Page 388 - شرور شركات الأدوية
P. 388
ﴍور ﴍﻛﺎت اﻷدوﻳﺔ
ﻛﻞ دواءٍ ﻣﻨﻬﺎ ﰲ المﺘﻮﺳﻂ ﻋﲆ ١٧٠٨أﺷﺨﺎص ﻓﻘﻂ ﻗﺒﻞ اﻋﺘﻤﺎده؛ وﻋﺠﺰ واﺣﺪ ﻣﻦ ﻛﻞ
ﺧﻤﺴﺔ أدوﻳ ٍﺔ ﻋﻨﺪ اﻻﺳﺘﺨﺪام ﻟﻔﱰ ٍة ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻋﻦ اﻟﻮﻓﺎء ﺑﺘﻮﺻﻴﺎت اﻹرﺷﺎدات ذات اﻟﺼﻠﺔ19.
وﺗُ َﻌﺪ ﻫﺬه اﻹرﺷﺎدات ،ﻛﻲ ﻧﻜﻮن واﺿﺤين ،ﺿﻌﻴﻔ ًﺔ ﰲ ﺣﺪ ذاﺗﻬﺎ؛ إذ ﻻ ﺗﻮﴆ إﻻ ﺑﺄن
ﺗَﺤ ُﺪث ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﺜﻼﺛ ِﻤﺎﺋﺔ ﺷﺨ ٍﺺ ﻳﺘﻌﺎ َﻃﻮن اﻟﺪواء ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺳﺘﺔ أﺷﻬﺮ؛ وﻣﻦ اﻟﻮاﺿﺢ أن
ﻫﺬا اﻟﴩط ﻏير ﻣﻼﺋ ٍﻢ ﻹﺛﺒﺎت ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ اﻟﺪواء ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻧﺘﺎﺋﺠﻪ ﻋﲆ المﺪى اﻟﺒﻌﻴﺪ.
إﱃ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺼﻐيرة ﺟ ٍّﺪا ،ﺗﺴﺘﻤﺮ ﻣﻌﺎﻧﺎة المﺮﴇ أﻳ ًﻀﺎ ﺑﺒﺴﺎﻃ ٍﺔ ﻧﺘﻴﺠ َﺔ
ﻋﺪم إﺟﺮاء اﻷﺑﺤﺎث .ﺗُﻮ ﱢﺿﺢ ورﻗﺔ ﺑﺤﺜﻴﺔ ﻧُﴩت ﰲ أﻏﺴﻄﺲ ﻋﺎم ،٢٠١٣ﰲ وﻗﺖ ﻃﺒﺎﻋﺔ
ﻫﺬا اﻟﻘﺴﻢ ،أﻧﻪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ ﻧﺼﻒ ﻛﻞ اﻟﺘﻮﺻﻴﺎت المﻮﺟﻮدة ﰲ اﻹرﺷﺎدات اﻟﻜﱪى اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ
ﻷﻣﺮاض اﻟﻘﻠﺐ ،ﻻ ﻳﺘﺠﺎوز ﻣﺴﺘﻮى اﻷدﻟﺔ »المﺴﺘﻮى ﺟ« 20.وﻫﺬا ﻣﺴﺘ ًﻮى ﻣﻨﺨﻔﺾ ﺑﺪرﺟ ٍﺔ
ﻫﺎﺋﻠﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ واﺣ ٍﺪ ﻣﻦ أﻫﻢ اﻟﺘﺨﺼﺼﺎت ﰲ اﻟﻄﺐ.
ﰲ ﻳﻮﻟﻴﻮ ﻋﺎم ٢٠١٣ﻛﺘﺐ اﻟﻔﺮﻳﻖ اﻟﺬي ﻳﺪﻳﺮ ﻣﻮﻗﻊ ClinicalTrials.govﻣﻘﺎﻟ ًﺔ
اﻓﺘﺘﺎﺣﻴﺔ ﻣﺆﺛﱢﺮة ﰲ دورﻳﺔ »آﻧﺎﻟﺰ« ﺣﻮل اﻟﴬر اﻟﻨﺎﺟﻢ ﻋﻦ المﺸﻜﻠﺔ المﺴﺘﻤﺮة المﺘﻤﺜﻠﺔ ﰲ
ﺗﺒﺪﻳﻞ اﻟﺘﺠﺎ ِرب ﻟﻨﺘﺎﺋﺠﻬﺎ اﻹﻛﻠﻴﻨﻴﻜﻴﺔ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ 21.ﻓﺤﺼ ْﺖ ورﻗﺔ ﺑﺤﺜﻴﺔ ﺻﺪرت ﰲ اﻟﺸﻬﺮ
اﻟﺴﺎﺑﻖ اﻟﺘﺠﺎ ِرب اﻟﺘﻲ أُﺟﺮﻳﺖ ﻋﲆ اﻟﺠﺮاﺣﺔ ،ووﺟﺪت أن ﻧﺼﻒ اﻟﺘﺠﺎ ِرب ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﺴﺠﻠ ًﺔ
ﻗﺒﻞ أن ﺗﺒﺪأ ،ﰲ ﺣين أن ﻧﺼﻒ ﻛﻞ ﻧﺘﺎﺋﺠﻬﺎ اﻹﻛﻠﻴﻨﻴﻜﻴﺔ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ إﻣﺎ ﺣﺪث ﺗﺒﺪﻳﻞ ﻓﻴﻬﺎ أو
ﺣﺬف أو ﺗﻐﻴير22.
ﺟﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ أن ﻫﺬه اﻷوراق اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ ﻟﻢ ﺗَﻠ َﻖ أي اﻧﺘﺒﺎ ٍه أو ﺗﺮﻛﻴ ٍﺰ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ وﺳﺎﺋﻞ
اﻹﻋﻼم ،وﻳُﺒ ﱢين ﻫﺬا ﺳﺒﺒًﺎ واﺣ ًﺪا واﺿ ًﺤﺎ ﻟﺒﻘﺎء ﻫﺬه المﺸﺎﻛﻞ دون ﺣﻞ .ﻳُﻤﻨﺢ ﺟﻬﺪ واﻫﺘﻤﺎم
ﻛﺒيران ﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻣﻘﺎﻻ ٍت ﺻﺤﻔﻴﺔ ﺗﺘﺤ ﱠﺪث ﻋﻦ » َﺟ ﱠﺮاح ﻓﺎﺳﺪ« واﺣﺪ ،وﻟﻜﻦ ﻣﻤﺎ ﻻ ﺷﻚ ﻓﻴﻪ أن
ﺗﻬﺎوﻧﻨﺎ ﻣﻊ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت المﻌﻴﺒﺔ — اﻟﺘﻲ ﺗُﻘ ﱢﻮض ﰲ اﻟﺨﻔﺎء ﺟﻮدة ﻋﻤﻠﻴﺔ اﺗﺨﺎذ اﻟﻘﺮار اﻹﻛﻠﻴﻨﻴﻜﻲ
ﰲ اﻟﻌﺎ َﻟﻢ ﺑﺄﴎه — ﻳﺆ ﱢدي ﺑﻨﺴﺒﺔ أﻛﱪ ﺑﻜﺜير إﱃ المﻌﺎﻧﺎة والمﻮت اﻟﻠﺬﻳﻦ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺠﻨﱡﺒﻬﻤﺎ
ﻣﻘﺎرﻧ ًﺔ ﺑﺠﺮﻳﻤﺔ أي ﻓﺮ ٍد ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎن .وﻻ ﺗﺤﺼﻞ ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ ﻫﺬه المﺸﻜﻠﺔ إﻻ ﻋﲆ اﻫﺘﻤﺎ ٍم ﻗﻠﻴﻞ
ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم؛ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺘﻄﻠﺐ ﻣﻌﺮﻓ ًﺔ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﺑﺨﻠﻔﻴﺔ ﻣﻮﺿﻮع ﻛﻴﻔﻴﺔ إﻧﺸﺎء اﻷدﻟﺔ
واﺳﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ ،ﻛﻤﺎ أن إﺛﺎرة ﻏﻀﺐ اﻟﺠﻤﺎﻫير ﺣﻴﺎل ﻫﺬا المﻮﺿﻮع ﺗﺘﻄﻠﺐ وﻗﺘًﺎ أﻃﻮل وﺧﻴﺎ ًﻻ
أﻋﻤﻖ ﺑﻜﺜي ٍر ﻣﻦ » َﺟ ﱠﺮاح ﻓﺎﺳﺪ ﻳﺆذي ﻣﺮﻳ ًﻀﺎ«.
اﺳﺘﻤﺮت اﻷﺑﺤﺎث ﻋﻦ اﻟﻨﴩ المﺘﺤﻴﺰ ﻟﻸدﻟﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﺴﻮﻳﻖ ،ﺑﴫف اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ
إﻧﻜﺎر اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﻏير اﻟﻘﺎﺑﻞ ﻟﻠﺘﺼﺪﻳﻖ ﻟﻬﺬا اﻷﻣﺮ .ووﺟﺪ ﺑﺤﺚ أُﺟﺮي ﰲ ﻣﺎﻳﻮ ﻋﺎم ٢٠١٣
388