Page 214 - ميريت الثقافية- العدد رقم 22 أكتوبر 2020
P. 214
العـدد ١٩ 212
يوليو ٢٠٢٠
«خصام مع النقاد» و»النقد طويلة -كانت موضو ًعا لتصورات لا أعتبر «إيهاب حسن» ناق ًدا
العربي نحو نظرية ثانية» .وكتب المستشرقين ،وأننا -أبناء عربيًّا ،وإن ولد في مصر وتلقى
جابر عصفور أكثر من مرة عن
التراث النقدي والصورة الفنية، المستعمرات القديمةُ -نش ّكل تعليمه حتى الجامعة بها ،لقد
وكتب صلاح رزق «أدبية النص» المحيط التابع للمركزية الغربية.. أنجز الرجل مشروعه ما بعد
إدوارد سعيد يكتب داخل الثقافة الحداثي متماهيًا مع الثقافة
ومحمد عبد المطلب في «البلاغة الأمريكية ،وباعتباره أحد أبنائها،
والأسلوبية» ..والقائمة طويلة الغربية الليبرالية التي تسمح إنه لا ينتمي إلينا ،ولا ح ّظ له من
بهذا المستوى من النقد والنقاش، الثقافة العربية غير اسمه ،وقل
بالفعل. الأمر نفسه عن «إدوارد سعيد»،
ما أريد أن أخلص إليه أن نقادنا تما ًما كما كتب جاك ديريدا عن وإن بشكل مختلف ،فقد كتب
-وجيل الأساتذة بشكل خاص- الميثولوجيا البيضاء وفي تفكيك في تفكيك بنية الاستشراق التي
الموروث الغربي وتقويض التمركز ساعدتنا كثي ًرا على فهم أفكار
كانوا على وعي بما يتناولون، حول العقل ..العلاقة بين التفكيك أساسية باعتبار ثقافتنا -لفترة
وكانوا على معرفة جيدة بتراثهم،
نحن لسنا صفحة بيضاء ،ولدينا ونظريات ما بعد الاستعمار
تراث نقد ّي هائل يمتد لأكثر من شديدة المتانة؛ فقد اعتبر «ديفيد
ألف عام ،ولدينا مدارس شديدة كارتر» أن تحليلات إدوارد سعيد
التنوع ،عظيمة الثّراء قامت حول للخطابات الاجتماعية المختلفة هي
تفسير القرآن ..لا يمكن لمن هذا -في جوهرها -كتابات تكفيكية.
إرثه أن يتلقى الوافد دون أن كما أنني لا أتفق معك في أن
يتفاعل معه ،العقل الإنساني لا نقادنا نقلوا النظرية الغربية دون
يعمل بهذه الطريقة الساذجة ،إنه
يفهم الجديد في ضياء القديم.. أن يناقشوها ،هذا لا يمكن أن
ُيتص ّور عق ًل ،رغم أ ّن بعضهم
ودعني أنتهز هذه الفرصة حاول أن يقدم لنا البنيوية
كي أشير إلى أهمية التفاسير، كما هي ،أو الأسلوبية كما
وضرورة أن يقف النقد على هي ،ولكن ذلك كله
ما قدمته من إنجازات مهمة في سري ًعا ما خضع
للنقاش ،سواء
مقاربة النص. عبر التنظير أو
عبر الممارسات
كيف ترى المشهد الشعري التطبيقية ،ليس
ال ارهن في ضوء الكتابات هذا فحسب،
السطحية التي تغزو وإنما كتب
صفحات الفيس بوك؟ هل شكري عيّاد مث ًل
سيذهب الشعر إلى هذا
الاتجاه بعد التخلص من عنوا ًنا جسو ًرا
قواعده الموروثة؛ أم ترى مثل هذا« :اللغة
والإبداع مبادئ
أن الساحة بها شع ارء
يحفظون لهذا الفن توازنه علم الأسلوب
العربي»،
ويضمنون مستقبله؟ وكتب
مصطفى
ناصف