Page 114 - ميريت الثقافية- العدد رقم 22 أكتوبر 2020
P. 114

‫هناك مخافة أن يختفي أحدهم فجأة كما فعل‬
‫(مكاوي سعيد) منذ فترة ومات وأحاذر أن أغضب‬

    ‫عمنا (سمير عبد الباقي) حين لا يسعني الوقت‬
‫للجلوس معه فعادة ما أجلس وحدي لأجدد قدرتي‬

      ‫على الاتصال بأخواتي والاطمئنان عليهم فأنا‬
    ‫كبيرتهم التي فشلت أن تعلمهم السحر واكتفت‬
 ‫بترك بعض الحكمة في ضمائرهم فحينما يخطئون‬

             ‫يذكروني بأنهم مشوا خلف مقولاتي‬
                                          ‫يا الله‬

                   ‫لماذا يختارون حكمتي الفاشلة!‬
      ‫كم أحزنني أني نسيت الثلاثاء الذي لم يكت ِف‬
   ‫بالكورونا والحظر بل ابتلى بالأتربة والريح التي‬
     ‫ظلت تصفر في حجرتي وتصك قلبي بالخوف‬

                 ‫‪-3‬‬

   ‫أعتقد أن اليمامة التي دخلت بيتنا عنوة منذ أيام‬
   ‫كانت تطمئن أن هذه البيوت المضاءة من الداخل‬
    ‫نها ًرا مازال يسكنها البشر وحين وضعناها في‬
    ‫النافذة مع حبوب وماء غضبت وعادت للطيران‬

                     ‫ثانية لأننا لم نؤنس وحدتها‬
 ‫ليت لنا أجنحة وقدرة على المباغتة والهجران أي ًضا‬

                 ‫‪-4‬‬

 ‫في الصباح أتفحص يد َّي جي ًدا وأتأكد هل كفتا عن‬
                                         ‫التورم‬

‫أبحث في اليوتيوب عن الوصفات التي تزيل الأزرق‬
   ‫من تحت عيني و ُترجع شعري المتساقط وتخفف‬
     ‫من وزني الزائد فلا شيء أفعله في الحظر غير‬
 ‫هذا ومتابعة الموتى بكوفيد ‪ ١٩‬فأنا لا أقرأ لا أكتب‬
                    ‫وضعيفة ج ًّدا في شئون البيت‬
   ‫مؤكد أن الحياة ليست هنا فلن تكون مختبئة في‬
  ‫أدراج المطبخ ولا حتى في الزهور النابته في زوايا‬
                                        ‫الشرفة‬
   ‫الحياة كانت هناك على أرصفة التحرير وشوارع‬

‫وسط البلد والمحبة التي ألمس بها تمثال طلعت حرب‬
      ‫الحياة كانت هناك حتى في الزهور التي كنت‬
       ‫أوزعها على الأحبة فينسونها على الأرائك أو‬
                         ‫يهدونها لعابري السبيل‬
            ‫كانت هناك حياة فقدناها ذات عاصفة‬
   109   110   111   112   113   114   115   116   117   118   119