Page 100 - m
P. 100
العـدد 59 98
نوفمبر ٢٠٢3
توجهاتها عارفة حقيقتها التي تكمن
في حسها الإنساني المشترك
بالاندماج مع المجموع،
نابذة فرديتها التي فيها
هشاشتها وضعفها
وعدم اتزانها .لكن بسام
الحايك هنا يرى أن هذا
الانخلاع من هوية إلى
هوية والعبور من وجود
إلى وجود آخر شك ًل
من أشكال الموت المجزأ،
ولكن ثمة في النص ما
يوحي بوجود حياة أبعد
من حدود الموت ،حيث
تقترن الحياة الجديدة
دائ ًما بلحظة موت
الحياة القديمة .ولعل
هذا ما يجعل من هوية
العابر ارتبا ًكا بين
الحياة والموت ،ولكنه
ارتباك مثمر خصيب
تتجاوز فيه الحياة
الجديدة الموت القديم.
فالرواية نجحت في
خروج شخصياتها
من نمطية الوطن
الواحد عن طريق رسم
شخصيات تحررت
بروحها وجسدها
م ًعا من قيود الارتباط
بالوطن الأم أو الارتابط بزوجة واحدة مستقرة،
في محاولة لاحتضان هويتهم العابرة التعددية التي
تشكلهم بنوع من التوازن والقبول .سواء كانت
هجرة اختيارية (كالسعي وراء الرزق أو اغتنام
فرص للترقي العلمي کكمال المصري) ،أو هجرة
سياسية محتومة كالهرب من الحروب أو الأحداث
المؤلمة كما حدث لبسام الحايك الذي هرب إلى كندا
بسبب اندلاع العنف في سوريا ،وأي ًضا بسبب فشله
في تغيير مجتمعه ،أو لتفشي وباء الكورونا كما في