Page 35 - LEGAL CULTURE
P. 35

‫الوطنى‪ ،‬وتوسيع مجال الحـوار للجادين والقادرين‬        ‫عد مبادرة «حياة كريمة» من المبادرات المجتمعية بمفهومها الخدمى‬
            ‫على قـراءة الواقع‪ ،‬والاستفادة من تجربة السنوات‬       ‫الكامل‪ ،‬حيث استهدفت توفير حياة أفضل للمواطنين ‪ ،‬فقد راعت حقوق‬
                                                                 ‫الإنسان بكل أبعادها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وعلى رأسها‬
                                                  ‫الماضية‪.‬‬       ‫الاهتمام بالحق فى الحياة وتحسين جوانب المعيشة‪ ، ،‬إذ تجسد المبادرة‬
            ‫الحوار الوطني‪ -:‬جاءت دعوة الرئيس عبدالفتاح‬           ‫رؤية الدولة للعدالة الاجتماعية‬
            ‫السيسى إلـى «حـوار سياسى حـول أولـويـات العمل‬
            ‫الوطنى»‪ ،‬الذى تم التوافق من جانب القوى السياسية‬                               ‫والاجتماعية والثقافية‪.‬‬     ‫الجمهورية فى ‪ 2021‬الاستراتيجية الوطنية لحقوق‬
            ‫على وصفه « بالحوار الوطني»‪ ،‬فى أبريل ‪،2022‬‬           ‫فى مجال حرية الدين والمعتقد أصـدرت الدولة‬           ‫الإنسان‪ ،‬وأصبحت هذه الاستراتيجية بمثابة خطة‬
            ‫أثناء حفل إفطار الأسرة المصرية‪ .‬وقد بدء الحوار‬       ‫قـانـون لبناء الكنائس فـى ‪ 2016‬يـذلـل العقبات‬       ‫وطنية لتعزيز حقوق الانسان بمفهومها الشامل خلال‬
            ‫الوطنى فعليا فى ‪ ،2023‬حيث ناقش الحوار القضايا‬        ‫والإجــــراءات المطلوبة لإنشائها فـى هـذا الصدد‪،‬‬
            ‫السياسية والاقتصادية والمجتمعية‪ ،‬محاولا إيجاد‬        ‫وسمح القانون بتقنين أوضاع الكنائس المبنية بدون‬                           ‫‪ 5‬سنوات (‪.)2026 – 2021‬‬
            ‫حلول لها‪ ،‬ثم رفع نتائج الحوار إلى رئيس الجمهورية‬     ‫ترخيص وبالفعل تم توفيق أوضـاع أكثر من ‪2000‬‬          ‫وشهد إعداد هذه الاستراتيجية عملية تشاورية‬
            ‫لتحويل التوصيات والمـخـرجـات الناتجة عنه إما‬         ‫كنيسة ومبنى تابع‪ .‬ودعـى الرئيس أيضا لتجديد‬          ‫واسعة النطاق ضمت كلا من المجلس القومى لحقوق‬
            ‫إلى سياسات وقـرارات تنفيذية‪ ،‬أو إلى مشروعات‬          ‫الخطاب الدينى ومراجعة المناهج بالمنشآت التعليمية‬    ‫الإنسان والبرلمان والمجتمع المدنى بما فى ذلك المنظمة‬
                                                                 ‫الإسلامية لنبذ الأفكار المتطرفة وبالفعل بذل الأزهر‬  ‫المصرية لحقوق الإنسان‪ ،‬وأغلب ما أبـداه المجتمع‬
                        ‫قوانين‪ ،‬بحسب طبيعة هذه المخرجات‪.‬‬         ‫جهد كبير فى هذا الصدد‪ .‬ما قامت به الدولة من‬         ‫المدنى من ملاحظات وقدمه من مقترحات قد تم‬
            ‫حـيـاة كـريمـة‪ -:‬تعد مـبـادرة «حـيـاة كـريمـة» من‬    ‫خطوات يعزز الحق فى حرية المعتقد المكفول بموجب‬       ‫تضمينه فى نص الوثيقة‪ .‬ووضعت الاستراتيجية‬
            ‫المبادرات المجتمعية بمفهومها الخدمى الكامل‪ ،‬حيث‬                                                          ‫نتائج مستهدفة طموحة تحت بند الحقوق المدنية‬
            ‫استهدفت توفير حياة أفضل للمواطنين ‪ ،‬فقد راعت‬                   ‫الدستور وشرعة حقوق الإنسان الدولية‪.‬‬       ‫والسياسية والحـقـوق الاقـتـصـاديـة والاجتماعية‬
            ‫حقوق الإنسان بكل أبعادها الاقتصادية والسياسية‬        ‫تفعيل لجنة العفو الرئاسى‪ ،‬التى بـدأت عملها‬          ‫والثقافية وحقوق المرأة والطفل والشباب وكبار السن‬
            ‫والاجتماعية وعلى رأسها الاهتمام بالحق فى الحياة‬      ‫منذ إبريل ‪ ،2022‬وخـرج المـئـات‪ ،‬سـواء بقرار من‬      ‫والأشخاص ذوى الإعاقة وبناء القدرات فى مجال‬
            ‫وتحسين جوانب المعيشة‪ ، ،‬إذ تجسد المبادرة رؤية‬        ‫النيابة العامة أو بـقـرارات رئاسية وجهد اللجنة‬      ‫حقوق الإنسان‪ .‬بعد مرور عامين حققت الحكومة‬
                                                                 ‫فى إعـادة دمـج المفرج عنهم فى المجتمع‪ ،‬ومتابعة‬      ‫بعد النجاحات من حيث تحقيق النتائج المستهدفة‬
                                  ‫الدولة للعدالة الاجتماعية‪.‬‬     ‫عودتهم لحياتهم وأعمالهم‪ ،‬بما يؤكد إصرار الدولة‬      ‫ولكن لا يزال هناك الكثير من الأهداف فى انتظار‬
            ‫بعد أن تدهورت حالتها وتراجعت ثلاثين عاما‪،‬‬            ‫على السير باتجاه توسيع المشاركة وتدعيم الحوار‬
            ‫فالمبادرة تتضمن فى جوهرها إنقاذ ملايين المصريين‬                                                                                                ‫التحقق‪.‬‬
            ‫من الحاجة والفقر‪ ،‬وتمكينهم من مواجهة أعباء‬                                                               ‫‪ ،2030‬تم إطلاق «استراتيجية التنمية المستدامة‬
            ‫الحياة بعيدا عن الآثار السلبية التى يخلفها الفقرعلى‬                                                      ‫«رؤية مصر ‪ »2030‬والتى تقوم على إعمال الحقوق‬
                                                                                                                     ‫الأساسية للإنسان باعتباره محور العملية التنموية‪،‬‬
                                             ‫بعض الفئات‪.‬‬                                                             ‫وتسعى إلى تحقيق التنمية الشاملة من خلال بناء‬
            ‫تكافل وكـرامـة و‪ 100‬مليون صـحـة‪ -:‬توسعت‬                                                                  ‫مجتمع عادل يتميز بالمساواة والتوزيع العادل لفوائد‬
            ‫الدولة فى مفهوم الحماية بمفهومها الشامل‪ ،‬فلا‬                                                             ‫التنمية وتحقيق أعلى درجـات الانـدمـاج المجتمعى‬
            ‫تكون قاصرة على الحقوق السياسية فقط بل تمتد‬
            ‫أيضاً للحقوق الاقتصادية والاجتماعية عبر سلسلة‬                                                                         ‫لكافة الفئات وتعزيز مبادئ الحوكمة‪.‬‬
            ‫المـبـادرات التى انـحـازت فيها للفقراء ومـحـدودى‬                                                         ‫إعادة تشكيل المجلس القومى لحقوق الإنسان عن‬

                  ‫الدخل على نحو لم تعرفه مصر من ذى قبل‪.‬‬                                                                             ‫طريق مجلس النواب برئاسة سيدة‬
            ‫حيث وفـرت مساعدات نقدية (تكافل وكرامة )‬                                                                  ‫فى عـام ‪ 2021‬قـرر السيد الرئيس عـدم تمديد‬
            ‫للأسر الفقيرة والمـرأة المعيلة وسط حوافز لحثهم‬                                                           ‫حالة الطوارئ بعد تراجع مخاطر الإرهـاب وانتهاء‬
                                                                                                                     ‫مظاهر الانفلات الأمني‪ .‬رفع حالة الطوارئ أزال‬
                                         ‫على تعليم أبنائهم‪.‬‬                                                          ‫الكثير من القيود التى كانت تؤثر سلباً على حالة‬
            ‫كفلت العلاج الأساسى للمواطنين عبر مبادرات‬                                                                ‫حقوق الإنسان فى مصر‪ .‬بالتأكيد رفع حالة الطوارئ‬
            ‫عـدة من بينها ‪ 100‬مليون صحة والكشف المبكر‬                                                                ‫خطوة ساهمت فى تعزيز الحقوق المدنية والسياسية‬
            ‫عن العديد من الأمــراض مثل السرطان والقضاء‬
            ‫على فيروس سي» والعديد من الأمـراض وامتدت‬                                                                                                     ‫والحريات‪.‬‬
            ‫إلى إنشاء منظومة تأمين صحى شامل تم البدء فى‬                                                              ‫‪ 2022‬عـام المجتمع المـدنـي‪ ،‬والــذى يعد مرحلة‬
            ‫تطبيقه بالفعل بعدد من المحافظات تمهيداً لتطبيقه‬                                                          ‫جـديـدة فـى تعزيز التكامل والـتـعـاون بـن الـدولـة‬
                                                                                                                     ‫والمجتمع المدني‪ ،‬بحيث يغطى كافة المجالات التنمية‪.‬‬
                                      ‫فى جميع أنحاء مصر‬                                                              ‫تعزيز وتمـكـن المـــرأة المـصـريـة وحصولها على‬
            ‫الدولة حرصت مؤخرا على إنهاء حالة الجمود التى‬                                                             ‫حقوقها كاملة‪ ،‬عبر العديد مـن الامـتـيـازات غير‬
            ‫أصابتها حيال الآليات الدولية والإقليمية ذات الصلة‬                                                        ‫المسبوقة‪ ،‬فقد هـدت لها الطريق لمشاركة واسعة‬
            ‫بحقوق الإنسان وبدأت فى التفاعل معها بشكل بناء‪.‬‬                                                           ‫النطاق فى كافة القطاعات الاقتصادية والسياسية‬
            ‫ففى عامى ‪ 2014‬و‪ 2019‬سلمت الدولة تقاريرها‬
‫يناير ‪2024‬‬  ‫الدورية الوطنية لآلية الاستعراض الدورى الشامل‬        ‫فى مجال حرية الدين والمعتقد أصدرت الدولة قانون لبناء الكنائس فى‬
            ‫التابعة لمجلس حقوق الإنسان الأممى وقبلت أعلب ما‬      ‫‪ 2016‬يذلل العقبات والإجراءات المطلوبة لإنشائها فى هذا الصدد‪ ،‬وسمح‬
            ‫تلقت من توصيات‪ .‬وفى عام ‪ 2019‬استضافت مصر‬             ‫القانون بتقنين أوضاع الكنائس المبنية بدون ترخيص وبالفعل تم توفيق‬
            ‫الدورة ‪ 64‬للجنة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب‬      ‫أوضاع أكثر من ‪ 2000‬كنيسة ومبنى تابع‪ .‬ودعى الرئيس أيضا لتجديد‬
            ‫خلال الدورة سلمت تقريرها الوطنى الخاص بالميثاق‬       ‫الخطاب الدينى ومراجعة المناهج بالمنشآت التعليمية الإسلامية لنبذ‬
            ‫الأفـريـقـى لحـقـوق الإنـسـان والـشـعـوب بعد سنين‬    ‫الأفكار المتطرفة وبالفعل بذل الأزهر جهد كبير فى هذا الصدد‬
            ‫طويلة من التوقف‪ .‬وكان الحال ذاته بالنسبة للجنة‬
            ‫الأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان ولجنة الأمم‬
            ‫المتحدة لمناهضة التعذيب المختصتان بكل من العهد‬
            ‫الدولى للحقوق المدنية والسياسية واتفاقية مناهضة‬
            ‫التعذيب‪ ،‬سلمت مصر تقريريها الوطنيين لهاتان‬
            ‫اللجنتين فى ‪ 2022‬و‪ 2023‬بعد ‪ 20‬عام من التوقف‪.‬‬
            ‫وفـى ضـوء ذلــك‪ ،‬مـا تم رصــده نجـد إن الـدولـة‬
            ‫المـصـريـة لديها إرادة سياسية حقيقة نحو دعم‬
            ‫وتطوير حقوق الإنسان‪ ،‬أخذه فى اعتبارها المجتمع‬
            ‫المدنى كشريكاً أساسياً وفعلياً فى عملية التنمية‬
            ‫المستدامة وتطوير الذاتى فى مجال حقوق الإنسان‬

                  ‫مع مؤسسات الدولة ضمن رؤية مصر ‪.2030‬‬
            ‫ومــع ذلــك لا تـــزال هـنـاك الـعـديـد مـن الملفات‬
            ‫الحقوقية التى تعانى من قصور حاد يستدعى اتخاذ‬
            ‫إجـــراءات وتدابير فعالة لمعالجتها‪ ،‬مثل إشكالية‬
            ‫الحبس الاحتياطي‪ ،‬مناهضة التعذيب‪ ،‬علاوة على‬
             ‫الإصلاح التشريعى من أجل حماية الرأى والتعبير‪.‬‬

‫‪35‬‬
   30   31   32   33   34   35   36   37   38   39   40