Page 178 - m
P. 178

‫العـدد ‪59‬‬                       ‫‪176‬‬

                            ‫نوفمبر ‪٢٠٢3‬‬                 ‫سيظل طه حسين نموذ ًجا‬

                     ‫هذا الإصلاح في بلاده‪ .‬وهي‬          ‫خصبًا ومله ًما للأجيال التالية‬
                   ‫على الترتيب مجموعة «المعذبون‬       ‫التي تتطلع إلى عالم أفضل تسود‬
                   ‫في الأرض» التي بدأ نشرها في‬
                                                        ‫فيه العدالة والحرية والكرامة‪.‬‬
                     ‫مارس ‪ ،1946‬وبحث بعنوان‬           ‫فقد كتب في العديد من المجالات‪:‬‬
                   ‫«ثورتان» نشر في مايو ‪،1946‬‬          ‫السياسية والاجتماعية والأدبية‬

                      ‫وقصة «ما وراء النهر» التي‬           ‫والثقافية‪ ،‬وفي كل الأحوال‪،‬‬
                   ‫بدأت فصولها تنشر منذ نوفمبر‬          ‫كان يكتب ويفكر‪ ،‬وعيناه على‬

                      ‫‪ 1946‬ثم توقف نشرها ولم‬              ‫المستقبل باحثًا عن الأفضل‬
                                  ‫تكتمل القصة‪.‬‬         ‫والأصلح والأجمل‪ ،‬متجاو ًزا ما‬
                                                        ‫هو كائن‪ ،‬طام ًحا في تحقيق ما‬
                        ‫يتبدى البعد الاجتماعي في‬
                                                                   ‫ينبغي أن يكون‪.‬‬
                   ‫مجموعة «المعذبون في الأرض»‬             ‫وفي هذا الصدد يقول محمد‬
                                                       ‫حسن الزيات في مقدمته لقصة‬
                       ‫من خلال إهداء طه حسين‬              ‫طه حسين «ما وراء النهر»‪:‬‬
                   ‫الذي يسوقه «إلى الذين يحرقهم‬        ‫«أسهم طه حسين نفسه في كل‬
                                                          ‫هذه الميادين‪ ..‬دار ًسا الحياه‬
                     ‫الشوق إلى العدل‪ ،‬وإلى الذين‬         ‫الدولية‪ ،‬معنيًّا خاصة بموقع‬
                    ‫يؤرقهم الخوف من العدل‪ ،‬إلى‬        ‫مصر وعالمنا العربي منها‪ ،‬فكان‬
                   ‫الذين يجدون مالا ينفقون وإلى‬          ‫‪-‬في تناوله لكل ذلك‪ -‬واضح‬
                                                          ‫الإحساس بمسئولية الأديب‬
‫د‪.‬ماهر عبد المحسن‬     ‫الذين لا يجدون ما ينفقون»‪.‬‬         ‫المعاصر‪ ،‬ليس فقط عن إثراء‬
                   ‫وفي بحثه «ثورتان» يتناول ثورة‬
                                                            ‫الحياة الأدبية والفنية‪ ،‬بل‬
                      ‫الرقيق في إيطاليا التي قادها‬       ‫كذلك عن المشاركة الجادة في‬
                     ‫سبرتاكوس‪ ،‬وثورة الزنج في‬            ‫تطوير حياة بلاده السياسية‬
                                                        ‫والاجتماعية والسعي بها نحو‬
                       ‫البصرة التي قادها عبد الله‬
                                                                        ‫التقدم»(‪.)1‬‬
‫جماليات القهر عنــــــ‬                                      ‫ويكشف الزيات عن البعد‬
                                                            ‫الإصلاحي الاجتماعي في‬
‫«المعذبون فـــــــــــــــ‬                               ‫شخص طه حسين من خلال‬
                                                            ‫تتبعه لأعداد مجلة الكاتب‬
                   ‫اللوحة للفنان البحريني علي الصميخ‬       ‫المصري ‪-‬التي أسسها طه‬
                                                            ‫حسين‪ -‬في عامها الثاني‬
                                                        ‫(‪ .)1946‬فيرصد ثلاثة أعمال‬
                                                          ‫نشرها طه حسين مسلسلة‬
                                                          ‫في المجلة تنبئ عن هذا البعد‬

                                                              ‫الإصلاحي‪ ،‬وإحساسه‬
                                                           ‫بمسئولية الأديب المصري‬
                                                        ‫والعربي عن العمل على تحقيق‬
   173   174   175   176   177   178   179   180   181   182   183