Page 213 - ميريت الثقافية- العدد رقم 22 أكتوبر 2020
P. 213
لقد صار النقد على يد هذا الجيل سبق لجيل الأساتذة أن ترجموا
معرفة علمّية منهجّية منضبطة ،جاء لهم وهضموهم ،وناقشوهم
ذلك لنضج النظرية النقدية الغربية،
وقدموا ملحوظات مهمة .ورغم
بعد أن اتصلت بالنموذج الّلساني ذلك يعودون إلى الناقد الغرب ّي،
بكشوفاته الكبيرة والمنضبطة ،وهم يقولون :قال بارت أو فوكو ..إلخ.
يعرفون جمي ًعا الّنقد الغرب ّي معرفة ولا يعودون بما يكفي إلى جابر
عصفور وعبد المطلب وصلاح
مباشرة ،وحاولوا توظيف المنجز فضل وغيرهم .طب ًعا أنا أشير إلى
الغربي في مقاربة النصوص العربية أزمة نفسية نتيجة علاقة تلمذة
لم تكن صحية في أحيا ٍن كثيرة..
يرضيه ،تما ًما كما يمكن للناقد أن الكتابة ع ّما أعرف ،ولكن يبدو هذا الجيل غير منت ٍم إلى تيار ثقاف ّي
يجد فيها رؤى العالم. لي أنك ترمي إلى شيء آخر محدد ،كانت فكرة التيار الثقاف ّي
من السؤال ،وأنا معك تما ًما؛ والنقد ّي مهمة ج ًّدا ،إنها تضمن
تبدو ال ّراوية خادعة ليس للقارئ
العادي وإ ّنما للمختص أي ًضا، هناك طغيان سرد ّي ،ولا يمكن الاستمرار ،والتفاعل الجيد،
يتصور البعض أ ّن نقد ال ّرواية مقارنة مبيعات الرواية بمبيعات كانت مفيدة للأستاذ والتلميذ
عم ٌل سه ٌل ،والحقيقة أنه ليس م ًعا ،وفوق هذا كله تنتقل ال ّراية
ال ّشعر ،هذا واضح ولا يحتاج الثقافية من جيل إلى جيل ،عملية
كذلك ،ولذا فكثير مما يكتب حول إلى إحصاء ..وأرجو ألا يفهم من تسليم وتسلم آمنة وصحية.
نقد ال ّرواية من ال ّص ْعب أن تعتبره نحن نكتب في عصر معولم،
كلامي أنني أتحدث عن تراجع تتغير فيه المفهومات والتصورات
«نق ًدا» بالمفهوم المنضبط ،هناك ال ّشعر مقابل الراوية؛ فال ّشعر بسرعة ،هذا جيل يقف وحي ًدا على
-بالتأكيد -عروض جيدة ُتق ّدم لم يتراجع ،ولكنه بطبيعته فن ذروة كثيب من الرمال ،على أرض
للروايات في الأمسيات المختلفة، نخبوي ،هكذا كان قدي ًما كما هو ه ّشة ،لا تعرف الاستقرار إلا
ولكن النّقد قليل ،وبشكل عام، الآن ،والذين يتحدثون عن الشعر قلي ًل أو لا تعرفه على الإطلاق.
ن ّقاد الرواية قليلون على عكس ما في (سوق عكاظ) في الجاهلية
يخطئون حت ًما إذا تصوره سو ًقا أنت من أسماء نقدية قليلة
يبدو لك على ال ّسطح. عا ًّما؛ فالحقيقة أنه لم يكن كذلك تميل لنقد الشعر ،قديمه
على الإطلاق؛ كان سو ًقا نخبو ًّيا وحديثه ،بينما الكثرة من
هل توافقني على أن النقاد أي ًضا ،الشعر قدي ًما وحديثًا هو النقاد يحبون نقد السرد:
العرب -بعد غياب إدوارد استخدام خاص للغة يغاير تما ًما القصة والرواية ..لماذا
الاستخدام اليومي التداولي لها،
سعيد وإيهاب حسن- وهذا الاستخدام الخاص يحتاج تعتقد أن نقاد الشعر
يستهلكون النظريات قليلون بالقياس إلى نقاد
الغربية دون أن يطرحوا مثق ًفا نوعيًّا لإنتاجه وتلقيه.
عليها أسئلتهم أو يضيفوا نحن نعيش (زمن القص) بالفعل، السرد؟
إليها؟ وهل قلة معرفة ولكن هذا الزمن ليس على حساب
معظم النقاد بلغات أجنبية قد تكون إجابة هذا السؤال
سبب رئيسي في ذلك؟ الشعر ،القص بطبيعته فن ذو بسيطة ،فتخصصي ال ّدقيق هو
مستويات مختلفة :ويستطيع ال ّشعر القديم ،وتخصص غيري
القارئ العاد ّي أن يجد فيه ما
في ال ّسرد ،ولذا فأنا أميل إلى