Page 229 - شرور شركات الأدوية
P. 229
اﻟﺘﺠﺎ ِرب المﻌﻴﺒﺔ
ﻫﺬا اﻻﻓﱰاض؛ ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎك ﻣﺎ ﻳُﻠﺰم أﺣ ًﺪا ﺑﺄي ﳾ ٍء ذﻛﺮﻧﺎه ﻫﻨﺎ ،واﻟﺠﻤﻴﻊ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺣﺮﻳﺔ أن
ﻳﺘﺠﺎﻫﻠﻮا ﻛﻞ ﻫﺬا ،وﻣﻦ اﻟﺸﺎﺋﻊ ﺟ ٍّﺪا — ﻛﻤﺎ ﻫﻲ اﻟﺤﺎل ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ اﻟﺠﺮاﺋﺪ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴين
ود ﱠﺟﺎﱄ اﻟﻄﺐ — اﻟﺘﻼﻋﺐ ﺑﺎﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﻏير ال ُمﺮﺿﻴﺔ.
أﺧيرًا ،ورﺑﻤﺎ أﻛﺜﺮ ﻣﺎ ﻳﺜير اﻟﻘﻠﻖ ﰲ ﻛﻞ ذﻟﻚ ،أﻧﻪ ُﻛﺸﻒ ﻋﻦ ﻋﻤﻠﻴﺎت ﺗﻼﻋﺐ ﻣﺸﺎﺑﻬﺔ ﰲ
المﺮاﺟﻌﺎت المﻨﻬﺠﻴﺔ واﻟﺘﺤﻠﻴﻼت اﻟﺘﺠﻤﻴﻌﻴﺔ ،واﻟﺘﻲ ﺗُ َﻌﺪ اﻟﺸﻜﻞ اﻷﻛﺜﺮ ﻣﻮﺛﻮﻗﻴ ًﺔ ﻣﻦ أﺷﻜﺎل
اﻷدﻟﺔ .ﻗﺎرﻧﺖ إﺣﺪى اﻟﺪراﺳﺎت المﺮاﺟﻌﺎت اﻟﺘﻲ ﺗُﻤ ﱢﻮﻟﻬﺎ اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﺑﺎلمﺮاﺟﻌﺎت المﺴﺘﻘﻠﺔ ال ُمﻤ ﱠﻮﻟﺔ
ﻣﻦ ِﻗﺒﻞ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻛﻮﻛﺮﻳﻦ 43.أوﺻﺖ ﻛﻞ المﺮاﺟﻌﺎت ال ُمﻤ ﱠﻮﻟﺔ ﻣﻦ ِﻗﺒﻞ اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام
اﻟﻌﻼج ذي اﻟﺼﻠﺔ دون ﺗﺤ ﱡﻔﻆ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻟﻢ ﺗﻔﻌﻞ ذﻟﻚ أ ﱞي ﻣﻦ المﺮاﺟﻌﺎت اﻟﺘﻲ ﺗُﻤ ﱢﻮﻟﻬﺎ ﻣﺆﺳﺴﺔ
ﻛﻮﻛﺮﻳﻦ .ﻫﺬا اﻟﺘﻔﺎوت ﻣﻔﺎﺟﺊ؛ ﻷﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﻨﺎك ﻓﺎرق ﰲ ﻧﺘﺎﺋﺠﻬﻤﺎ اﻟﺮﻗﻤﻴﺔ ﺑﺨﺼﻮص
ﺗﺄﺛير اﻟﻌﻼج ،وإﻧﻤﺎ ﻛﺎن اﻟﻔﺎرق ﻓﻘﻂ ﰲ المﺮاوﻏﺔ ﰲ المﻨﺎﻗﺸﺔ المﻮﺟﻮدة ﰲ ﻗﺴﻢ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ
ﺑﺎﻟﻮرﻗﺔ اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎلمﺮاﺟﻌﺔ.
ﻛﺎن ﻋﺪم اﻻرﺗﻴﺎب ﰲ المﺮاﺟﻌﺎت ال ُمﻤ ﱠﻮﻟﺔ ﻣﻦ ِﻗﺒﻞ اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ واﺿ ًﺤﺎ أﻳ ًﻀﺎ ﰲ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ
اﻟﺘﻲ ﻧﺎﻗﺸﺖ ﺑﻬﺎ اﻟﻌﻴﻮب المﻨﻬﺠﻴﺔ ﻟﻠﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻲ ﺿ ﱠﻤﻨﻮﻫﺎ ﰲ اﻟﺒﺤﺚ؛ ﻓﻔﻲ اﻟﻐﺎﻟﺐ ﻫﻲ
ﻟﻢ ﺗﻨﺎﻗﺸﻬﺎ ﻣﻦ اﻷﺳﺎس .وزاد اﺣﺘﻤﺎل اﻟﺘﻔﻜير ﻓﻴﻤﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺘﺠﺎ ِرب ﻋﺮﺿ ًﺔ ﻟﻠﺘﺤﻴﱡﺰ ﰲ
ﻣﺮاﺟﻌﺎت ﻛﻮﻛﺮﻳﻦ؛ أﻣﺎ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻲ ﻣ ﱠﻮﻟﺘﻬﺎ اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﻓﻘﺪ ﻣﺮت ﻣﺮور اﻟﻜﺮام ﻋﲆ ﺗﻠﻚ
اﻟﻌﻴﻮب .وﻫﺬا ﻳُﺬﻛﺮﻧﺎ ﺑﺄن ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻟﻮرﻗﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ أﻫﻢ ﺑﻜﺜي ٍر ﻣﻦ ﺻﻴﺎﻏﺘﻬﺎ ﰲ ﻗﺴﻢ المﻨﺎﻗﺸﺔ،
ﻛﻤﺎ أﻧﻪ ﻳُﺬﻛﺮﻧﺎ ﺑﺄن اﻟﺘﺤﻴﱡﺰ المﺼﺎﺣﺐ ﻟﺘﻤﻮﻳﻞ اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﻳَﻨ ُﻔﺬ إﱃ ﻗﻠﺐ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻷﻛﺎدﻳﻤﻲ.
229