Page 210 - ميريت الثقافية- العدد رقم 22 أكتوبر 2020
P. 210
العـدد ١٩ 208
يوليو ٢٠٢٠
مرة على صفحتي على فيس بوك: تتحمس للجديد الذي يأتي أن يكتب ن ًّصا وينشر ديوا ًنا
عن الفرق بين دار العلوم وكلية من الغرب ،بينما كان النقاد ويضع على بروفايله هذا الوصف
الآداب؟ ودعوت القائمين عليها الفمكليتيمايجازتمواعلنتآديياأتابلو،قانهخدرةائص ًموواعًيصمانن ال ّساحر (الشاعر فلان) ،لقد منح
إلى النظر في فلسفة وجودها من
الأساس .فمن المؤكد أنها ابتعدت شمس ..ما الذي حدث؟ نفسه وصف ال ّشاعر بسهوله،
كثي ًرا عن الفكرة الأولى التي من واعتبره الناس كذلك ،ثم يبدأ في
أجلها ُو ِجدت دار العلوم أيام علي من الصعب أن أقر لك بذلك، الهجوم على النّقد الذي لم يهتد
رغم التّوسع -غير المفهوم -في إليه ،والحقيقة أنه شاعر متوسط
مبارك ،وكان عليها أن تبتعد؛ غالبًا ،ولا بأس إن تجاهله النّقد،
فقد تجاوزت الثقافة والواقع إنشاء هذه الكلية ،في القاهرة أنا أتحدث عن عشرات الأسماء
جمي ًعا الثنائية المتوهمة( :الأصالة والفيوم والمنيا وأسوان ،كما أن
والمعاصرة) التي حاولت دار وأنت تعلم ذلك جي ًدا.
العلوم أن ُتمثّلها في أصل نشأتها. دار العلوم بحكم متابعتي لم وفي مقابل هذه الخ ّفة لن تجد
تعد معه ًدا محاف ًظا كما كانت، النّاقد كذلك؛ فأمام النّاقد شوط
كيف تنظر إلى الجهد الذي على الأقل فيما يتعلق بأقسام طويل من الدراسة المتخصصة
قام به النقاد من الأجيال الدراسات الأدبية والبلاغة ،فهم التي تم ّر بمراحل صاعدة :من
المؤسسة :جابر عصفور يدرسون الآن الناهج الحديثة، الليسانس فالماجستير فالدكتوراه،
ومصطفى ناصف وشكري سنوات طويلة من البحث وال ّدرس
عياد وعبد العزيز حمودة ويقدم أبناؤها دراسات في والتّأسيس وذلك حتى يصلح
وغالي شكري ..وغيرهم؟ الحجاج والنقد الثقافي ،صحيح فقط لتدريس النّقد للطلاب ،أما
إذا أراد أن يكون ناق ًدا فالتّأسيس
وهل تعتقد أن جيلك أنهم يطبقون هذه الخطاطات العلم ّي والمعرفي يحتاج جهو ًدا
النقدي امتداد لهم أم تأثر المنهجية على مادة قديمة غالبًا ،إلا مضنية تضاف إلى ما سبق ،ثم في
بالنقد الغربي مباشرة؟ مع أنهم يحاولون أن يغيّروا الصورة النهاية قد ُنق ّره على تعريفه لنفسه
ملاحظة أن الذي يتابع
كتاباتكم سيجد استشهادات الذهنية التي اشتهرت بها دار بـ»الناقد» أو نرفضه.
العلوم ،إنهم يفعلون ذلك إلى المدى
الملاحظ أن كثيرين من
الذي جعلني أتساءل أكثر من النقاد البارزين في هذه
الفترة تخرجوا
من كلية دار
العلوم ،التي
تتهمها الأوساط
الأكاديمية
والثقافية بأنها
رجعية ،تميل
إلى تدريس
النظريات
القديمة ولا