Page 139 - merit
P. 139

‫‪137‬‬  ‫تجديد الخطاب‬

  ‫الأفضل أن تسمح لنصف قوات‬            ‫ارتباط الشعب بالسلطة‪،‬‬            ‫مارتن لوثر كينج‬
        ‫بالعبور وحينئذ تضربه‪.‬‬           ‫والمناخ‪ ،‬والتضاريس‪،‬‬
                                           ‫والقيادة‪ ،‬ومبادئ‬
       ‫ويقسم تسي الأرض طب ًقا‬                      ‫التنظيم‪.‬‬
     ‫لطبيعتها إلى أرض ممهدة أو‬
 ‫معقدة خداعية أو رمالها متحركة‬        ‫ويرى تسي أن «القائد‬
   ‫أو ضيقة وشديدة الانحدار أو‬        ‫المحنك هو الذي يحصل‬
    ‫بعيدة‪ ،‬ويرى أن كل أرض لها‬
   ‫تكتيكاتها في المعركة‪ ،‬ثم يشرح‬           ‫على احتياطيه من‬
   ‫الأسباب التي تؤدي إلى هزيمة‬      ‫الأسلحة من بلاد العدو»‪،‬‬
    ‫الجيش أو فشله وهي‪ :‬الفرار‬
   ‫والعصيان والسقوط والانهيار‬          ‫ويرصد خمسة أخطاء‬
  ‫والفوضى والهزيمة‪ ،‬ويقول «لا‬          ‫يقع فيها القائد ويقول‪:‬‬
   ‫ترتبط واحدة من هذه الكوارث‬          ‫‪ -‬إذا كان القائد متهو ًرا‬
  ‫بالأسباب الطبيعية والجغرافية‪،‬‬
      ‫وإنما هي بفعل خطأ القائد‪،‬‬                    ‫يمكن قتله‪.‬‬
    ‫فلو هاجم قوة حجمها عشرة‬             ‫‪ -‬وإن كان جبا ًنا يمكن‬
     ‫أمثال جيشه ستكون النتيجة‬
    ‫الهروب والفرار‪ ،‬وحين يكون‬                          ‫أسره‪.‬‬
 ‫الجنود أقوياء والضباط في ذروة‬         ‫‪ -‬وإذا كان حاد المزاج‬
  ‫الشجاعة والبسالة ولكن الجنود‬       ‫يمكن أن يستثار غضبًا‬
 ‫تنقصهم الكفاءة والمقدرة فيسقط‬
    ‫الجيش‪ ،‬وإذا سادت حالة من‬                     ‫ويخطئ‪.‬‬
  ‫التمرد بين ضباط القيادة العليا‪،‬‬      ‫‪ -‬وإن كان مره ًفا‬
‫وسرى الشعور بالاستياء والغيظ‬         ‫ذا إحساس متضخم‬
   ‫عند القتال فلن يلتفت القائد إلى‬     ‫بالذات والكرامة‪،‬‬
   ‫قدرات العدو والنتيجة ستكون‬          ‫يمكن استفزازه‬
 ‫الانهيار‪ ،‬وعند لقاء العدو المندفع‬
     ‫إلى المعركة إن كان القائد على‬           ‫بالإهانة‪.‬‬
‫درجة ضعيفة من الكفاءة وسلطته‬           ‫‪ -‬وإن كان ذا‬
    ‫قليلة‪ ،‬ولم يقم بتنظيم وإدارة‬        ‫طبيعة رحيمة‬
  ‫قواته جي ًدا‪ ،‬وكانت العلاقة بين‬      ‫فقد يضطرب‬
 ‫ضباطه وجنوده متوترة‪ ،‬وكذلك‬
 ‫تشكيلات القوات مهملة فالنتيجة‬           ‫ويتضايق‪.‬‬
 ‫لهذا الوضع هي الفوضى‪ ،‬وحين‬          ‫وينصح الكتاب‬
‫يكون القائد عاج ًزا عن تقدير قوة‬
    ‫العدو تكون الهزيمة محققة»‪.‬‬         ‫قادة الجيوش‬
‫وبذا يضع تسي جز ًءا من أسباب‬            ‫بما عليهم أن‬
  ‫النصر أو الهزيمة على القائد أو‬          ‫يفعلوة حين‬
 ‫القيادة‪ ،‬وينصح القائد بأن يقدر‬     ‫يأخذون مواقعهم في‬
                                      ‫مواجهة العدو ويقول‪:‬‬
                                    ‫عند عبور الجبال لا بد من البقاء‬
                                      ‫في الأودية المجاورة‪ ،‬وعند إقامة‬
                                      ‫المعسكرات يجب اختيار الأرض‬
                                      ‫المرتفعة لمواجهة الشمس‪ ..‬وعند‬

                                          ‫عبور نهر يجب البقاء بعي ًدا‬
                                       ‫عنه‪ ،‬وعندما يعبر العدو المتقدم‬
                                       ‫لا تقابله في وسط الماء‪ ،‬بل من‬
   134   135   136   137   138   139   140   141   142   143   144