Page 31 - LEGAL CULTURE
P. 31
تتضح قيمة الإنسان من مواقف السيد المسيح الذى
عبر عن محبة الله للإنسان وعن قيمته الغالية ج ًدا
...ففى الموعظة على الجبل تحدث السيد المسيح عن
الله هو خالق الإنسان وهو الذى عناية الله الإنسان وإن كان الله يهتم بجميع خليقته
فكم تكون عنايته بالإنسان تاج الخليقة« :انظروا إلى وهبه الحياة ،وهو الذى يقرر متى
طيور السماء :إنها لا تزرع ولا تحصد ولا تجمع إلى يغادر الإنسان هذا العالم ،لذلك
مخازن وأبوكم السماوى يقوتها .ألستم أنتم بالحرى رفض الله أول جريمة عرفها التاريخ
عندما امتدت يد الأخ لتقتل أخاه، أفضل منها؟» .وفى كثير جميع المواقف والمعجزات
وعاقبه باللعنة والتيه مدى الحياة كـان السيد المسيح يهتم بالإنسان وتـقـديم الخير
والرحمة للبشر.
حقوق الإنسان
حين خلق الإنسان وهب الله حقو ًقا ليتمتع بها فى
ا ْ َل َيا َة َوا ْل َـ ْو َت .ا ْل َب َر َك َة َواللَّ ْع َنةََ .فا ْخ َت ِر ا ْ َل َيا َة ِلكَ ْي رحلة حياته ،نذكر منها:
َ ْت َيا َأ ْن َت َو َن ْسلُ َك» .وأي ًضا يذكر الكتاب أن الله يقدم حق الحياة
الوصايا والأحكام وأن من يتبعها يحيا بها« :أحكامى الله هو خالق الإنسان وهو الذى وهبه الحياة ،وهو
الذى يقرر متى يغادر الإنسان هذا العالم ،لذلك رفض تعملون وفرائضى تحفظون لتسلكوا فيها .أنا الرب
الله أول جريمة عرفها التاريخ عندما امتدت يد الأخ إلهكم .فتحفظون فرائضى وأحكامى التى إذا فعلها
ِااَودَْلليإُلنكَناكَأُِفَنسْماُار َوونِلَعَنايََِيب ٌلِحددييَأا َمِْنعابُ»بهُ.ادَع َ.ب َمْأدانُ َاتت ْعا ُلب َُورَدولب َن»َأ ْنَُ .وتَ ْفمل أَى َْعن ُاات ِلب ْم ُقدروَعآاَنِبن َُ :دماو« َُقنأَ ْ ْلعَمُباَي ُادَأ َأَْلعُّيُبكَُهُ ْمدا لتقتل أخاه ،وعاقبه باللعنة والتيه مدى الحياة« :وكلم
إلا أن حرية شخص لا تلغى أو تحد من حرية قايين هابيل أخاه .وحدث إذ كانا فى الحقل أن قابيل
قام على هابيل أخيه وقتله .فقال الرب لقابيل« :أين
هابيل أخوك؟» فقال« :لا اعلم! أحارس أنا لأخي؟»
فقال« :ماذا فعلت؟ صوت دم أخيك صارخ إلى من
الأرض .فالآن ملعون أنت من الأرض التى فتحت فاها آخر ،أو تجور على حقوق الآخرين وإلا تبدلت إلى
نوع من ممارسات الظلم والعدوان .لذلك قيل« :إن لتقبل دم أخيك من يدك».
ثم جاءت القوانين والشرائع التى أمر بها الله
حريتك تنتهى عند بَدء حرية الآخـر» .وهكذا فإن لتحرم القتل« :لا تقتل» ،أما جزاء من يسلب إنسا ًنا
الحرية هى حرية منضبطة ....مثل النهر ...تنساب
حق الحياة فهو الموت ،فقد قيل« :من ضرب إنسا ًنا فيه المياه ولكن بشكل منضبط بين ضفتين ...فهى
متحركة بشكل منضبط ...أي ًضا الحرية بها التزام فمات يقتل قت ًل» ،وأي ًضا« :وإذا أمات أحد إنسانا فإنه
مثل إشارات المرور مع كل لون يوجد التزام محدد يقتل» .كما قيل« :وإذا بغى إنسان على صاحبه ليقتله
بغدر فمن عند مذبحى تأخذه للموت .».و» من قتل ...وهكذا الحرية لها التزامها.
أي ًضا الحرية يتبعها نتيجة مهمة ج ًّدا: َاُتي َنبَق ُّارِوستوالُف ًنوُهاىُكْمي ْماقَولُتتإِفْلق.سىـِ»س.ااُطلمِّوداْي ِ«إ ِ:نَل ْي ِهَو﴿ََلْمـلِْإم ََّين ُْيناَه ْخلارُِكلَّ ُمُُيجواِح ُكلمُّبلَُّ
أن كل إنسان سوف يحا َسب عن جميع أمور حياته َل ْم َعـ ِن ا َّلـ ِذيـ َن
من أفعال واختيارات .إن الحياة مسؤولية كبيرة ملقاة َأن ا ِّمْل ُ ْقن ِِسد َي ِـطايِر َنُكـ﴾ْم.
على عاتق الإنسان وفى ذات الوقت لديه الحرية فى بل
لا يحق للإنسان أن يقدم على قتل نفسه «الانتحار» ،اختيار المبادئ التى يعيش بها فى الحياة ،والأساليب
والـوسـائـل التى يستخدمها .وفـى مقابل الحرية وإن فعل ذلك يفقد الحياة الأبدية ويهلك.
حق الحرية
مسؤولية ،فيذكر الكتاب« :الذى سيجازى كل واحد
حق آخر وهبه الله للإنسان وهو حرية؛ والله حسب أعماله ،».و»لأنـه يجازى الانسان على فعله
وينيل الرجل كطريقه ،».وأي ًضا« :ولك يا رب الرحمة -تبارك اسمه – أول من قدر واحترم حرية الإنسان
لأنك أنت تجازى الإنسان كعمله» .كما نجد« :لأن الله فنرى آدم يخطئ ،أما البشر فنرى أن الله لم يجبرهم
على عبادته بل قدم لهم طريق الخير من خلال طاعة يحضر كل عمل إلى الدينونة على كل خفى إن كان
عينى أمام الانسان طرق وأي ًضا»« :لأن أووهوشيًراز»ن. الخير ًراب الوصايا الدينية وترك له «حرية الاعتقاد» التى هى
كل سبله.». َعلاقة شخصية بين الإنسان والله ،فيقول «الكتاب»« :
حق العدالة أشهد عليكم اليوم السماء والأرضَ .ق ْد َج َعلْ ُت ُق َّدا َم َك
العدل هو أحد صفات الله؛ فالله عـادل وعدله
ِص ِّدي ٌق َج ْو َر ِفي ِه. فيذكر الكتابِ« :إٰل ُه َأ َما َن ٍة لاَ مطلق،
كما أن ا ْل َعا ِد ُل»، ُه َو ».وأي ًضا« :ال َّر ُّب ال َّد َّيا ُن َو َعـا ِد ٌل
اَيَوولاأـكُليعوـ ُنًَّدضضَ،ابل:الأَ َّنُو«با ََعكلـ َاححـِـدـَحْو ٌَللكقـَ ُْهمأَْ .نهـَتام ْلَاتـه َعـأَأك ُّْيدَذسهـاُالـا.اَ.وْلا»سْكَ.ا ِ َئولـحـ ُنه ُّكقكمَواذَقَّلااــالأِلذِعهمـ:ىَرد ُةا«َكالاللُكـَنه ْرَّسبـَوِاسالِّيََّلحـِعـه ِاذ.د» ُىل،ب
َِااببتِفتْللاَيهُْلوحاىنهَبُرَُلاجوَيٰذلاِّوِلقأِْبفه ُمََوكشبَُرِحفْْرجِابَقَْيلىهاو َْولبِفإاَاعْقْعْنْقلِْلديَِقَتْن ِسضرلاَهٍََسقضَونكاامااِِْئِءِانِفلل.للَاًبىْحََّ:وِنلع َألدَاساِخاْلعَّْضسيصَِوقنَِِ،اهغمهي﴾ُفعَ.ض.يِرَوو»ااَن.قَء ِزوَكِبَويالِيللْْللنَِ:هيِهكَ ِ.«.بِإ»ي َصولأَرِْخاَ«« ََمواَِ.تتلَْرت ْقكنُْوسُأْترم َيُظآم ُقُُرَعون ًاو»ضواَ:اْقضَن:اَِ.تإُ﴿ضَِل«إكُللو َّْماىاانَ
وهكذا يكون العدل حق من حقوق الإنسان وفى
الجانب الآخر واجب عليه أن يكون عادًل مع الآخرين،
وأتذكر مقولة للأستاذ الدكتور محمود حمدى زقزوق
رحمه الله« :ينبغى أن ُيح ِّرم الإنسان الظلم على نفسه
كما ح َّرمه الله على نفسه ،وإذا لم يفعل فإنه يكون قد
خان مسؤولية خلافته فى الأرض؛ تلك الخلافة التى
ِِألبِفلْكيََحمَهدَْماهلِِدائ َماكََكلِ ْةنقَوِإُنرُِيّنَآقْف ِّىند ِسفُُ َدجسىا َل ِِعفم ٌَينكلاَه َقاِفاسبَلَىوةَِيإ ِاّنْْخسلَلىِْفرْ َأق ُكْاع ِللَضإاُمنل ََِّخمدِسلا َاميَاَنفلَءً :ة َت( َْعو ََقولََنِإا ُ ُلمذْْحوواَقُنَنا)َأ َلُ.نَ َرَْوتس ُبَِّّمبع َُُنحلك
يناير 2024 هنا أصبح للإنسان دور و واجب لا يمكنه الفرار منه
إذ هو واجب إنسانى وروحي؛ بدافعه يسعى لتحقيق
العدل على الأرض وأينما ُوجد َب َشر؛ فيقول الكتاب
عن وصية الله لإبراهيم« :لأنى عرف ُته لكى يوصى
بنيه وبيته ِمن بعده أن يحفظوا طريق الرب ،ليعملوا
31