Page 216 - ميريت الثقافية- العدد رقم 22 أكتوبر 2020

‫العـدد ‪١٩‬‬ ‫‪214‬‬

‫يوليو ‪٢٠٢٠‬‬

‫د‪.‬محمد عبد‬ ‫ملاحظات‬
‫الكريم أحمد*‬ ‫ومشاهدات‬
‫من رحلة‬
‫جيمس بروس‬
‫لكشف منابع‬
‫النيل‬

‫التي بادرت بها القوى الأوروبية‬ ‫بالأساس طرق التجارة من‬ ‫شغلت كشوف منابع النيل‬
‫في القرن الخامس عشر من الولع‬ ‫الإسكندرية عبر البحر الأحمر‬
‫أذهان الرحالة والمستكشفون‬
‫بكشف منابع النيل ومعرفتها‬ ‫إلى المحيط الهندي‪ ،‬وورد في‬ ‫الغربيون‪ ،‬وجسد هذا الشغف‬
‫معرفة دقيقة‪ ،‬تزامن مع مقاربات‬ ‫هذا المؤلف الهام‪ ،‬حسب المقدمة‬
‫رؤية مركزية غربية مشوبة‬
‫أوروبية –تبشيرية وبرتغالية‬ ‫الوافية التي وضعها ويلسون‬ ‫بنزعة استعمارية الطابع؛‬
‫بداية‪ -‬لاستكشاف «مملكة‬ ‫لتحقيقه للنص (‪ ،)1911‬ذكر‬
‫لمملكة مروى‪ ،‬فيما لم تذكر مملكة‬ ‫وربما كان أول توثيق لهذه‬
‫الحبشة المسيحية»‪ ،‬ومساعي مد‬ ‫أكسوم الواقعة إلى جنوبي مروى‬ ‫المحاولات‪ ،‬أو الاقترابات‪ ،‬ما‬
‫العلاقات معها؛ حتى قام الرحالة‬ ‫وشرقها والتي ضمت منابع نهر‬ ‫دونه تاجر يوناني مجهول في‬
‫النيل في ذروة توسعاتها ولا مرة‬ ‫القرن الأول الميلادي لرحلته‬
‫الاسكتلندي جيمس بروس‬ ‫واحدة‪ ،‬ربما في إشارة قوية إلى‬ ‫في البحر «الإريتري»‪ ،‬في العمل‬
‫‪ James Bruce‬برحلته الشهيرة‬ ‫عزلة هذه المملكة في ذلك الوقت‪،‬‬ ‫الأشهر «الطواف حول البحر‬
‫أو حيوية الصلة التجارية بين‬ ‫الإريتري‪ :‬السفر والتجارة في‬
‫إلى منابع نهر النيل في الفترة‬ ‫البحر الأحمر ونهر النيل في‬ ‫المحيط الهندي»‪The Periplus‬‬
‫(‪ ،)1773-1768‬وتمكن من‬ ‫‪of the Erythraean Sea:‬‬
‫كشفها ورصدها رص ًدا جغرافيًّا‬ ‫مناطق مروي‪.‬‬ ‫‪Travel and Trade in the‬‬
‫بالغ الدقة في العمل الذي عكف‬ ‫‪( Indian Ocean‬واستبدلت‬
‫على كتابته بعد عودته إلى بلاده‬ ‫رحلة جيمس بروس‪:‬‬ ‫الترجمة العربية العنوان الفرعي‬
‫ونشر في العام ‪ 1790‬تحت عنوان‬ ‫مسا ارت عامة‬ ‫الذي أضافه و‪ .‬ب‪ .‬ويلسون ‪W.‬‬
‫«رحلات لكشف منابع النيل»‬ ‫‪ P. Wilson‬بإضافة «الجزيرة‬
‫‪Travels to Discover the‬‬ ‫زادت حركة الكشوف والاستعمار‬ ‫العربية»)‪ ،‬والتي استهدفت‬
‫‪ ،Source of the Nile‬قبيل وفاته‬
‫بأربعة أعوام تقريبًا (‪ )1794‬عن‬