Page 174 - m

‫العـدد ‪59‬‬ ‫‪172‬‬

‫نوفمبر ‪٢٠٢3‬‬ ‫موضو ًعا للعبث والسخرية‪.‬‬
‫ولكنها لم تكن يائسة من‬
‫اللوحة للفنان المصري وجيه يسي‬
‫الإصلاح‪ ،‬وإنما كانت تخالف‬
‫فلسفة سقراط وترمي إلى‬
‫نظام سياسي جديد(‪.)18‬‬
‫أعجب طه حسين بالواقعية‬

‫التي طرحها أرسطو‪ ،‬ففلسفة‬
‫أرسطو لها التأثير الأكبر‬

‫على العقل الإنساني القديم‪،‬‬
‫فقد أسهمت في تكوين العقل‬

‫العربي الإسلامي‪ ،‬وهي‬
‫التي أوجدت فلسفة العرب‬

‫وتوحيدهم‪ ،‬وهي التي‬
‫تغلغلت في الحياة العربية‬
‫حتى أثرت في البيان العربي‬

‫تأثي ًرا قو ًّيا(‪.)19‬‬
‫وأرسطو في نظر طه حسين‬
‫ليس مجرد فيلسوف قديم‪،‬‬

‫بل صاحب فلسفه خالدة‪،‬‬
‫وقد تكون أشد من الدهر‬

‫قدرة على البقاء‪ ،‬ويرى‬
‫حسين أن من أراد أن يبحث‬
‫عن قادة الفكر فلن يستطيع‬

‫أن يوفق لإجادة البحث‬
‫وإحسانه إلا إذا عني بأسطو‬

‫طاليس وفلسفته‪ ،‬وأنزلهما‬
‫منزلتهما الحقيقية‪ ،‬وهي‬
‫المنزلة الأولى‪.‬‬
‫ويري طه حسين أن ما‬
‫يميز فلسفة أرسطو أنها‬

‫قد وضعت للبحث والنقض‬
‫والاستدلال قواعد وظفها‬
‫من ينقضون فلسفتة‬
‫للرد عليه؛ حدث هذا مع‬
‫المسيحيين والمسلمين‬
‫والمحدثين من الفلاسفة‪،‬‬
‫كل أولئك استخدموا وما‬
‫زالوا يستخدمون منطق‬

‫أرسطو طاليس في الرد عليه‬