Page 149 - merit

‫‪147‬‬ ‫تجديد الخطاب‬

‫ديفيد هيوم‬ ‫أبو حامد الغزالي‬ ‫طب ًعا ضمن منظومة متكاملة‪.‬‬
‫يقول لك مث ًل‪ :‬إنما نطعمكم لوجه‬
‫لفكرة السبب‪ ،‬احنا اللي اتعودنا‬ ‫الرسول‪ /‬القرآن) وسيط فوق‬ ‫الله لا نريد منكم جزا ًء ولا شكو ًرا‪.‬‬
‫لما حد يحط إيده في النار تتحرق‪،‬‬ ‫الأسباب‪ ،‬وده مرتبط بمفاهيم‬ ‫ويقول لك‪ :‬اطلبوا الحاجات بعزة‬
‫والحقيقة مفيش علاقة بين حط‬ ‫الرزء‪ ،‬والقضاء والقدر‪ ،‬والنصيب‪،‬‬
‫والعمر واحد والرب واحد‪ ،‬واللي‬ ‫النفس فإن بيد الله قضاءها‪.‬‬
‫الإيد في النار واحتراقها‪.‬‬ ‫له عمر هيعيش‪ ،‬دا ربك هو اللي‬ ‫(اديني حسنة وانا سيدك‪ .‬تخش‬
‫اللي يسألني‪ :‬يا ك ك هيوم قال كده‬ ‫بيستر‪ ..‬إلخ‪ .‬وده نتايجه أعمق‬ ‫على أي حد ترزعه قلمين وتطلب‬
‫كتييييير من حاجات زي حوادث‬
‫برضه‪ ،‬جات على قرمط الغلبان؟!‬ ‫القطورات‪ ،‬ومن الحادثة المتوقعة‬ ‫اللي انت عاوزه بشموخ وإباء‬
‫أقول له‪ :‬هيوم ما قالش كده‪،‬‬ ‫‪-‬أتمنى اكون غلطان‪ -‬في محطة‬ ‫وشمم)‪.‬‬
‫الضبعة النووية وعليك خير‪.‬‬
‫انت ح مش ف‪ ،‬حافظ مش فاهم‪.‬‬ ‫الفكر ده نتيجته التخلف بذات‬ ‫(واللي تعمل فيه معروف‪ ،‬ويقول‬
‫مفيش مقارنة بين شك هيوم‬ ‫نفسه‪ ،‬ذات فقره‪ ،‬ذات وطياناته‪.‬‬ ‫لك شك ًرا‪ ،‬تف في وشه‪ ،‬وقول له‬
‫أبو حامد الغزالي من أهم الناس‬ ‫الشكر لله‪ ،‬عيب عليك يا حايوان‪،‬‬
‫الباحث عن المعرفة الحقيقية‪ ،‬وشك‬ ‫اللي أكدوا تغييب السببية عن‬
‫الغزالي اللي بيشوه العقل‪ ،‬و ُيحول‬ ‫العقل‪ ،‬وادوه شكل وحطوه في‬ ‫مش عاوز من خلقتك شكر ولا‬
‫قوالب لفظية رجعية‪ ،‬بس الأساس‬ ‫زفت‪ ،‬إحنا لا نشكر ولا نقبل حد‬
‫دون المعرفة الحقيقية‪.‬‬ ‫قديم زي الرمل والإبل في ماضي‬
‫هيوم ما أنكرش العلاقة‬ ‫يشكرنا‪ ،‬اللي أنا عملته ده مش‬
‫السببية‪ ،‬هو شكك في الاعتياد‬ ‫شبه جزيرة العرب‪.‬‬ ‫عشانك‪ ،‬مش إنسانية هيا‪ ،‬ده لوچه‬
‫كأساس ليها‪( ،‬وفيه فرق بين‬ ‫قال لك إيه‪ ،‬قال لك سيدنا إبراهيم‬
‫التزامن ‪ ،correlation‬والسببية‬ ‫اترمى في النار وما اتحرقش‪ ،‬ربنا‬ ‫اللاااااه‪ ،‬وسنأخذ من كل رچل‬
‫‪ ،)causality‬الغزالي أنكر السببية‬ ‫قال لها‪ :‬كوني بر ًدا وسلا ًما؛ إذن‬ ‫قبيلاااااه)‪.‬‬
‫لصالح الله‪ ،‬الفاعل الأوحد في كل‬
‫النار ما تحرقش إلا بإذن الله؛‬ ‫النصوص كتيرة‪ ،‬مفيش وقت نقلب‬
‫حال‪.‬‬ ‫إذن لا فعل ولا دور ولا وجود‬ ‫الفواجع‪ ،‬بس خلينا نرص بعض‬
‫هيوم ما جابش في حججه المنطقية‬ ‫الاشتغالات والفصاميات‪.‬‬
‫يقول لك‪ :‬اعقلها وتوكل‪ .‬ولا تلقوا‬
‫إصة دينية (ويقال معجزة)‪ ،‬هي‬
‫في ميزان العقل أسطورة أو خرافة‪،‬‬ ‫بأيديكم إلى التهلكة‪ .‬خد بالأسباب‪.‬‬
‫وإن الله لا يغير ما بقوم حتى‬
‫عن شخص يتحط في النار ولا‬ ‫يغيروا ما بأنفسهم‪.‬‬
‫ورغم البؤيات الفصامية‪ ،‬يظل‬
‫الفاعل اللي شغال‪ ،‬إن الله هو‬

‫الأساس‪ ،‬ومنه له‪ ،‬جي رايح‪ ،‬منه‬
‫له‪ ،‬واقف قاعد‪ ،‬قايم نايم‪ ،‬شاكب‬
‫راكب‪ ،‬منه له‪ :‬وما رميت إذ رميت‬

‫ولكن الله رمى‪.‬‬
‫ودوخيني يا زتونة‪.‬‬
‫الفكر ده مؤثر بشدة في حياتنا‪.‬‬
‫اضطرابات منطقية‪ ،‬تشوهات‬
‫عقلية زي دي‪ ،‬مدمجة في البنية‬
‫الأساسية للتفكير‪ ،‬مشوهة صلتنا‬
‫بالواقع‪ ،‬احنا مش في علاقة‬
‫مباشرة ببعض ولا بأي شيء‪،‬‬
‫تملي حزمة المفاهيم الرجعية (الله‪/‬‬