Page 220 - ميريت الثقافية- العدد رقم 22 أكتوبر 2020
P. 220

‫العـدد ‪١٩‬‬                            ‫‪218‬‬

‫يوليو ‪٢٠٢٠‬‬

      ‫الشريف عبد الله وابن عمه‬        ‫‪ ،R. de Lima‬أو كريستوفر دي‬
     ‫الشريف أحمد‪ .‬وفي الصراع‬         ‫جاما ‪ ،C. de Gama‬أو البطريرك‬
    ‫الدائر كانت اليد العليا لأحمد‪،‬‬
‫بينما فر عبد الله إلى القاهرة سعيًا‬     ‫ألفونسو ميندس ‪A. Mendes‬‬
‫للحصول على دعم علي بك‪ .‬ولقيت‬           ‫من منبع النيل‪ ،‬الذي يطلق عليه‬
   ‫استغاثة عبد الله بعلي بك هوى‬         ‫الأثيوبيون أباوي ‪ ،Abaoy‬ولم‬
    ‫لدى الأخير وخططه الطموحة‬
    ‫لاحتلال الحجاز والهيمنة على‬           ‫يدع هذا الشرف سوى بيتر‬
      ‫تجارة البحر الأحمر‪ .‬وكان‬         ‫بيز ‪« ،P. Paez‬وهو الأمر الذي‬
      ‫صديقه ومستشاره الحميم‬           ‫سوف أتأكد منه»‪ .‬ومما قدمه في‬
  ‫الفينيسي كارلو روزيتي (الذي‬        ‫وصف منبع النيل أنه «لا يوجد ما‬
     ‫صادقه جيمس بروس خلال‬            ‫هو أجمل من هذه البقعة‪ ،‬والتلال‬
     ‫وجوده في القاهرة) يشير له‬          ‫الصغيرة المرتفعة القريبة منا‪..‬‬
                                      ‫وهو أوسع وأجمل ما رأت عيني‬
          ‫باستمرار بمزايا إعادة‬      ‫من مناظر طبيعية؛ فقمم المرتفعات‬
              ‫فتح البحر الأحمر‬
                   ‫أمام التجارة‬         ‫مزينة بأشجار عظيمة الحجم‪،‬‬
                        ‫الهندية‪،‬‬        ‫والبخار الصاعد‪ ،‬على الضفاف‬

                                            ‫التي كنا نجلس عليها أينما‬
                                        ‫ارتحلنا‪ ،‬شفاف وصا ٍف كأنقى‬
                                       ‫أنواع البلورات؛ أما مجاز النهر‪،‬‬
                                      ‫المغطى بكثافة بنوع من الأشجار‬
                                     ‫القصيرة‪ ،‬فإنه يتسم بغلظة أوراق‬
                                         ‫الشجر والأفرع‪ ،‬تغازل سطح‬

                                          ‫الماء‪ ،‬وتزهر‪ ،‬بكميات كبيرة‪،‬‬
                                     ‫زهو ًرا صفراء جميلة‪ ،‬لا توجد أي‬

                                       ‫زهور برية أخرى تشبهها‪ ،‬لكن‬
                                        ‫عندما اقتربنا منها ودققنا فيها‬
                                        ‫وجدنا أنها لم تكن من الزهور‪،‬‬

                                                  ‫لكنها من الأعشاب‪.‬‬

‫العودة من «الحبشة»‪ :‬محمد بك‬
‫تشابكات بروس الأخيرة مع أبو الدهب‬

                ‫وادي النيل‬

           ‫شهد بروس خلال رحلته أحدا ًثا‬
           ‫وتفاعلات مهمة في البحر الأحمر‬
            ‫وحوض النيل‪ ،‬ففي نهاية العام‬

              ‫‪ 1769‬مات شريف مكة تار ًكا‬
               ‫مسألة خلافته مفتوحة أمام‬
             ‫جميع الاحتمالات‪ .‬وكان هناك‬
             ‫مرشحان اثنان للمنصب وهما‬
   215   216   217   218   219   220   221   222   223   224   225