Page 32 - Pp
P. 32
العـدد 35 30
نوفمبر ٢٠٢1
د.رشيد طلبي
(المغرب)
النقد الأدبي المعاصر..
قراءة مقاربة للنص
إن هذه التحولات التي عرفها النقد الأدبي المعاصر ،سواء في علاقته
باللغة أو بالنص هي نتيجة التصورات التي عرفتها علوم ونظريات
ما بعد البنيوية ،مما جعل النقد يعيد التفكير في إواليات اشتغاله ،بل
إعادة القراءة لمجموعة من النصوص في الثقافة العربية؛ وفق منظور
جديد خاصة مع «نظرية التلقي» وبذلك فـ»لحظة الشروع بترجمة
نظرية التلقي ،سوف يستعمل النقد العربي مفهوم :القراءة ،وهو
مشحون بدلالة تأويلية تربط بين الاستعمالات اللسانية والأسلوبية،
بين المعنى البعيد المخفي»
إن هذه المحاولات بمختلف توجهاتها وأدواتها تقديم :نحو مفهوم المنهج
المنهجية والإجرائية ،جعلت النقد الأدبي يتأرجح
بين مختلف الاتجاهات النقدية ،حيث يحاول كل إذا كانت علاقة النقد بالأدب علاقة تؤطرها من
اتجاه أن يبسط سيطرته على النص ،انتصا ًرا الناحية النظرية؛ ما يعرف بنظرية الأدب .فإنه
للإجراءات المنهجية التي تدعي انتصارها إلى رؤية يؤطرها من الناحية الإجرائية مسألة المنهج ،حيث
فنية قد تكون بعيدة كل البعد عن النص والظاهرة يتم إعارة مجموعة من الأدوات الإجرائية والمنهجية
من حقل العلوم الحقيقية إلى حقل العلوم الإنسانية
الأدبية جملة وتفصي ًل(.)1 -وبالضبط مجال الظاهرة الأدبية -واعتمادها في
هذا الصراع الذي يطرح على المستوى النقدي للنص
مقاربة النص الأدبي بالدراسة والنقد والتحليل.
الأدبي ،يستدعي الوعي بمفاهيم ترتبط بالممارسة ومن الطبيعي أن تستدعي هذه العلاقة نظر ًّيا
النقدية على مستوى الظاهرة الأدبية .وتتجلى هذه
المفاهيم في :النظرية المعرفية والمنهج ثم المنهجية. وإجرائيًّا التساؤل عن طبيعة النقد الأدبي ،تب ًعا
تعنى النظرية المعرفية أو الإبستيمولوجية بضرورة لما تعرفه من تطور مستمر في تساوق مع باقي
المجالات العلمية والفلسفية الأخرى .فمنذ القدم،
فهم المنهج في شموليته المعرفية ،ليس باعتباره كانت محاولة أرسطو الأولى في التصدي للنص
مجرد أدوات إجرائية ،يحاول الناقد من خلالها الأدبي ،مؤسسة على أصول نظرية .وفيما بعد،
ضبط خطوات التعامل مع الظاهرة الأدبية ،حيث سعت محاولات جديدة إلى وضع الدراسة النقدية
تحضر الذات في التعامل مع الموضوع بشكل في نطاقها العلمي.
آلي بعي ًدا عن الملاءمة والتفاعل قبل الاحتكام إلى