Page 219 - ميريت الثقافية- العدد رقم 22 أكتوبر 2020
P. 219

‫‪217‬‬

                                                                                  ‫للأوضاع التي يرصدها في‬
                                                                              ‫رحلته‪ ،‬مثل ما قدمه في الفصل‬
                                                                             ‫الثامن من الكتاب الثاني (بالمجلد‬

                                                                                   ‫الأول) عن ظهور الإسلام‬
                                                                               ‫وتتبع الجذور اليهودية لمملكة‬

                                                                                  ‫الحبشة المسيحية‪ ،‬ثم إفراد‬
                                                                              ‫المجلدين الثاني والثالث لتاريخ‬

                                                                                 ‫ملوك الحبشة بد ًءا من نسل‬
                                                                               ‫(النبي) سليمان؛ وهي فصول‬
                                                                               ‫طويلة وبها معلومات متكررة‬
                                                                                ‫(وتوراتية أحيا ًنا) تثقل تتبع‬

                                                                                 ‫الرحلة لكنها تفيد من ناحية‬
                                                                                      ‫أخرى في الفهم الدقيق‬
                                                                                      ‫لذهنية جيمس بروس‬

                                                                                    ‫ومشروعه الاستكشافي‪.‬‬

  ‫نهر‬                                                            ‫شخصيًّا‬           ‫منابع النيل‪ :‬جيمس‬
‫النيل من‬                                        ‫منصب حاكم «راس الفيل»‪،‬‬               ‫بروس عند مهد‬
 ‫المنبع‬                                    ‫وتوجهه بعدها إلى جوتو ‪Guotto‬‬                   ‫النهر‬
‫للمصب‬                                            ‫والشلال الأول‪ ،‬ووصل في‬
                                               ‫الفصلين الثالث عشر والرابع‬                  ‫استكمل بروس في‬
                                ‫يخلق‬        ‫عشر من المجلد الرابع إلى النقطة‬             ‫المجلد الثالث‪ ،‬وخاصة‬
                 ‫النيل مصر‪ ،‬فإنها أول‬      ‫الرئيسة في رحلته وهي الوصول‬                 ‫من الكتاب الخامس به‪،‬‬
             ‫جزء (من حوضه) يستفيد‬                                               ‫رصده لرحلته إلى منابع النيل‪،‬‬
           ‫منه؛ لقد ظلت هناك‪ ،‬في وقت‬                      ‫إلى «منبع النيل»‪.‬‬     ‫وتحركه من مصوع على البحر‬
        ‫فيضانه الزائد‪ ،‬متجلية في كامل‬          ‫ولاحظ بروس بقدر كبير من‬       ‫الأحمر وصو ًل إلى عدوة‪ ،‬عاصمة‬
            ‫بهاءها‪ ،‬ولطالما قدرت مصر‬          ‫الصحة أن النيل ظاهرة فريدة‬     ‫التيجراي‪ ،‬وزيارته لأطلال «مملكة‬
      ‫رخاءها بمنسوبه‪ .‬ويمزج التقاليد‬            ‫في التاريخ الطبيعي من جهة‬         ‫أكسوم»‪ ،‬والاستقبال الكبير‬
          ‫الكلاسيكية عن النيل (لاسيما‬         ‫استغراق الفلاسفة القدامى في‬      ‫الذي حظي به في «قندر»‪ ،‬ولفت‬
         ‫العصرين البطلمي والروماني)‬        ‫تناول أموره‪ ،‬فيما فشلت مساعي‬        ‫بروس في فصل خاص (الفصل‬
         ‫بوقع تقدم خطواته نحو «منبع‬                                            ‫الحادي عشر) إلى مقارنة مهمة‬
            ‫النيل» في سرد يليق بجلال‬             ‫كشف منبعه طوال القرون‬         ‫بين العادات الحبشية ونظيرتها‬
        ‫المشهد؛ ويؤكد أنه لم يقترب أ ًّيا‬  ‫الماضية‪ .‬أما عن مصر فإنه يلحظ‪،‬‬    ‫الفارسية‪ ،‬وإن اتسمت في مواضع‬
           ‫من البرتغاليين الذين وصلوا‬                                         ‫بالمقارنة القسرية أو غير الواعية‬
        ‫أو ًل «في الحبشة» مثل كوفيلان‬         ‫بقدر من الشاعرية‪ ،‬أنه وإن لم‬         ‫في حقيقة الأمر‪ .‬وقدم قبلها‬
       ‫‪ ،Covillan‬أو رودريجو دي ليما‬                                           ‫تقسي ًما جغرافيًّا لأقاليم الحبشة‪،‬‬
                                                                              ‫ثم الحالة الدينية‪ .‬وافتتح بروس‬
                                                                                 ‫المجلد الرابع بتناول الأوضاع‬
                                                                                  ‫السياسية في «قندر» وتقلده‬
   214   215   216   217   218   219   220   221   222   223   224