Page 102 - eleven
P. 102

‫ف ّكر في‪:‬‬                                            ‫رسالة الجاحظ‪:‬‬
‫‪ -1‬ذِّم الجاح ِظ أسلو ِب‬
                              ‫أ ّكـَد الجاحــظُ أ َّن التعليـَم لا ينبغـي أ ْن يقـوَم علـى التلقيـ ِن والحفـ ِظ‪،‬‬
      ‫الحف ِظ في الد ارس ِة‪.‬‬  ‫بـل يجـ ُب أن ين ّمـ َي القـدرةَ علـى الاسـتنبا ِط والتفكيـِر لـدى الناشـئ ِة لذلـك‬
                              ‫إ ّن مسـتعم َل الحفـ ِظ لا يكـو ُن إلا مقِلّـداً‪ ،‬وفـي هـذا يقـو ُل الجاحـظُ‪« :‬كـره‬
‫‪ -2‬أ ّي من الأسلوبين أتبعُ‬    ‫الحكمـا ُء جـودةَ الحفـ ِظ لمـكا ِن الاتـكا ِل عليـه إو�غفـا ِل العقـ ِل مـن التمييِز‪»...‬‬
      ‫في د ارستي؟ لماذا؟‬      ‫وقـد قيـ َل‪ :‬الحفـظ عـذق الذهـن‪ ،‬ولأ َّن مسـتعم َل الحفـ ِظ لا يكـو ُن إلا مقِلّـداً‪،‬‬

                                  ‫والاسـتنباط هـو الـذي يفضـي بصاحبِـه إلـى بـرِد اليقيـ ِن وعـِّز الثقـ ِة‪.‬‬

                                                                 ‫ريادة‪:‬‬

‫الشـكل (‪ :)12‬الآثـاُر الباقيـ ُة مـن مدرسـ ِة غرناطـة (المدرسـة‬  ‫انتشـر ْت ظاهـرةُ نشـوِء المـدار ِس لتشـم َل ك َّل‬
‫اليوسـفّية) أ َّس َسـها يوسـف أبـو الحجـاج سـابع ملـوك بنـي‬      ‫المـد ِن العربّيـ ِة فـي العصـوِر الوسـطى‪ ،‬ولتصبـ َح‬
‫الأحمــر عــام ‪738‬هــ‪1337/‬م‪ ،‬كان يؤُّمهــا الطــاب مــن‬
                                                                 ‫سـمةً ثقافّيـةً عا َّمـةً‪ ،‬نـا َل فيهـا النظـاُم التعليمـ ّي‬
                            ‫أوروبـا‪ ،‬نقـش فـوق بوابتهـا‪:‬‬         ‫شـهرةً واسـعةً‪ ،‬ولاسـيما مـدارس الأندلـ ِس؛ والتـي‬
                      ‫يا طالب العلم هذا بابه فُِت َح فادخ ْل‬     ‫كانـ ْت م اركـَز علمّيـةً ُمعتمـدةً لمنـ ِح الشـهادا ِت التـي‬
‫تشاهُد سَناهُ قد لا َح شمس ضحى‬                                   ‫أصبح ْت سبيلاً للوصوِل للمناص ِب العليا في الدوِل‬
                                                                 ‫الأوروبّيـ ِة‪ ،‬قصدهـا الطـا ُب مـن أنحـا ِء العالـِم‪،‬‬
                                     ‫ف ّكر في‪:‬‬                   ‫وكا َن لا ُيتـا ُح للطالـ ِب التدريـ ُس إلا بعـد الخضـوِع‬
 ‫‪ -1‬أهمّي ِة الإجازِة في ذلك الوق ِت‪ ،‬وماذا يمِثّلُها‬            ‫لامتحـا ٍن فـي المعلومـا ِت التـي تلقاهـا‪ ،‬وتسـ َّمى‬

                          ‫في الوق ِت الحاضِر؟‬                    ‫بالإجـازة وهـي وسـيلةٌ لضمـا ِن ص َّحـ ِة المؤَلّفـا ِت‬
    ‫‪ -2‬دلال ِة اهتماِم المجتم ِع في بنا ِء المدار ِس‪.‬‬            ‫العلمّيـ ِة وسـام ِة نسـبتِها إلـى مؤِلّفيهـا‪ ،‬وفـي القـرِن‬
 ‫‪ -3‬أبِّي ُن شعوري عندما أتقَلُّد هذا الز َّي عند‬
                                                                 ‫‪6‬هـ‪12/‬م نق َل الأوروبيون هذه الكلمةَ‪ ،‬و ُعرفَ ْت باسم‬
                          ‫تخرجي من الجامعة‪.‬‬
                                                                 ‫(الباكالوريـا) أي حـ ُّق التعليـِم بترخيـ ٍص مـن الغيـِر‪،‬‬

                                                                 ‫فقـْد تأ َّخـر ْت أوروبـا فـي تطبيِقهـا عـن البـاِد العربّيـ ِة‬

                                                                 ‫(نحـو خمسـة قـرون تقريبـاً)‪ ،‬كمـا أَ َخـَذ الأوروبيـون‬

                                                                 ‫عـن مدرسـي الأندلـس ِزّيهـم‪ ،‬فـكا َن هـو أصـ ُل الـز ِّي‬
                                                                 ‫العلمـ ّي المعـرو ِف الآن فـي الجامعـات الأوروبّيـة‪.‬‬

                              ‫‪100‬‬
   97   98   99   100   101   102   103   104   105   106   107