Page 170 - m
P. 170

‫العـدد ‪59‬‬              ‫‪168‬‬

            ‫نوفمبر ‪٢٠٢3‬‬   ‫في عصوره الراقية‪ ،‬وامتاز‬
                            ‫بالأنبياء كما امتاز العالم‬
‫سقراط‬
                          ‫اليوناني بالفلاسفة‪ .‬ويبدو‬
                          ‫أن امتياز الغرب بالفلاسفة‬
                           ‫يتفوق عند طه حسين على‬

                              ‫امتياز الشرق بالأنبياء‪،‬‬
                                ‫ربما لأن وجود نبي‬
                                      ‫موحي إليه لا‬
                                 ‫يتطلب من الإنسان‬
                                    ‫جه ًدا عقليًّا‪ ،‬لكن‬
                                  ‫أن يتفوق الإنسان‬
                                    ‫بالعقل والفلسفة‬
                                 ‫تعني أنه بذل وفكر‬
                                           ‫واجتهد‪.‬‬
                                     ‫وهناك أمر آخر‬
                                ‫يجده طه حسين عند‬
                                ‫اليونان ولا يجده في‬
                                 ‫الشرق وهو التطور‬

                             ‫السياسي الخصب الذي‬
                              ‫أحدث النظم السياسية‬
                           ‫المختلفة في المدن اليونانية‪،‬‬
                          ‫والممارسات السياسية التي‬
                         ‫لم يعرفها العقل الشرقي ألا‬

                                 ‫بنظام الاستبداد(‪.)7‬‬
                          ‫إن البداية الحقيقية للفلسفة‬

                              ‫اليونانية –في تقدير طه‬
                           ‫حسين‪ -‬تأتي مع سقراط‪،‬‬

                             ‫فقد سلكت الفلسفة قبل‬
                              ‫سقراط مسالك مختلفة‬
                         ‫شديدة الالتواء وأفلست فيها‬
                             ‫واحدة بعد أخرى‪ ،‬وهذه‬
                         ‫الفلسفة التي أفلست في آخر‬
                           ‫الأمر كانت أيام انتصارها‬

                                   ‫مشرفة على العقل‬
                                     ‫اليوناني تقوده‬
                                     ‫وتدبره وتنتهي‬
                                       ‫به إلى الخير‪،‬‬
                                          ‫ولكن هذا‬
                                         ‫العقل كان‬
   165   166   167   168   169   170   171   172   173   174   175