Page 32 - LEGAL CULTURE
P. 32

‫يكون العدل حق من حقوق الإنسان وفى الجانب الآخر واجب عليه أن‬                                        ‫ِب ًّراحوقعادلًألم‪.‬ن‪».‬والسلام‬
‫يكون عاد ًلا مع الآخرين‪ ،‬وأتذكر مقولة للأستاذ الدكتور محمود حمدى‬        ‫حين خلق الإنسان خلق للحياة‪ ،‬وترتبط‬
‫زقزوق رحمه الله‪« :‬ينبغى أن ُيح ِّرم الإنسان الظلم على نفسه كما ح َّرمه‬  ‫الحياة بالسلام والأمن اللذين وهبهما الله للإنسان‬
‫الله على نفسه‪ ،‬وإذا لم يفعل فإنه يكون قد خان مسؤولية خلافته فى‬          ‫فى الجنة‪ ،‬وكانت العقوبة الأولـى لقاتل أخيه هى‬
‫الأرض؛ تلك الخلافة التى أكدها القرآن فى مناسبة خ ْلق الإنسان‬            ‫فقدانه السلام والأمان‪« :‬ذنبى أعظم من أن يحتمل‪.‬‬
‫نحن نحترم بعضنا لأننا جمي ًعا نحمل سمات الإنسانية اللى خلقنا الله‬       ‫إنك قد طردتنى اليوم عن وجه الأرض‪ ،‬ومن وجهك‬
‫عليها‪ .‬وهكذا احترام كل منا لآخر هو احترام لعمل الله وخليقته بغض‬         ‫اوخجتدفنىى يوأقكتلوننيت»ا‪.‬ئ ًها وهار ًبا فى الأرض‪ ،‬فيكون كل من‬
‫الاختلاف معهم‪ .‬والاحترام لهو دليل على حسن الخلق والأدب‪ ،‬وهذا ما‬         ‫إلا أن الله أمر الإنسان فى وصاياه باتباع‬
‫عبرت عنه الأديان‪ ،‬فقد اهتمت جميع الأديان السماوية باحترام الإنسان‬       ‫السلام مع الآخرين فقال‪« :‬لا تقتل»‪« ،‬لا تسرق»‪« ،‬لا‬
‫وذلك لأن هذه القيمة هى التى تجعل للإنسان قدر فى المجتمع‬                 ‫تشهد على قريبك شهادة زور»‪ ،‬كما أمر‪« :‬ابتعد عن‬
                                                                        ‫كلام الكذب‪ .‬ولا تقتل البريء والبار‪ .‬لأنى لا أبرر‬
                                                                        ‫المذنب»‪ ،‬كى يعيش البشر آمنين‪ .‬بل أوصى الله بسلام‬                                                                                                                                                                                                                                                                                             ‫‪32‬‬
                                                                        ‫الغريب‪« :‬ولا تضطهد الغريب ولا تضايقه‪ .‬لأنكم كنتم‬

                                                                                                 ‫غرباء فى أرض مصر»‪.‬‬
                                                                        ‫وقد وهب الله السلام للبشر إذ «هو صانع‬
                                                                        ‫السلام فى أعاليه»‪ ،‬لمعرفته باحتياج الإنسان الشديد‬
                                                                        ‫إلى الأمن والسلام‪ ،‬فيذكر الكتاب‪« :‬وأجعل سلا ُما فى‬
                                                                        ‫الأرض فتنامون وليس من يزعجكم‪ .‬وأبيد الوحوش‬
                                                                        ‫الرديئة من الأرض ولا يعبر سيف فى أرضكم‪،».‬‬
                                                                        ‫و»يرفع الرب وجهه عليك ويمنحك سلا ُما»‪ ،‬وأي ًضا‪:‬‬
                                                                        ‫«لذلك قل هأنذا أعطيه ميثاقى ميثاق السلام»‪ ،‬كما‬
                                                                        ‫يقول‪« :‬يكون صنع العدل سلا ًما وعمل العدل سكو ًنا‬
                                                                        ‫وطمأنينة إلى الأبـد‪ .».‬وبذلك أصبح صنع السلام‬
                                                                        ‫أمر هام وقد أوصى به الله إذ يقول‪« :‬حد عن الشر‬
                                                                        ‫واصنع الخير‪ .‬اطلب السلامة واسع وراءها»‪ ،‬وأي ًضا‪:‬‬
                                                                        ‫«فاحبوا الحق والسلام»‪ .‬كما قيل‪« :‬الغش فى قلب‬
                                                                        ‫الذين يفكرون فى الشر اما المشيرون بالسلام فلهم‬
                                                                        ‫فــرح»؛ أيـ ًضـا‪« :‬اقـضـوا بالحق وقضاء السلام فى‬
                                                                        ‫أبوابكم»‪ .‬وقد طوب السيد المسيح صانعى السلام‪:‬‬
                                                                        ‫«طوبى لصانعى السلام ‪ .»...‬كما أوصى‪ « :‬عيشوا‬
                                                                        ‫بالسلام وإله المحبة والسلام سيكون معكم»‪ .‬وقيل‪:‬‬
                                                                        ‫«اتبعوا السلام مع الجميع»‪ .‬والسلام فى المسيحية‬
                                                                        ‫ِإَأأأََو ْيي ْْعخ َََصوًًدِضضلُّتااا َوءكُاَيُكيْم ْْفمل‪.‬شَأَعَفلُ َمْقجوَبلاَِلنِْرطا‪ُ،‬اكل َّهلوكَِفاكَذ َأليَذلاََّيناَف؟ ِي»عُيَفِ‪.‬نقيِوسبْضيكُللئُْلموا‪.‬ي َتلَنقإأَوِْنإص ََْلحلنجْي ُيعأِسكُوُكلنْمث‪َ:‬نوار؟‪َِ.«.‬وأَإِم»إَلَل ْ‪.‬يْننى َوهاس َسلُمذلَّْاباْْلِسم‪:‬غَُعتل«ْامَِّأَشضمايِحَرُعُّكُبلفَو ْمو َ‪،‬ىناى‬
                                                                        ‫الإسلام هو اسم من أسماء الله‪ .‬ففى سورة الحشر‪:‬‬
                                                                        ‫اوذَِل{عيَْكان ِّلٍَدرسدللْعهَُوِمأُاو ْنالََكثَّلإلالِِهذىَّفىًةَىوَأ ْتا} َجلَل؛قاََعالْوسُكَِنأإلْاميَلا َُكه}م ًْم‪:.‬ضِإال‪ُ :‬اَّشو{ َيُعف{اوَيُهىبًاأََواُّيأَ َاَُّهويااَلَقهْلََِالبحااَّلِاُئد ِكليذََّنليااِلثْلَنَت‪ُُ:‬قَسعآُّاِدَ«إم َراُُوَّنن ُاففو ُاوساشَخِاإلوَاْداَّْلقن َنُخََّأااسلُ ْلكُكلو َراْاَمسَُمملِِف‪.‬مكُا» ْْممن‪،‬ى‬

                                                                                                               ‫بينكم»‪.‬‬
                                                                                                        ‫حق الاحترام‬
                                                                        ‫للإنسان كرامة إنسانية عظيمة توجب على‬
                                                                        ‫البشر أن يتعايشوا باحترام إذ أنها أحد أهم قواعد‬
                                                                        ‫التعايش بين أفراد المجتمع‪ ،‬وهو سر رقى المجتمعات‬
                                                                        ‫وسموها حيث أن المجتمعات لا تتقدم إن لم يزرع‬
                                                                        ‫فى أبنائها جميع معانى النبل والأصالة والاحترام‪.‬‬
                                                                        ‫وجميعنا يدرك جي ًدا أن الاحترام ُيعد أحد الحاجات‬

                                                                                                                   ‫يناير ‪2024‬‬
   27   28   29   30   31   32   33   34   35   36   37