Page 160 - m
P. 160

‫العـدد ‪59‬‬                               ‫‪158‬‬

                                ‫نوفمبر ‪٢٠٢3‬‬                         ‫على أي حال‪ ،‬هذه أي ًضا هي‬
                                                                    ‫الأسئلة التي يجبرنا مذهب‬
‫ولا سيما بفضل أربعة تقارير‬         ‫الويب الجدد على المستوى‬        ‫الإنسانية العابرة على طرحها‬
 ‫رئيسة وضعتها‪ ،‬في الولايات‬       ‫الاقتصادي من خلال أوبرة‬           ‫على أنفسنا‪ ،‬وبعد كل شيء‪،‬‬

       ‫المتحدة‪ ،‬ثم في الاتحاد‬        ‫‪uberisation‬العالم‪ .‬من‬              ‫فهي تساوي الكثير عن‬
     ‫الأوروبي نفسه‪ ،‬في قلب‬         ‫الغريب‪ ،‬بل المقلق َح ًّقا‪ ،‬أن‬  ‫غيرها‪ ،‬حتى لو كان ذلك فقط‬
   ‫القلب المناقشات الأخلاقية‬       ‫أوروبا في هذه النقطة‪ ،‬قد‬        ‫لإجبارنا على التفكير أكثر في‬
  ‫والسياسية والعلمية‪ ،‬بحيث‬
    ‫أصبح هذا التيار الفكري‪،‬‬         ‫استهانت بالتأثير الهائل‬          ‫ظرفنا البشري الحالي‪ .‬هذا‬
                                  ‫على الحياة اليومية‪ ،‬وكذلك‬        ‫هو السبب‪ ،‬على الرغم من أن‬
       ‫بالمعنى غير المبالغ فيه‬    ‫على التوظيف والاستهلاك‪،‬‬           ‫مشروعها لم يتم التأكد منه‬
    ‫للمصطلح‪« ،‬لا غنى عنه»‬                                          ‫بعد‪ ،‬وبالأحرى‪ ،‬يتم إنجازه‪،‬‬
                                    ‫وأن تطبيقات مثل ‪Uber‬‬
           ‫الهوامش‪:‬‬                 ‫و ‪BlaBlaCar‬و ‪Airbnb‬‬               ‫فإنه ناجح للغاية في قارة‬
                                    ‫و ‪Vente-privee.com‬‬             ‫أمريكا الشمالية هذه التي لا‬
   ‫‪ -1‬مصطلح ‪ubérisation‬‬         ‫وغيرها الكثير‪ ،‬تأتي للتنافس‬       ‫تزال‪ ،‬للأفضل أو للأسوأ‪ ،‬في‬
 ‫مشتق من شركة أوبر‪ ،‬وهو‬                                            ‫بعض الأحيان‪ ،‬تسبق العالم‬
                                      ‫مع سيارات الأجرة أو‬
   ‫يعني الاتصال الاقتصادي‬         ‫تأجير السيارات أو الشقق‬                      ‫القديم بخطوة‪.‬‬
     ‫المباشر دون وسيط عبر‬        ‫أو الفنادق أو المتاجر الكبرى‬        ‫ومع ذلك‪ ،‬بدأت الحركة في‬
                    ‫منصة‪.‬‬
                                      ‫من خلال الاعتماد على‬             ‫التأثير على أوروبا‪ ،‬وكن‬
‫‪ -2‬وخاصة بفضل ما ُيسمى‬            ‫القوى الجديدة التي تفتحها‬             ‫مطمئنًا‪ ،‬ستنمو بسرعة‬
    ‫بنظام «‪،»Crispr-Cas9‬‬           ‫أشياء الإنترنت والشبكات‬            ‫وقوة خلال العقد القادم‪،‬‬
                                                                     ‫كما يحدث الآن أمام أعيننا‬
  ‫الذي يستخدمه هذا الفريق‬              ‫الاجتماعية والبيانات‬            ‫من خلال هذا الاقتصاد‬
       ‫الصيني‪ ،‬تقنية «قص»‬         ‫الضخمة‪ ،‬أي إلى حد كبير‪،‬‬              ‫التعاوني الذي اكتشفته‬
                                                                  ‫فرنسا مؤخ ًرا مع ‪،UberPop‬‬
  ‫و»افتسال» الحمض النووي‬             ‫على نفس التقنيات التي‬             ‫مثل الاستيقاظ المفاجئ‪.‬‬
‫التي طورها باحثتان شابتان‪،‬‬         ‫تحشدها حركة الإنسانية‬                ‫على الرغم من شركات‬
                                                                       ‫جافا ‪Google,( GAFA‬‬
   ‫إحداهما فرنسية‪ ،‬إيمانويل‬          ‫العابرة؛ لأنه بمجرد أن‬            ‫‪Apple, Facebook et‬‬
‫شاربنتييه‪ ،‬والأخرى أمريكية‪،‬‬         ‫تبدأ العملية‪ ،‬فإن الأوبرة‬       ‫‪ ،)Amazon‬التي سنضيف‬
                                    ‫تثير القلق‪ ،‬والعولمة تلزم‬      ‫إليها ‪ Microsoft‬أو ‪Twitter‬‬
   ‫جينيفر دودنا‪ ،‬والتي ُيقال‬                                       ‫أو ‪ ،LinkedIn‬كلها أمريكية‪،‬‬
    ‫إنها مؤهلة للحصول على‬             ‫العالم بأسره‪ .‬بالطبع‪،‬‬         ‫إلا أنها مع ذلك تجد ص ًدى‬
     ‫جائزة نوبل لهذا التقدم‬          ‫هنا مرة أخرى‪ ،‬سنقوم‬             ‫واس ًعا بشكل متزايد بيننا‪.‬‬
                                ‫بتعريف وشرح هذه المفاهيم‬             ‫من الجدير بالملاحظة‪ ،‬وإن‬
                ‫الاستثنائي‪.‬‬        ‫الأساسية‪ ،‬والمفاهيم التي‬        ‫كان متأخ ًرا‪ ،‬بشكل أساسي‬
‫‪ -3‬إنترنت الأشياء‏‪ ،‬مصطلح‬       ‫تمكنت من التحقق عدة مرات‬               ‫خلال السنوات ‪-2014‬‬
  ‫برز حديثًا‪ُ ،‬يقصد به الجيل‬     ‫من ضآلة معرفتها لمواطنينا‪،‬‬          ‫‪ ،2015‬أن بدأ الأوروبيون‬
                                    ‫بما في ذلك المتعلمون‪ .‬أو‬        ‫يدركون َح ًّقا آفاق التقنيات‬
    ‫الجديد من الإنترنت الذي‬         ‫القادة السياسيون (وهذا‬         ‫الجديدة التي أتى بها عمالقة‬
   ‫يتيح التفاهم بين الأجهزة‬     ‫ليس دائ ًما نفس الشيء‪ ،‬الذي‬
‫المترابطة مع بعضها‪ ،‬وتشمل‬          ‫قيل بشكل عابر‪ ،‬على نحو‬

       ‫هذه الأجهزة الأدوات‬                         ‫ملطف)‪.‬‬
  ‫والمستشعرات والحساسات‬           ‫ومع ذلك‪ ،‬فقد تلقت حركة‬
  ‫وأدوات الذكاء الاصطناعي‬       ‫الإنسانية العابرة استحسانها‬
                                  ‫منذ أكثر من عشر سنوات‪،‬‬
            ‫المختلفة وغيرها‪.‬‬
    ‫‪ -4‬لو باريزيان‪ 8 ،‬يناير‬

                    ‫‪.2016‬‬
   155   156   157   158   159   160   161   162   163   164   165