Page 150 - merit
P. 150

‫كما تقال شك ًرا بؤيئي)؛ لأنه ما‬                           ‫العـدد ‪44‬‬                         ‫‪148‬‬
                     ‫يلزمهمش‪.‬‬
                                                                          ‫أغسطس ‪٢٠٢2‬‬  ‫يتحرقش‪ ،‬وأسس عليها فكرته عن‬
   ‫المصرجعيين متسطب في مخهم‬                                                            ‫السببية‪ ،‬بل معروف نقد بل نقض‬
 ‫نظام التشغيل ده‪ ،‬وهو اللي بينتج‬         ‫على استقامته‪ ،‬والنتيجة حالة‬                   ‫هيوم للمعجزات‪ ،‬ودي طرفة؛ اللي‬
  ‫واقعهم في كل تفاصيله‪ ،‬بما فيها‬        ‫من السخط المتربص‪ ،‬ولو كان‬                       ‫يعمل مقارنة بين الغزالي وهيوم‪،‬‬
                                      ‫الشخص المعمول فيه الخير غير‬
   ‫علاقتهم بالمكان‪ ،‬شوف بيرموا‬                                                               ‫قل له على هدم هيوم لفكرة‬
   ‫الزبالة في كل حتة ازاي‪ ،‬شوف‬                            ‫مستحق‪.‬‬                        ‫المعجزة‪ ،‬وقل له‪ :‬ك ك بيقول لك‬
‫شط البحر آخر النهار بيكون ازاي‪،‬‬      ‫ظني ده يساهم في تفسير مشاعر‬
  ‫وشوف ازاي أي جنينة أو مكان‬          ‫السخط المتربصة تجاه كل شيء‬                           ‫انت إما دأنجي أو بتحترمهم‪.‬‬
   ‫اتلم فيه مجموعة مصرجعيبن‪،‬‬                                                           ‫الاستطراد ده مش بره الموضوع‪.‬‬
                                       ‫(بما فيها الدولة المصرية بكافة‬                 ‫دي محاولة لفضح بعض الأصول‬
                  ‫مفيش امتنان‪.‬‬         ‫تمثلاتها) عند المصرجعيين اللي‬
     ‫لو فيه امتنان تجاه مكان زي‬       ‫مسلمين دماغهم كاملة للرجعية‬                             ‫الدينية للتخلف في بلادنا‪.‬‬
 ‫شط بحر واللا جنينة قضيت فيها‬                                                              ‫وزي ما هو أساسي في العقل‬
‫بعض الوقت‪ ،‬مش أقله تحافظ عليه‬            ‫الدينية (ويقال الله والرسول‬                    ‫الرجعي ضعف أو غياب مشاعر‬
                                        ‫والقرآن وهوامشهم الشارحة‪،‬‬                       ‫الامتنان تجاه الآخر أ ًّيا كان‪ ،‬فيه‬
                    ‫من زبالتك؟!‬     ‫وهوامشهم الطفيلية زي المشايخ)‪.‬‬                    ‫امتنان مطلق لله بصرف النظر عن‬
     ‫مفيش امتنان‪ ،‬ولا انتماء عند‬       ‫غياب الامتنان‪ ،‬وإحلال السخط‬                       ‫إنه الفاعل لكل شيء حتى الشر‬
‫المصرجعيين‪ ،‬فيه رجعية‪ ،‬مش بس‬          ‫المتربص مكانه‪ ،‬عنصر مهم ج ًّدا‬                      ‫والمعاناة‪ ،‬ولو سرطان يحصل‬
 ‫تجاه المكان والوطن المحددين زي‬     ‫في فهم علاقة المصرجعيين ببعض‪،‬‬                     ‫لطفل صغير‪ .‬هنا الأب والأم والجد‬
‫مصر‪ ،‬بل تجاه كل حاجة في الدنيا‬       ‫ببلدهم‪ ،‬بالغرب‪ ،‬حتى بالمكان اللي‬                   ‫والأهل والأحباب والجيران لازم‬
  ‫اللي هيا ‪-‬في السيستم ده‪ -‬مش‬                                                              ‫يقولوا‪ :‬الحمد لله والشكر لله‪.‬‬
   ‫دار قرار واستقرار‪ ،‬دي مجرد‬                          ‫عايشين فيه‪.‬‬                      ‫فإذا ربنا ابتلاني كمؤمن بحادثة‬
 ‫أداة‪ ،‬وسيلة‪ ،‬معبر‪ .‬تاني المنظومة‬     ‫وشوف ازاي بني رجعية يحفوا‬                         ‫(عارفين إن المصيبة لغير المؤمن‬
                                                                                        ‫بلاء)‪ ،‬وعربيتي اتدشدشت‪ ،‬وأنا‬
               ‫الرجعية متكاملة‪.‬‬         ‫عشان يروحوا أوروبا‪ ،‬وازاي‬                     ‫لسه يا دوب جايبها‪ ،‬وعليها أقساط‬
    ‫كلنا في حكم الهيمنة الرجعية‪،‬‬         ‫برضه بيعيشوا فيها لاجئين‬                       ‫عشر سنين أدام‪ ،‬مفروض أقول‬
  ‫بدو رحل‪ ،‬مفيش امتنان‪ ،‬مفيش‬          ‫وساخطين على المكان اللي آنيهم‪.‬‬                    ‫الحمد لله إني طلعت من الحادثة‬
    ‫شكرانية تجاه حاجة ولا تجاه‬        ‫ومشاعر السخط تجاه الدولة في‬                          ‫بكسر في الحوض‪ ،‬وشرخ في‬
   ‫حد مهما كان‪ ،‬إن الشكر إلا لله‪،‬‬   ‫مصر ساعات تاخد شكل معارضة‬                          ‫العمود الفقري وكسر في الترقوة‪،‬‬
      ‫وغايتنا مش تحسين الحياة‪،‬‬      ‫سياسية‪ ،‬مدفوعة ‪-‬زي الإخوان‪-‬‬                          ‫الحمد لله إنها جات على أد كده‪،‬‬
     ‫بل غايتنا خدمة الرجعية اللي‬     ‫بقوة الموالاة لدولة البداوة البائدة‬               ‫مش يمكن كان جالي نقرس كمان‬
     ‫مستعبدانا ومبيعانا كل شيء‬           ‫المراد رجعيًّا استرجاعها على‬                   ‫واللا التهاب في الجيوب الأنفية؟!‬

      ‫مقابل وعد بالنجاة من النار‬              ‫أنقاض الدولة المصرية‪.‬‬                         ‫الحمد لله الذي لا يحمد على‬
               ‫وخششان الجنة‪.‬‬              ‫وبالتكامل مع باقي المفاهيم‬                                   ‫مكروهن سواه‪.‬‬
                                       ‫الرجعية‪ ،‬تفهم إزاي مقولة زي‬
    ‫والاستعباد الرجعي مكون من‬         ‫«طظ في مصر» معبرة عن غياب‬                         ‫إ ًذا رجعيًّا مفروض لما ربنا ينعم‬
‫مجموعة عناصر‪ ،‬بنود في كتالوج‪،‬‬       ‫الانتماء اللي الامتنان أساسي فيه‪.‬‬                  ‫على حد‪ ،‬واللا يحط عليه‪ ،‬كده كده‬
 ‫من أهمها إحباط مشاعر الامتنان‪،‬‬        ‫وفي المنظومة الرجعية المتكاملة‪،‬‬
‫ودعم مشاعر السخط تجاه عناصر‬         ‫الانتماء مش لمكان ولا وطن ولكن‬                          ‫يقول الحمد لله والشكر لله‪.‬‬
                                    ‫لقبيلة عقائدية‪ ،‬انتماء البدو الرحل‪،‬‬                      ‫فيه مصادرة رجعية كاملة‬
     ‫الوجود‪ ،‬خاصة اللي الرجعية‬            ‫اللي بيتنقلوا من مكان لمكان‪،‬‬
                ‫عاوزة تحط عليه‬      ‫ولاؤهم وانتماؤهم مرتحل معاهم‪،‬‬                                            ‫للامتنان‪.‬‬
                                    ‫يستنزفوا قدرات المكان اللي يحطوا‬                     ‫الوجه الآخر للعملة دي نشوفه‬
                                       ‫فيه‪ ،‬ويسيبوه‪ ،‬ويشوفوا غيره‪،‬‬                    ‫بمد خط غياب الامتنان تجاه العالم‬
                                       ‫ومش وارد إنهم يعتنوا بيه (إلا‬
   145   146   147   148   149   150   151   152   153   154   155