Page 61 - شرور شركات الأدوية
P. 61
إﺧﻔﺎء ﺑﻴﺎﻧﺎت اﻟﺘﺠﺎ ِرب
) (8ﻛﻴﻒ ﺧﺬ َﻟﻨﺎ ﻣﺮاﻗﺒﻮ اﻷدوﻳﺔ واﻟﺪورﻳﺎت اﻟﻄﺒﻴﺔ؟
ﺣﺘﻰ اﻵن أﺛﺒﺘْﻨﺎ ﻟﻚ أن ﻟﺠﺎن اﻷﺧﻼﻗﻴﺎت اﻟﻄﺒﻴﺔ واﻟﺠﺎﻣﻌﺎت واﻟﻬﻴﺌﺎت المﻬﻨﻴﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ
ﺑﺎﻟﺒﺎﺣﺜين اﻟﻄﺒﻴين ﻗﺪ أﺧﻔﻘﺖ ﺟﻤﻴ ًﻌﺎ ﰲ ﺣﻤﺎﻳﺔ المﺮﴇ ﻣﻦ أﴐار ﺗﺤﻴﱡﺰ اﻟﻨﴩ ،رﻏﻢ أن
ﻋﺪم اﻟﻨﴩ اﻻﻧﺘﻘﺎﺋﻲ ﻟﻠﺒﻴﺎﻧﺎت المﺤﺎ ِﻳﺪة ﻫﻮ ﻗﻀﻴﺔ ﻃﺒﻴﺔ ﺧﻄيرة .ﻧﺤﻦ ﻧﻌﻠﻢ أن ﻫﺬا ﻳُﺸﻮه
وﻳُﻘ ﱢﻮض أ ﱠي ﻗﺮا ٍر ﻳﺘﺨﺬه اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن واﻷﻃﺒﺎء والمﺮﴇ ،وﻳُﻌ ﱢﺮض المﺮﴇ لمﻌﺎﻧﺎ ٍة ﻛﺎن ﻣﻦ
المﻤﻜﻦ ﺗﺠﻨﱡﺒﻬﺎ ،ﺑﻞ وﻟﻠﻮﻓﺎة .وﻫﺬا أﻣﺮ ﺧﻄير ﺑﻤﺎ ﻻ ﻳﻘﺒﻞ اﻟﺠﺪل؛ وﻣﻦ ﺛَ ﱠﻢ ﻓﻤﻦ المﻨﻄﻘﻲ
أن ﻧﺘﺼ ﱠﻮر أن اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت وﻣﺮاﻗﺒﻲ اﻷدوﻳﺔ واﻟﺪورﻳﺎت اﻟﻄﺒﻴﺔ ﺟﻤﻴ ًﻌﺎ ﻗﺪ ﺣﺎوﻟﻮا ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ
ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ ﻫﺬه المﺸﻜﻠﺔ.
ﻧﻌﻢ ،إﻧﻬﻢ ﺣﺎوﻟﻮا ،وﻟﻜﻨﻬﻢ ﻓﺸﻠﻮا! واﻷﺳﻮأ ﻣﻦ ﻫﺬا أﻧﻬﻢ َﻗ ﱠﺪﻣﻮا ﺑﻨﺤ ٍﻮ ﻣﺘﻜﺮر ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ
أن ﻧﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ »اﻹﺻﻼﺣﺎت اﻟﺰاﺋﻔﺔ«؛ إذ رأﻳﻨﺎ ﺗﻐ ﱡيرا ٍت ﻗﻠﻴﻠ ًﺔ ﰲ أﻋﻤﺎل اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ والمﻤﺎرﺳﺔ،
ﺻﺎ َﺣﺒَﻬﺎ ﻗﺪ ٌر ﻛﺒير ﻣﻦ اﻟﺼﺨﺐ اﻹﻋﻼﻣﻲ ،وﺑﻌﺪﻫﺎ ﺣﺪث إ ﱠﻣﺎ ﺗﺠﺎ ُﻫﻞ ﻟﻬﺎ وإﻣﺎ ﺗﺠﺎ ُوز .وﻫﺬه
اﻹﺟﺮاءات ﺑﺜﱠﺖ ﻃﻤﺄﻧﻴﻨ ًﺔ وﻫﻤﻴ ًﺔ ﰲ ﻗﻠﻮب اﻷﻃﺒﺎء واﻷﻛﺎدﻳﻤﻴين وﻋﺎ ﱠﻣ ِﺔ اﻟﻨﺎس ﺑﺄن المﺸﻜﻠﺔ ﻗﺪ
ُﺣﻠﺖ .وﻓﻴﻤﺎ ﻳﲇ ﺑﻴﺎن ﻟﻘﺼﺔ ﻫﺬه اﻹﺻﻼﺣﺎت اﻟﺰاﺋﻔﺔ.
) (9اﻟﺴﺠﻼت
ﻛﺎن أ ﱠول اﻟﺤﻠﻮل المﻘﱰﺣﺔ وأﺑﺴﻄﻬﺎ ﻫﻮ إﻧﺸﺎء ﺳﺠﻼت ﻟﻠﺘﺠﺎرب؛ ﻓﻠﻮ أُﺟﱪ المﺴﺌﻮﻟﻮن ﻋﻦ
اﻟﺘﺠﺎ ِرب ﻋﲆ ﻧﴩ ﺑﺮوﺗﻮﻛﻮل ﻋﻤﻠﻬﻢ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ﻗﺒﻞ أن ﻳﺒﺪءوا اﻟﻌﻤﻞ ،ﻓﺴﻴﻜﻮن ﻟﺪﻳﻨﺎ اﻟﻔﺮﺻﺔ
ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﻟﻠﺮﺟﻮع إﻟﻴﻪ وﻓﺤﺼﻪ لمﻌﺮﻓﺔ ﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧﻮا ﻗﺪ ﻧﴩوا اﻟﺘﺠﺎ ِرب اﻟﺘﻲ أﺟ َﺮ ْوﻫﺎ .وﻫﺬا
أﻣﺮ ﻣﻔﻴﺪ ﺟ ٍّﺪا ﻟﻌﺪ ٍد ﻣﻦ اﻷﺳﺒﺎب؛ ﻓﻬﺬا اﻟﱪوﺗﻮﻛﻮل ﻳﴩح ﺑﺘﻔﺼﻴﻞ ﺗﻘﻨﻲ ﻛﺒير ﻛ ﱠﻞ ﻣﺎ ﺳﻴﻔﻌﻠﻪ
اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن ﰲ ﺗﺠ ِﺮﺑ ٍﺔ ﻣﺎ؛ ﻓﻴﺤﺪد ﻋﺪد المﺮﴇ اﻟﺬﻳﻦ ﺳﻴﴩﻛﻮﻧﻬﻢ ﻓﻴﻬﺎ ،وﻣﻦ أﻳﻦ ﺳﻴﺄﺗﻮن،
وﻛﻴﻒ ﺳﻴُﻘ ﱠﺴﻤﻮن ،وﻧﻮع اﻟﻌﻼج اﻟﺬي ﺳﺘﺤﺼﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﻞ ﻣﺠﻤﻮﻋ ٍﺔ ﻣﻨﻬﻢ ،واﻟﻨﺘﻴﺠﺔ اﻟﺘﻲ
ﺳﺘُﻘﺎس لمﻌﺮﻓﺔ ﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﻌﻼج ﻧﺎﺟ ًﺤﺎ أم ﻻ .وﻫﻜﺬا ﻳﻤﻜﻦ اﺳﺘﺨﺪاﻣﻪ لمﻌﺮﻓﺔ ﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ
اﻟﺘﺠ ِﺮﺑﺔ ﻗﺪ ﺗﻢ ﻧﴩﻫﺎ ،وأﻳ ًﻀﺎ لمﻌﺮﻓﺔ ﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﻃﺮﻗﻬﺎ اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ ﻗﺪ ﺟﺮى ﺗﺸﻮﻳﻬﻬﺎ أﺛﻨﺎء
ﺗﻨﻔﻴﺬﻫﺎ ﺑﻄﺮﻳﻘ ٍﺔ ﺗﺴﻤﺢ ﺑﺘﻀﺨﻴﻢ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ )ﻛﻤﺎ ﺳﻴﺄﺗﻲ ﴍﺣﻪ ﰲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺮاﺑﻊ(.
ﻧُﴩ أ ﱠول ﺑﺤ ٍﺚ ﻛﺒير ﻳﻄﺎﻟﺐ ﺑﻮﺟﻮد ﺳﺠﻞ ﻟﱪوﺗﻮﻛﻮﻻت اﻟﻌﻤﻞ ﰲ اﻟﺘﺠﺎ ِرب اﻹﻛﻠﻴﻨﻴﻜﻴﺔ ﰲ
ﻋﺎم 55،١٩٨٦وﺗﺒﻌﻪ َﺳﻴﻞ ﻣﻦ اﻷﺑﺤﺎث ﰲ ﻫﺬا اﻻﺗﺠﺎه؛ ﻓﻔﻲ ﻋﺎم ١٩٩٠ﻧﴩ إﻳﺎن ﺗﺸﺎلمﺮز
)وﻳﻤﻜﻦ إ ْن ﺷﺌﺖ أ ْن ﺗُﺴ ﱢﻤﻴﻪ اﻟﺴير إﻳﺎن ﺗﺸﺎلمﺮز(† ﺑﺤﺜًﺎ ﻛﻼﺳﻴﻜﻴٍّﺎ ﻋﻨﻮاﻧﻪ» :ﻋﺪم ﻧﴩ
61