Page 33 - LEGAL CULTURE
P. 33

‫النفسية للإنسان مثل حاجته للهواء والماء والطعام‪ .‬كنا نتحدث عن الحياة‪ ،‬فنحن نرفض أن ُتغتال سعادة إنسان أو براءته أو‬
            ‫حقه فى الحياة؛ فكل منا قد ُوجد من أجل تكميل تلك الصورة الجميلة‬                                                                             ‫ونحن نحترم بعضنا لأننا جمي ًعا نحمل سمات‬
            ‫ملامحها‪ .‬إن‬  ‫أوجكندهتاتالرغخالبق‪،‬ح ًّقفالافتىحاالوحليـاأنة‪ ،‬فتلاال تمظخللوم‪،‬ق ـولأانت تقغسيرو‪،‬مولنا‬  ‫التى‬                                  ‫الإنسانية اللى خلقنا الله عليها‪ .‬وهكذا احترام كل منا‬
            ‫ُتتعب البشر‬                                                                                                                                ‫لآخر هو احترام لعمل الله وخليقته بغض الاختلاف‬
                                                                                                                                                       ‫معهم‪ .‬والاحترام لهو دليل على حسن الخلق والأدب‪،‬‬
                                                                                                                                                       ‫وهذا ما عبرت عنه الأديان‪ ،‬فقد اهتمت جميع الأديان‬
                                                                                                                                                       ‫السماوية باحترام الإنسان وذلك لأن هذه القيمة هى‬
                                                                                                                                                       ‫التى تجعل للإنسان قدر فى المجتمع وهى من تساعده‬
                                                                                                                                                       ‫على تقوية علاقته بالآخرين من حوله وهو ما يؤدى‬
                                                                                                                                                       ‫إلى نشر الحب وتقدم المجتمع وتطوره‪.‬‬
                                                                                                                                                                                         ‫ففى المسيحية‪:‬‬
                                                                                                                                                       ‫لاَ َتت ْرأ ِمخ ِره‪.‬بتام ْح َفس ْظك ُهال َفإ ِإن َّن ُهسان ُه َوبـال َأح َيدا ُتب‪َ:‬ك»«؛ َ َتأ َّنس ْيكر ِبـغالبأَ َدف ِبى‪،‬‬
                                                                                                                                                       ‫اانلقأَحت َدنوا ِءبا‪،‬قاتلَنوأاأُئدذُ َنه ْ‪:‬يب َ«ِكواا ِْقلإأََلتِخىـا ْ َكِال َلَقم َّاقا ِتَوللحاَا ْل ََتسِْعبن ِرْعة َُ‪:‬فه ِ‪،‬ة»« َ‪.‬وَوا ْ ِّجوــألِ ْيهكْ َ ًمضَقالةَْ َباَو َلاكلأَِسإَدَلع َبىى‬
                                                                                                                                                       ‫َوا ْل َف ْه َم‪ ».‬كما قال السيد المسيح عن احترام الآخرين‪:‬‬
                                                                                                                                                       ‫«من قال لأخيه رقا يكون مستوجب المجمع‪ .‬ومن قال‬
                                                                                                                                                       ‫ااييِْمماللَعْطنلَِّْلأما ِرلِحلبَحآ»ْن ْ‪.‬مو ِاخل َلتقوربَأيكيَيلع ُنهكدَ‪،‬ف ًْضواماوْنععاَوم َلنُعمفْسواتمفس َلُكعتخْْتننظ ُدههاحاَتًْممقمظابةاَفَوألالناكّظ ْالساسًللَرتقاولْغمَغِِفلببجا ْير‪:‬لهلن ََّلطظ«مُييهَف»‪ِْ:‬امب‪ْ .‬لبَ«مَقَواَوولْعفُقَنشِرَبواىدُلِوَْحوـاْراالَللمْنُـهِإلٍَفحلْةمَّنسدا ُّلِيِضفماو َِىاسثنم‬
                                                                                                                                                                                                        ‫ُح ْس ًنا»‪.‬‬
                                                                                                                                                       ‫أتذكر كلمات مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث‬

                                                                                                                                                                                         ‫عن الاحترام فكتب يقول‪:‬‬
                                                                                                                                                                                         ‫احترم غيرك‪ ،‬يحترمك غيرك‪.‬‬
                                                                                                                                                       ‫أمًيثالكاك‪،‬نإن ِس ّنساه‪،‬ن‪.‬وأ ًيا‬  ‫احترم غيرك‪ ،‬احترا ًما لإنسانيته‪،‬‬
                                                                                                                                                                                         ‫كان مركزه ووضعه فى المجتمع‪ ،‬فهو‬
                                                                                                                                                       ‫أوأودخايل ًرإاشارة إلى تعبير «ازدواجية المعايير‪ ،‬أو الكيل‬
                                                                                                                                                       ‫بمكيالين والـذى يشير إلى أى مجموعة من المبادئ‬
                                                                                                                                                       ‫التى تتضمن أحكاما مختلفة لمجموعة من الناس‬
                                                                                                                                                       ‫بالمقارنة مع مجموعة أخـرى‪ .‬إلا أنه علينا إدراك‬
                                                                                                                                                       ‫أنـه لا توجد معايير مزدوجة عند الله‪ ،‬بمعنى أن‬
                                                                                                                                                       ‫أحكام الله أحكام حق وعادلة فيذكر الكتاب أن الله‬
                                                                                                                                                       ‫لا يحابي‪« :‬الذى لا يحابى بوجوه الرؤساء ولا يعتبر‬
                                                                                                                                                       ‫موسعا دون فقير‪.‬لانهم جميعهم عمل يديه‪ .».‬أي ًضا‬
                                                                                                                                                       ‫أوصى الملك يهوشافاط القضاة‪« :‬والآن لتكن هيبة‬
                                                                                                                                                       ‫الرب عليكم‪ .‬احـذروا وافعلوا‪ .‬لأنه ليس عند الرب‬
            ‫خطاهم عند الأحـرف والكلمات هم كالذين يقفون‬                                                               ‫وختاما‬                            ‫إلهنا ظلم ولا محاباة ولا ارتشاء»‪ .‬ويقول سليمان‬
                                                                                                   ‫إذ كنا نتحدث عن الحياة‪ ،‬فنحن إنما نغوص فى‬           ‫الحكيم‪« :‬هذه أيضا للحكماء‪---‬محاباة الوجوه فى‬
            ‫على شاطئ الحياة دون الإبحار فيه ف َتض َحى أيامهم‬                                       ‫أعماق معانى الخير والبركات التى وهبها الله ـ تبارك‬  ‫الحكم ليست صالحة‪ .».‬كما ذكر أي ًضا‪« :‬لأن ليس‬
            ‫كمن جاؤوا وم َضوا دون أن ُيدركوا معنى ما ُوهب لهم‬                                      ‫اسمه ـ للإنسان لكى ما يعيش فى كرامة إنسانية تليق‬    ‫عند الله محاباة»‪ .‬ويقول أي ًضا‪« :‬وأما الظالم فسينال‬
                                                                                                                                                       ‫ما ظلم به‪ ،‬وليس محاباة»‪ .‬كما أن المعايير المزدوجة‬
                               ‫من حياة‪ ،‬أو دون أن يعيشوها‪.‬‬                                                                            ‫به كخليقته‪.‬‬      ‫هى مكرهة لدى الله‪ ،‬لذلك جاءت الوصية للإنسان‬
            ‫وإذ كنا نتحدث عن الحياة‪ ،‬فنحن نرفض أن ُتغتال‬                                           ‫إذ كنا نتحدث عن الحياة‪ ،‬فنحن نرفع من شأن‬            ‫أن يسلك بدون محاباة‪« :‬لا تعمل شيئا بمحاباة»‪ .‬إن‬
            ‫سعادة إنسان أو براءته أو حقه فى الحياة؛ فكل منا‬                                        ‫المحبة التى عرفها الإنسان‪ ،‬وتعلَّم أول أحرفها من‬    ‫الله لا يقبل المحاباة فى الحكم أو التعامل‪ ،‬أو «الوزن‬
            ‫قد ُوجد من أجل تكميل تلك الصورة الجميلة التى‬                                           ‫الله‪ ،‬عندما خلق الإنسان من أجل إسعاده‪ ،‬ولأ ْن يكون‬  ‫بمكيالين» إذ يقول‪« :‬معيار فمعيار مكيال فمكيال‬
            ‫أوجدها الخالق‪ ،‬فلا تحاول ـ أنت المخلوق ـ أن تغير‬                                       ‫تاج الخليقة وخليفته على الأرض من أجل إعمارها‪،‬‬       ‫كلاهما مكرهة عند الرب»‪ .‬فإن كان الغش فى البيع‬
            ‫من ملامحها‪ .‬إن كنت ترغب ح ًّقا فى الحياة‪ ،‬فلا‬                                          ‫بالحب والتكامل‪ ،‬دون النظر فى تنوع اللون أو الدين‬    ‫والشراء مكروه عند الله إذ يقول‪« :‬لا يكن لك فى‬
            ‫ولعانهتمق أستوع‪،‬ابولهام ُتتوآعلابماهلبم‪،‬شور‪،‬حبينلئ ُكذنتنجسدي ًمأان ركقيق ًقدا‬  ‫تظلم‪،‬‬  ‫أو الجنس أو العرق؛ فإن الجميع بشر قد أحبهم الله‬     ‫كيسك أوزان مختلفة كبيرة وصغيرة‪ .‬لا يكن لك فى‬
                                                                                            ‫يحمل‬   ‫وخلقهم فى محبته من أجل الحياة‪ ،‬وهو الوحيد ـ‬         ‫بيتك مكاييل مختلفة كبيرة وصغيرة‪ .‬وزن صحيح‬
            ‫عشت ح ًّقا حياة رائعة‪ ،‬والأروع من ٰذلك أنك تنعم‬                                        ‫جل شأنه ـ من له حق محاسبة كل إنسان عما قدمه‬         ‫وحق يكون لك ومكيال صحيح وحق يكون لك لكى‬
            ‫بالسعادة الحقة على الأرض وفى السماء‪.‬‬                                                                                                       ‫تطول أيامك على الأرض التى يعطيك الرب إلهك‪.‬‬
            ‫الحديث عن الحياة هو حديث لا ينتهي‪،‬‬                                                                                         ‫فى حياته‪.‬‬       ‫لأن كل من عمل ذلك كل من عمل غشا مكروه لدى‬
                 ‫وٰلكننى أتوقف عند تلك الكلمات‪:‬‬                                                    ‫وإذ كنا نتحدث عن الحياة‪ ،‬فنحن نر ُِسم بالكلمات‬      ‫الرب إلهك‪ .».‬فكم يكون الأمر عند الحكم على البشر‬
            ‫الحياة رحلة يسير كل منا على ُدروبها‬                                                    ‫معنى السلام؛ وواجبنا أن نقدم تلك الكلمات فى‬
            ‫ربما خطواتك تتعرض للتعثر أو التوقف‬                                                     ‫أعمال ظاهرة وواضحة تسعى بالخير نحو الجميع‪،‬‬                                   ‫والمعاملات الإنسانية؟!!‬
            ‫تؤازرك أضواؤها وتغشاك ظلمتها أزما ًنا وأيا ًما‬                                         ‫بأن تكون لنا أي ٍد ممتدة لتس ُند الآخرين؛ فمن تقف‬
                 ‫ٰلكن تذ َّكر فى مسيرة دربك أنك إنسان!!‬
            ‫وهب لك الله القدير كل لحظة للحياة‬
            ‫لم ُتخلق من أجل موت بل للحياة‬
            ‫لم ُتخلق من أجل ظلم أو إهانة بل لتنعم بالسلام‬
                       ‫فتعلَّم يا صديقى كيف تصبح إنسا ًنا!!‬
‫يناير ‪2024‬‬  ‫إن للتيه ثم ًنا قد يكون معنى الوجود فإن فقدت‬                                           ‫كنا نتحدث عن الحياة‪ ،‬فنحن نرفض أن ُتغتال سعادة إنسان أو براءته أو‬
                                                                                                   ‫حقه فى الحياة؛ فكل منا قد ُوجد من أجل تكميل تلك الصورة الجميلة‬
                                               ‫الدرب يو ًما‬                                        ‫ملامحها‪ .‬إن‬  ‫أوجكندهتاتالرغخالبق‪،‬ح ًّقفالافتىحاالوحليـاأنة‪ ،‬فتلاال تمظخللوم‪،‬ق ـولأانت تقغسيرو‪،‬مولنا‬  ‫التى‬
            ‫وف ُعسدتمسرضي ًىعاأيكاممانا ُخفلنقرتحلسلامئل ًرااقابةالمرحبباةلععبلاىد ال ُّدروب‬       ‫ُتتعب البشر‬
            ‫تتقدمنا رحلة أيامنا وما ج َنينا فيها من ثمار‬
             ‫لتكُن لك ثمار الحياة فأنت قد ُخلقت للحياة‬

‫‪33‬‬
   28   29   30   31   32   33   34   35   36   37   38