Page 103 - m
P. 103
101 نون النسوة
د.سحر محمد فتحي
«الكل يقول أحبك»..
وحدة التيمة السردية وتعالق
البنى المتجاورة
سليمان -بسام الحايك) ،تمثل كل نقلة من هذه تبدأ رواية «الكل يقول أحبك» -مؤلفتها مي
الانتقالات الخمس بنية تتجاور مع النقلة /البنية
التالية لها ،وبينما يمكن لكل بنية من هذه ال ُبنى أن التلمساني -بفضاء مكاني متحرك؛ حيث تبدأ
تنغلق على نفسها ،تنفتح كل واحدة على الأخرى عبر بحركة القطار ،وحركة ركابه جيئة وذها ًبا بين
المقاعد ،هذا الصخب المستمر والحركة الموترة
مساحات من التلاقي والتشابه. والمنهكة هي حركة شخصيات هذا العالم السردي،
هنا يتجلى دور التيمة كما يطرحه رشاد رشدي في الحركة القلقة المستمرة غير المستقرة .إن مساحات
كتابه فن كتابة المسرحية ،ويبلوره هذا النص حيث التحرك والانتقال هي التي تشكل عالم الشخصيات
«تأتي التيمة بوصفها الفكرة الأساسية للنص ومناط وهي المش ِّكلة للسرد والمكان والزمان بينما تتشكل
وحدته ،وبوصفها سبب تركيبية بنائه ،حيث إنها مساحات الثبات /البيت ،الاستقرار /الزواج تش ُّك ًل
تمنح المؤلف الفرصة ليعدد الشخصيات والأحداث محدو ًدا يأتي بمثابة اللذة والراحة المؤقتة من ديمومة
الحركة وملاحقة متطلباتها ،وزمنيًّا تتجسد هذه
والأزمنة ،ويجعلها تمضي في دوائر متجاورة أو المساحة المحدودة عبر استدعاءات الذاكرة والمراجعات
متداخلة ،وخطوط متوازية أو متقاطعة ،دونما إخلال
بالوحدة ،طالما أن كل عنصر من عناصر البناء يقدم والتأمل.
في البناء الكلي لهذا العالم الروائي ننتقل من
تنويعة تيمية على التيمة الأساسية ،تدعمها وتؤكد شخصية إلى أخرى ،حيث تتشكل الرواية من خمسة
معناها عبر مجموعة من العلاقات التي يصنعها فصول /انتقالات ،ويتخذ كل فصل اسم شخصية
الكاتب بدقة»(.)1 من شخصيات الرواية على هذا النحو (كمال
ثمة تيمة بنائية سردية مركزية هي التي تحقق المصري -كريم ثابت -نورهان عبد الحميد -دانيا
وحدة هذا النص ،إنها تيمة الزواج المستقر على أي