Page 174 - merit 36- dec 2021
P. 174

‫العـدد ‪36‬‬                                                        ‫‪172‬‬

                                ‫ديسمبر ‪٢٠٢1‬‬

 ‫الأبيض والأسود»(‪ ،)4‬نشره‬              ‫مدخل‬                     ‫البعد الصوفي في شعر إبراهيم داود‬
    ‫عام ‪ ،١٩٩٥‬أي في الزمن‬                                            ‫ماذا وراء الأغنية؟‬
                                  ‫في كتابي القديم «الشعر‬
‫نفسه الذي شرع فيه زملاؤه‬
  ‫الأكبر منه نشر دواوينهم‪.‬‬         ‫والتصوف»(‪ )1‬توقفت عند‬
    ‫هؤلاء الشعراء‪ ،‬فيما خلا‬       ‫شعراء الحساسية الجديدة‬
    ‫أحمد يماني يطلق عليهم‬       ‫في مصر‪ ،‬درستهم في فصل‬
  ‫جيل الثمانينيات‪ ،‬وأما جيل‬
    ‫التسعينيات ‪-‬في مصر‪-‬‬            ‫بعنوان «النوابت»(‪ )2‬حين‬
     ‫الذي ينتمي إليه يماني‪،‬‬       ‫أعود إلى ذلك الفصل الآن‪،‬‬
                                ‫أجد فيه حلمي سالم‪ ،‬وجمال‬
 ‫فيضم البهاء حسين (مولود‬         ‫القصاص‪ ،‬ومحمد فريد أبو‬
   ‫‪ )١٩٦٩‬ومحمود خير الله‬          ‫سعدة‪ ،‬وعبد المقصود عبد‬
                                ‫الكريم‪ ،‬ووليد منير‪ ،‬ومحمد‬
  ‫(مواليد ‪ )١٩٧٠‬وكريم عبد‬
     ‫السلام (مولود ‪)١٩٧٠‬‬            ‫صالح‪ ،‬ومحمد سليمان‪،‬‬
                                  ‫هؤلاء الشعراء الذين أحب‬
 ‫وشعراء آخرون‪ ،‬هؤلاء هم‬         ‫أن أصنفهم اليوم تحت اسم‬
   ‫«النوابت ح ًّقا»‪ ،‬فهم الذين‬
  ‫رسخوا قصيدة النثر عمليًّا‬          ‫«شعراء الأعراف»‪ ،‬فهم‬
    ‫لا نظر ًّيا‪ ،‬وقد يكون أكبر‬   ‫ينتمون للجماعات الشعرية‪،‬‬
  ‫شاعر رسخ لقصيدة النثر‬
  ‫نظر ًّيا هو الشاعر والمترجم‬       ‫وهم ينتمون لنمط شعر‬
‫القدير رفعت سلام (‪-١٩٥١‬‬          ‫التفعيلة‪ ،‬وقد كتب منهم من‬
                                 ‫كتب قصيدة النثر بعد ذلك‪،‬‬
                 ‫‪٢٠٢١‬م)‪.‬‬          ‫ولكني ضممت إليهم إيمان‬
 ‫اسم «النوابت» يخص فكرة‬         ‫مرسال (مواليد ‪ )١٩٦٦‬التي‬
                                 ‫نشرت مبك ًرا ديوا ًنا بعنوان‬
    ‫البعد عن النمط‪ ،‬والجديد‬     ‫«اتصافات‪ -‬تخرج من كاف‬
‫الناشئ‪ ،‬فالنابتة في اللغة هم‬    ‫التكوين»(‪ )3‬وكنت أبحث عن‬
                                ‫لون من اللعب اللغوي‪ ،‬ظهر‬
   ‫الناشئة(‪ .)5‬لكننا نستخدم‬
 ‫الكلمة مصطل ًحا‪ ،‬فهو يعني‬         ‫جليًّا في شعر حسن طلب‬
  ‫شيئًا من الخروج‪ ،‬الخروج‬                          ‫خاصة‪.‬‬

   ‫الفن ّي‪ ،‬الذي يشبه خروج‬           ‫أما شعراء الجيل التالي‬
‫المتصوف على أعراف المجتمع‬          ‫لهم‪ ،‬وهم سمير درويش‬
                                    ‫(مولود ‪ )١٩٦٠‬وأسامة‬
  ‫أحيا ًنا‪ ،‬وعلى تعاليم وأنماط‬  ‫الدناصوري (مولود ‪)١٩٦٠‬‬
   ‫تفكير الفقهاء أي ًضا‪ ،‬لذلك‬
                                    ‫د‪.‬إبراهيم ومحمود قرني (مولود‬
 ‫كان تعبير النوابت منصر ًفا‬         ‫منصور ‪ )١٩٦١‬وإبراهيم داوود‬
 ‫إلى شعراء الحساسية الذين‬
                                 ‫(مولود ‪ )١٩٦١‬وعزمي عبد‬
    ‫خرجوا على النمط‪ ،‬وكان‬            ‫الوهاب (مولود ‪)١٩٦٤‬‬
   ‫الخروج نو ًعا من تصوف‬            ‫ويمكن ضم أحمد يماني‬
    ‫الفكر‪ ،‬لا تصوف العمل‪،‬‬           ‫المولود‪ ١٩٧٠‬معهم لأنه‬
 ‫ونو ًعا من تثوير اللغة‪ ،‬وقد‬
 ‫سبق أدونيس (= علي أحمد‬           ‫بدأ النشر بديوان «شوارع‬

      ‫سعيد المولود ‪١٩٣٠‬م)‬
   169   170   171   172   173   174   175   176   177   178   179