Page 162 - m
P. 162
العـدد 59 160
نوفمبر ٢٠٢3 بمعنى أنه بالإمكان اعتبار
أن الفلسفة هي مسار فرد
أفلوطين
يكرس حياته للبحث عن
المختار من قبل الرب لكشفه حذرين للغاية :ليس للكتاب إيضاحات للحقيقة ،سواء في
لكل الناس ،إن ما يهم في نفس المكانة والوظيفة في
الأساس هي الرسالة التي الديانات الثلاث. مجال العلوم أو في الحياة
لدى اليهودية كتاب ،لكن العامة ،بهدف العيش وف ًقا
نقلها موسى .في المسيحية: هذا الكتاب موجود ليشهد لهذه الحقيقة .بهذا المعنى،
ليس الكتاب هو الأساسي،
الكتاب موجود للحفاظ على على الوعد الذي قطع لشعب فالفلسفة فع ًل ليست
أثر تعاليم يسوع ،إن ما هو إسرائيل ليكون الشعب مسيحية ،وبالإمكان العثور
عليها في الأوساط اليهودية
والإسلامية وفي أماكن أخرى
من العالم .كما أن هذه المقولة
غير دقيقة إلى حد ما ،بمعنى
أنه إذا كان للفلسفة نفس
النموذج الموجود تقريبًا
في كل مكان ،فإن الفلسفة
ستنشأ دو ًما في ممارستها
التاريخية في مدينة معينة
وفي حضارة معينة يكون
نموذجها الأساسي باستمرار
نموذ ًجا دينيًّا ما؛ و بما أن
الأديان ليست كلها متطابقة،
فإن ذلك سيميز شكل هذه
الفلسفة.
هناك خصوصية للفلسفة
التي ستنشأ في البلاد ذات
الثقافة الإسلامية .ترتبط
هذه الخصوصية بكون
هذه الثقافة الإسلامية،
التي ستتخذ أشكا ًل متعددة
بمرور الزمان والمكان،
تتجمع حول كتاب هو
القرآن .وهنا أود التشديد
على اللبس الكبير الموجود
في النقاشات الصحفية
والسياسية المعاصرة في
فرنسا ،حيث غالبًا ما
يكلموننا عن ديانات الكتاب.
في الواقع ،يجب أن نكون