الدّولة والفمٌه‪ ،‬بل ألصى ما تفٌده عبارته هنا‪ ،‬أ َن‬
 ‫مسؤلة عدم ممارسة الأنبٌاء للحكم‪ ،‬مسؤلة مرتبطة بال ّظروؾ الموضوعٌَة‬

 ‫ٌعنً الظرؾ الزمانً والمكانً والمصلحة التً تمضٌها تمنع من والعٌَة‬
‫الحكم‪ ،‬أ َما حٌن تتوافر ال ّظروؾ‪ ،‬فعلٌهم هم مسإولٌَة لٌادة الدَولة والسٌادة‬

                                                          ‫فً المجتمع‪.‬‬

      ‫رابعا‪ٌ :‬بدو بدٌهًٌّا أمام ما تمدَم‪ ،‬أن تكون إلامة الدَولة الإسلبمٌَة او‬
 ‫الحكومة الاسلبمٌة من الواجبات الّتً تمع على المكلَفٌن‪ ،‬وكذلن ٌمع على‬
‫عاتمهم التصدّي للحكومات أو الأنظمة ؼٌر الإسلبمٌَة‪ ،‬والعمل على إسماط‬
‫الحاكم الّذي ٌرأس الدّولة الإسلبمٌَة نفسها فً حالة انحرافه وتن ّكره للئسلبم‬

                                          ‫وتعالٌمه وإصراره على ذلن‪.‬‬

 ‫ومن الممكن لنا نفسر ضرورة أصالة الدّولة من زاوٌة الفمه الذي ٌر ّكز‬
     ‫على البُعد الفردي للؤمور‪ ،‬إذ ما من ش ّن فً أ ّن الإنسان متؤثّر بطبعه‬

  ‫بالمجال الّذي ٌعٌش فٌه‪ ،‬وهو الّذي ٌمثّل بالنّسبة إلٌه الفضاء الّذي ٌنبؽً‬
    ‫أن ٌح ِمّك حاجاته‪ ،‬وأن ٌشبعه نفسًٌّا وٌشعره بالأمن‪ ،‬وما إلى ذلن‪ ،‬فإذا‬
   ‫رضً الإنسان بؤن ٌتح َرن المجال المجتمع ًّ فً حالة تنافر مع المبادئ‬
   ‫الّتً ٌلتزم بها فً حٌاته‪ ،‬فمعنى ذلن أنّه فتح المجال أمام تؤثّره بضدّ ما‬

                                                       ‫‪ٔ8‬‬
   14   15   16   17   18   19   20   21   22   23   24