Page 38 - LEGAL CULTURE
P. 38

‫مستشفيات‬  ‫ااسستـتـخهـدادما الفذالخأائعـريـالامنحارلمـمةدنـديـولة ًيا‪.‬مـن‬  ‫‪-‬‬
                                                                                                                                                                                                       ‫‪-‬‬
                                                                                                                             ‫ومـــدارس وأمـاكـن عـبـادة وأمـاكـن أخــرى للنازحين‬
‫استخدمت قوات الاحتلال الإسرائيلى أسلوب «الغدر» المحرم دول ًيا فى‬                                                                       ‫المدنيين‪.‬‬
‫إطار هجماتها على السكان المدنيين‪ .‬ويتمثل الغدر فى إصدار القوات‬                                                               ‫‪ -‬منع المساعدات الإنسانية بهدف تجويع السكان‪.‬‬
‫الإسرائيلية أوامر إلى السكان المدنيين بالنزوح من شمال إلى جنوب غزة‬                                                           ‫ولم تتورع قوات الاحتلال الإسرائيلية عن توسيع‬
‫لتجنب القصف‪ ،‬ثم يفاجئ السكان بعد نزوحهم إلى جنوب غزة بقذائف‬                                                                  ‫وتكثيف هجماتها – خارج إطار القانون الدولى –‬
‫وصواريخ الاحتلال الإسرائيلى تستهدفهم بلا هوادة‪ ،‬بل إ َّن القصف طال‬                                                           ‫لكى تتصف هجماتها «بالتطهير العرقي»‪ .‬وتتزايد‬
‫الأماكن المخصصة لإيوائهم عن طريق منظمات الإغاثة‪ ،‬فتكرر نزوح‬                                                                  ‫خطورة سياسة التطهير العرقى التى تنتهجها سلطات‬
‫العديد من العائلات الغزاوية من منطقة إلى أخرى فى قطاع غزة‬                                                                    ‫الاحـتـال الإسرائيلية بالنظر لاقترانها بخطاب‬
                                                                                                                             ‫الكراهية الصادر من ممثلى الجهات الرسمية بالدولة‬
                                                                                                                             ‫ومن المستوطنين الذين تدعمهم الحكومة الإسرائيلية‬
‫لحقوق الإنسان‪ ،‬فإ َّن حظر هذا النوع من الأفعال‬                         ‫الجنائية الدولية قد تبنى تعريف جريمة الإبـادة‬         ‫فى هجماتهم على الفلسطينيين وتوفر لهم السلاح‬
‫الإجرامية يرمى إلى ضمان حق الأفراد والمجموعات‬                          ‫الجماعية الوارد بالمادة الثانية لاتفاقية منع جريمة‬
‫فى العيش فى مجتمعاتهم وبيوتهم والتمتع بممتلكاتهم‬                       ‫إبـادة الجنس البشرى والعقاب عليها لعام ‪،1948‬‬                    ‫والموارد الأخرى‪.‬‬
                                                                       ‫التى تم الاتفاق عليها بين دول الجمعية العامة للأمم‬    ‫لذلك فقد وصف العديد من الخبراء والقانونيين‬
                  ‫فى أمان‪.‬‬                                                                                                   ‫سياسية التطهير العرقى التى تتبعها إسرائيل فى حق‬
‫لذلك يمنح القانون الإنسانى الـدولـى السكان‬                                               ‫المتحدة فى ‪ 9‬ديسمبر ‪.19484‬‬
‫المدنيين الذين يقبعون تحت وطأة الاحتلال حماية‬                          ‫ومن المظاهر التى يتسم بها العدوان الإسرائيلى‬          ‫المدنيين فى غزه أنها ترقى لجريمة الإبادة الجماعية‪،‬‬
                                                                       ‫على غزة ‪ -‬التى لم نر لها مثيلاً فى أقذر الحروب‬                  ‫آية ذلك‪:‬‬
‫قانونية خاصة‪ .‬ومما لا شك فيه أ َّن الحصار وفرض‬                         ‫‪ -‬أنـه لا يستهدف بهجماته حصراً المستشفيات‪،‬‬            ‫أ‪ -‬تصريح العديد من القيادات الإسرائيلية أثناء‬
‫ظروف معيشية قاسية على السكان‪ ،‬قد يشكل فى‬                               ‫بل نظام الرعاية الصحية كله‪ ،‬بالخراب والتدمير‪،‬‬
‫حد ذاته أحد الوسائل المستخدمة لإبعاد السكان أو‬                         ‫بطريقة ممنهجة وعلى نطاق واسـع‪ ،‬بـدءاً من منع‬          ‫شن الحرب على قطاع غزة بغرضهم المتمثل فى محو‬
                                                                       ‫الوقود عن المستشفيات وانتهاء باستهداف الطواقم‬         ‫الغزاويين – وليس فقط حماس– من قطاع غزة‪.‬‬
                  ‫تهجيرهم‪.‬‬                                             ‫الطبية بالقتل‪ ،‬مما تسبب فى توقف العديد منها عن‬        ‫ب‪ -‬تصريحات المسئولين الإسرائيليين بسياسات‬
‫هذا وقد استخدمت قوات الاحتلال الإسرائيلى‬                               ‫تقديم الرعاية الصحية جزئياًأو كلياً‪ .‬ولم تتورع قوات‬
‫إطار هجماتها على‬  ‫«االلمغدندير»ينال‪.‬م وحيرتممثدلول ًايلاغفدرى‬  ‫أسلوب‬   ‫الاحتلال عن مهاجمة المستشفيات ذاتها بالقصف‬            ‫العقاب الجماعى «للحيوانات البشرية» فى غزة‪.‬‬
‫فى إصدار القوات‬                                                ‫السكان‬  ‫والاقتحام بهدف التأكد من انهيار نظام الرعاية‬          ‫ج‪ -‬الحصار المطبق لقطاع غزة‪ ،‬ومنع سبل المعيشة‬
                                                                       ‫الصحية تماماً‪ ،‬تنفيذاً لغرضه الإجـرامـى الم َُب َيت‬             ‫الأساسية‪ ،‬واتباع سياسة التجويع‪.‬‬
‫الإسرائيلية أوامر إلى السكان المدنيين بالنزوح من‬                       ‫بمنع سبل الحياة الأساسية فى القطاع وتفريغه من‬         ‫د‪ -‬استخدام الأسلحة والذخائر المحرمة دولياً‬
‫شمال إلى جنوب غزة لتجنب القصف‪ ،‬ثم يفاجئ‬                                ‫ساكنيه‪ ،‬بما يؤكد وجود الإبـادة الجماعية‪ ،‬فى ظل‬
‫الـسـكـان بعد نـزوحـهـم إلــى جـنـوب غــزة بقذائف‬                                                                            ‫التى لا تفرق فى الضحايا بين المدنيين والعسكريين‬
                                                                                        ‫سياسة واضحة للتطهير العرقي‪.‬‬                    ‫وتحدث أكبر عدد من القتلى‪.‬‬
‫وصواريخ الاحتلال الإسرائيلى تستهدفهم بلا هوادة‪،‬‬                        ‫والمتتبع لسياسات العدوان الإسرائيلى على غزة‪،‬‬          ‫ه‪ -‬الإفراط فى استخدام ذخائر واسعة التدمير فى‬
‫بل إ َّن القصف طال الأماكن المخصصة لإيوائهم عن‬                         ‫وتصريحات المسئولين الإسرائيليين‪ ،‬سـوف يتبين‬
‫طريق منظمات الإغـاثـة‪ ،‬فتكرر نـزوح العديد من‬                           ‫بسهولة أ َّن من بين أغراضها النهائية «الإبعاد القسرى‬            ‫مناطق مكتظة بالسكان‪.‬‬
                                                                       ‫وتهجير السكان»‪ .‬ويجب أن ُنيز فى هذا الشأن بين‬         ‫و‪ -‬الاستهداف الم ُكثف للأماكن المكتظة بالسكان‬
‫العائلات الغزاوية من منطقة إلى أخرى فى قطاع‬                            ‫المقصود «بالإبعاد القسري» و»التهجير»‪ .‬ووف ًقا لقضاء‬   ‫المدنيين مثل المـدارس والمستشفيات وأماكن اللجوء‬
                                                               ‫غزة‪.‬‬    ‫المحاكم الدولية‪ ،‬فإ َّن جريمة ترحيل السكان تعنى نقل‬
‫ووف ًقا للعديد من المنظمات الإنسانية فلم يعد‬                           ‫السكان إلى خارج حدود الدولة المعنية‪ ،‬بينما تعنى‬                 ‫ومعسكرات النازحين‪.‬‬
                                                                       ‫جريمة إبعاد السكان إزاحتهم من المنطقة التى يقيمون‬     ‫ز‪ -‬عدم التوقف عن قذف الأماكن المدنية خاصة‬
‫للسكان المدنيين فى غـزة مكان آمـن للجوء إليه‪.‬‬                          ‫بها إلى منطقة أو مناطق أخرى داخل الحدود الوطنية‬       ‫المستشفيات رغم الإنذارات العديدة بقتل العديد من‬
‫لذلك‪ ،‬فقد أكد الم ُ َف ِوض العام للأونروا بجلسة مجلس‬                   ‫لـذات الـدولـة‪ ،‬وهـو ما ُيطلق عليه لفظ «الـنـزوح»‪،‬‬
‫الأمن المنعقدة يوم ‪ 30‬أكتوبر ‪ 2013‬أ َّن الكثير من‬                      ‫باستخدام وسائل قسرية‪ 5 .‬ومـن أمثلة الوسائل‬            ‫المدنيين والأطفال الرضع والمبتسرين بها‪ ،‬والمئات من‬
                                                                       ‫القسرية التى ُتستخدم لإجبار السكان على النزوح‬         ‫النساء الحوامل؛ ومرضى الرعاية المركزة‪.‬‬
‫الفلسطينيين قد قتلوا وهم يبحثون عن الأمان بأماكن‬                       ‫استهدافهم بالأعمال العسكرية وتدمير منازلهم‬            ‫ح‪ -‬اتباع سياسة الأرض المحروقة‪ ،3‬بتسوية أحياء‬
‫يحميها القانون الدولي‪ .‬أكثر من هذا‪ ،‬بتاريخ ‪11‬‬                          ‫والقتل العمدى وإحداث إصابات جسيمة بهم‪ ،‬وقطع‬
‫أكتوبر ‪ 2023‬ومـا بعده‪ ،‬أسقطت قـوات الاحتلال‬                            ‫إمدادات الغذاء ومستلزمات الحياة اليومية عنهم‪،6‬‬        ‫كاملة بـالأرض‪ ،‬وتدمير كافة البنى التحتية بهدف‬
                                                                       ‫وهـى فى حقيقة الحـال الوسائل التى يستخدمها‬                      ‫القضاء على مظاهر الحياة بها‪.‬‬
‫الإسرائيلى العشرات من الفلسطينيين من المدنيين‬                          ‫جيش الاحتلال الإسرائيلى تحدي ًدا لإبعاد السكان عن‬     ‫ط‪ -‬قطع الكهرباء والاتـصـالات بالقطاع أثناء‬
‫ما بين قتلى وجرحى أثناء نزوحهم من الشمال إلى‬                           ‫الأماكن التى يقيمون بها‪ .‬ومن منظور القانون الدولى‬
‫الجنوب بشارع صلاح الدين الذى كانت أعلنت قوات‬                                                                                 ‫الاجتياح البرى لإيقاع المزيد من الضحايا وعرقلة‬
                                                                                                                             ‫نقل ما يقع فى القطاع من مجازر عن طريق وسائل‬
‫الاحتلال الإسرائيلية أ َّنه ممر آمن‪.‬‬                                                                                                   ‫الإعلام‪.‬‬
‫لـذلـك فـقـد أكــد السفير سـامـح شـكـرى وزيـر‬
‫الخارجية فى كلمته فى مؤتمر باريس حول الأوضاع‬                                                                                 ‫ي‪ -‬العدد الهائل من الضحايا المدنيين‪ ،‬لا سيما‬
                                                                                                                             ‫النساء والأطــفــال‪ ،‬الـذيـن يـوجـدون فـى مساحات‬
‫الإنسانية فى غزة بتاريخ ‪ 9‬نوفمبر ‪ 2023‬أن « فتح‬                                                                                         ‫صغيرة‪ ،‬خلال مدة زمنية قصيرة‪.‬‬
‫ممر آمن لانتقال المدنيين إلى الجنوب ليس بتطور‬
‫إيجابي‪ ،‬بل استمرار للتهجير بالمخالفة للقانون‬                                                                                 ‫ومن الجدير بالذكر أن النظام الأساسى للمحكمة‬
                                                                                                                                                                                                          ‫‪38‬‬
                                                                                                                                       ‫يناير ‪2024‬‬
   33   34   35   36   37   38   39   40   41   42   43